ترامب يبيع القدس بكرسي البيت الأبيض

أسعد العزوني

2017 / 12 / 7


لا يظنن أحد أن الماسوني ترامب عندما أقدم على الإعتراف الرسمي بالقدس المحتلة عاصمة لمستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية إنطلق من منطلق عقائدي ،فهو معروف عنه كرهه لليهود ولسياسة مستدمرة إسرائيل الإستدمارية ،وقال ذلك صراحة لأعضاء مركز الضغط اليهودي في واشنطن "الإيباك" في حملته الإنتخابية.
جاء إختلاف ترامب عن غيره من الرؤساء الأمريكيين جمهوريين كانوا أو ديمقراطينيين الذين كانوا يتزلفون لليهود ،لأنه رجل ثري أصلا ولا ينتمي لأي حزب رسميا وبالتالي لم يكن بحاجة لأصوات اليهود،ويقيني أنه كان ضامنا الفوز بسبب شراكته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي عمل على إنجاحه في الإنتخابات من خلال قرصنة أصوات الديمقراطيين وتحويلها لصندق ترامب.
ما حدث بعد فوزه جعل رأسه يصطدم بالجدار فذهبت السكرة وجاءت الفكرة كما يقول المثل الشعبي،وإكتشف ترامب الطاريء على السياسة الأمريكية مدى قوة وحجم وثقل اللوبيات اليهودية مثل الإيباك و"ميمري" على الساحة الأمريكية وتغلغلها في مفاصل الحياة الأمريكية ،وفي مقدمتها الكونغرس والإعلام وحي المال"وول ستريت".
أيقن ترامب الذي سجل كافة انواع الفشل في أدائه بالبيت الأبيض من حيث التعامل الداخي والخارجي وخاصة فضيحة التزوير الروسي في الإنتخابات الأمريكية السابقة أنه مغادر منصبه لا محالة ،وهناك من قال أنه ربما يتم إجباره على الإستقالة ،ومنهم من قال أنه سيقتل ،وبالتالي وبحكم وجود صهره اليهودي كوشنير مستشارا له في البيت الأبيض فقد نصحه بسلوك الطريق الصحيح للبقاء رئيسا، وهوإرضاء إسرائيل عن طريق كسب ود مراكز الضغط اليهودي في واشنطن ،وكان الثمن الذي لا يمكن دفعه إلاعن طريق الغريق ترامب هوالقدس،وجرى ما جرى رغم ما قيل أن زعماء عربا "حذروه"من تلك الخطوة.
ما حدث لم يكن بتلك البساطة ،ولم يكن ترامب ليجرؤ على فعلته التي صدم بها قرابة مليار ونصف المليار مسلم وعربي في العالم ناهيك عن المسيحيين واليساريين اليهود المتواجدين في امريكا ،لولا وجود موافقة عربية إسلامية تمثلت في كل من إبن اليهودية مليكا السيسي والدب الداشر في الحجاز محمد بن سلمان وآخرين طبعا .
قلنا ان مغامرة ترامب المدروسة كانت لشراء كرسي البيت الأبيض وبقائه رئيسا للولايات المتحدة ظنا منه أن اليهود يغفرون لمن يتحداهم ولو مرة واحدة بالخطأ،أما موقف النظام السعودي فكان ثمنا لتنصيب الدب الداشر محمد بن سلمان ملكا على الحجاز ،وتجاوز إعتراضات الأمراء والشعب ،بينما كان هدف السيسي هو الحصول على الدعم المالي من السعودية ومن امريكا على حد سواء،وسيكون الخاسر الأكبر من هذه الصفقة هو رئيس وزراء مستدمرة إسرائيل النتن ياهو الذي لن يستطيع تحمل تبعات ذلك، وكان يتعامل مع الأمر سابقا كشعار إنتخابي ليس إلا.
يقيني ان المجنون ترامب وضعنا جميعا امام الإمتحان الصعب ،عربا ومسلمين ومسيحيين ويهودا ضد الصهاينة وفصائل فلسطينية كانت مسلحة فماذا نحن فاعلون؟ مطلوب اولا من السلطة الفلسطينية وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركتي حماس والجهاد الإسلامي أن تطلق العنان للمقاتلين كي يزلزلوا الأرض تحت أقدام كل من تآمر على الشعب الفلسطيني قريبا كان ام بعيدا ،وعلى الشعوب العربية أن تنتزع المبادرة من حكامها وتستبدل الحناجر بالرصاص ،وأن تثبت إيران شعاراتها"الموت لإسرائيل ..الموت لأمريكا" وان تطلق العنان لحزب الله الذي أبلى بلاءا مرا في سوريا أن يقوم بدوره المطلوب منه ،وأن يقوم السيد أردوغان بقطع العلاقات مع مستدمرة إسرائيل،وعلى المسلمين في كافة بقاع الأرض ان يهبوا للدفاع عن أقصاهم إن كان إسلامهم صحيحا ،فنحن نريد أفعالا على أرض الواقع ،لا كلاما إنشائيا سمعناه من البعض بعد قرار ترامب.
قالها الراهب الأب مانويل مسلّم فور القرار مدوية أن على جميعنا توزيع الحلوى بهذه المناسبة التي اهدانا إياها المجنون ترامب ،وطالب الجميع بالفرح وتوزيع الحلوى لأن ترامب كشف زيف إتفاقيات اوسلو ومعاهدات الذل مع العرب وعدم جدوى المفاوضات مع المحتلين،ودعا إلى العصيان المدني اولا من القدس حتى آخر بقعة في العالم لدق المسمار الخير في نعش مستدمرة إسرائيل الخزرية.
أختم ان المجنون ترامب قبل ان يوقع على قرار بيع القدس قبض 460 مليار دولار عدا ونقدا ثمنا لها وربما مقابل نظرة غير بريئة لإبنته إيفانكا،وقام السفهاء بالتغطية على جريمتهم بفرض حصار على قطر لتفكيك منظومة مجلس التعاون الخليجي وإدخال مستمدمرة إسرائيل إلى المنظومة الخليجية الجديدة بعد إنسحب كل من قطر والكويت وسلطنة عمان.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن