حكايات عن نظام شامستان

بدرالدين حسن

2006 / 2 / 25

في بلادي (شامستان) كل شيء عجب. قال محدثي- وهو يسمع قولتي: ماعندك؟ هات من آخرها. قلت: هل رأيت الفنان أحمد بدير وهو يلف على أرض المسرح ويصيح: تبرعوا ...تبرعوا.. للأميرة ديانا ياخوانّا...(تبرعوا ياخونّا علشان فستان للأميرة ديانا)!!!.
قلت متابعاً: ذكرني هذا المشهد المسرحي الفكاهي بمسرحية النظام السوري المكشوفة أيضاً . قال: ماهي!!؟ قلت: أفاد مصدر مطلع وقريب من اللجنة القضائية السورية للتحقيق في اغتيال الحريري أن رجال أعمال وشخصيات مستقلة في سورية أنشأوا صندوقاً مستقلاً لتمويل نفقات استجواب الشخصيات السورية امام لجنة التحقيق الدولية ، ويهدف الى تغطية تكاليف رحلات الشهود والمطلوبين السوريين (المصرّين اصراراً على التعاون) الذين تطلب اللجنة الدولية الاستماع اليهم وأجور محاميهم. أجابني ضاحكاً: ان التكاليف بسيطة نسبياً ولكن يتوجب على لجنة التحقيق الدولية دفع التكاليف من مبدأ (لايضارّ كاتب ولاشهيد) وهم لاشك عندهم ميزانية كبيرة لمثل هذا. قلت هل يعقل أن تفوت (مثل هيك مسألة) على النظام وجوقته فيفوتوا مثل (هالقبضة). أجابني: ان النظام السوري حريص على عدم تعطيل سفر أي مواطن أو تأخيره مهما كان ، فكيف اذا كان السفر لمقابلة لجنة التحقيق الدولية الموقرة وكشف الحقيقة. قلت معّقباً: ماأظن أن مثل هذا الأمر يفوت رجالات السلطة أيضاً ولكنهم جماعة – سبحان ربي- لايحبون اللف والدوران ولا الأخذ والرد ، ولا حتى الممانعة والمماحكة ، فهم متعاونون ويحبون التعاون حتى لو ( بدهم يلمّوا ويدفعوا من جيبتهم لأمرٍ هم منه برآء). ثمّ انه صحيح أن غالبية المشبوهين المطلوبين مليونيرية ، ولكن العبرة بالراتب فالسلطة تعلم أنهم موظفون ورواتبهم على قدها – كما يقال- و(يادوب) تكفيهم وتسترهم. فاذا كانت لجنة التحقيق الدولية ماعندها نظر فهم أهل النظر وحتى لو ماعندهم فلوس (ياحرام) ففي ناس تلمّ لهم وتغطي تكاليفهم. قال- وهو يتحدث مبتسماً – اذاً اسمع حكايتي التي دفعت فيها ايجار السيارة التي أخذتني الى معتقلي في مخابرات شامستان ؟ قلت مندهشاً: كيف؟ قال:تمّ اعتقالي في مطار(شامستان) الدولي وكنت قادماً لزيارة الأهل ، واقتادوني بسيارة أجرة (تاكسي) – لأنهم لايريدون تعطيلي وتأخيري- الى معتقلي لعدم وجود سيارة رسمية حينها – لعله من كثرة الشغل- وطلبوا مني أن أدفع أجر التاكسي 1200 ليرة. استغربت قائلاً لهم: التوصيلة ب500 ليرة فلماذا الزيادة؟ أجابوني: صحيح. ولكن من سيدفع عنّا في الاياب !!؟ عندها قلت متثاقلاً: يبقى 200 ليرة زيادة، قالوا: هذه قيمة ساندويشات في طريق العودة يا (فهمان).
قلت له معقباً على حكايته: أثناء سفرك في معتقل شامستان الذي حدثتني عنه خرجت على الناس الدلوعة/ نانسي بنت عجرم بأغنيتها (حبيبي أرّب بص بص) بالفيديو كلب وهي قاعدة تغسل على (الطشت في احدى اللقطات) على طريقة الوالدة والجدة (الله يرحم الجميع ويغمّد روحهم الجنة) تفرك الغسيل بيديها الخشنتين طبعاً مما أوجع قلب الشياب قبل الشباب على هذه المسكينة ، وخوفاً على المروءة أن تضيع اقترحوا أن تضاف خمسة ليرات سورية على كل معاملة للمواطن عند الحكومة كرسم اضافي ، ليُجمع المبلغ في النهاية ويُشترى به غسالة ( فل اوتوماتيك) لهذه الشقية (هالمعتّرة) ، لأن الغسيل على الطشت ان صح لعموم الفقراء فلا يجوز في حق(بنت عجرم) ، والا فالنخوة انعدمت والمرؤوة ماتت وعلى الدنيا السلام (ولك روحوا... ربنا يحيّي أصلكم ويديم المعروف ويخليكم النا يارب). قال: بس المبلغ المجموع على هالمعدل الذي ذكرت بشتري طيارة. قلت: طول بالك ولاتستعجل ولا تحسب غلط (لأنو همّ حاسبينها عدل ، هم سوف يأخذوا حصتهم والباقي (حيسلموه للمسؤول في عنجر وبالتالي يادوب يوصلها مايكفي لشراء غسالة). سألني مبتسماً: أحقاً تقول؟ قلت: حكاية الصندوق المستقل هي من وكالة شامستان (أنباء سانا) وأما قصة الغسالة فهي فكاهة انتشرت بين الناس. ولكن (دخلك قلّي) ماذا عن قصتك!!؟ قال: هي عين الحقيقة لأني أنا صاحبها ، وأنا الذي دفعت ال 1200 ليرة وفوقها 1200 يوم سجن مع توقيع تعهد بأن ماأتكلم عنهم الا كل خير.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن