سقوط الأقنعة(8 ) العداء بين إيران وكلا من إسرائيل والولايات المتحدةالامريكية ( الجزء الاول )

فتحي علي رشيد
Fathi43ra@gmail.com

2017 / 11 / 22

منذ أن انتصرت ما تسمى الثورة الإسلامية (الخمينية )(1) في إيران عام 1982, وحتى اليوم ونحن نسمع عن تهديدات متبادلة بين الطرفين الإيراني ومؤيديه من جهة, وبين الأمريكي والإسرائيلي من الجهة المقابلة .
ومن يومها وحتى اليوم ونحن نسمع من إيران ليل نهار صرخات الموت لأمريكا (الشيطان الأكبر) والموت لإسرائيل , دون أن نرى أو نسمع عن أي عمل مهما كان تافها قد أصاب الدولتين . وبالمقابل كرد فعل على هذه التهجمات الإعلامية لم نسمع ولم نر أي عمل من كلا الدولتين ضد إيران . بل نسمع عن نية لأمريكا وأحيانا لإسرائيل لتوجيه ضربة عسكرية لإيران ,أو ولوضع حد لنفوذها المتزايد في المنطقة .دون أن يتحقق شيء فعلي على ارض الواقع ,( نسمع جعجعة من الطرفين ولانر طحنا ),لا على المستوى العسكري ولا السياسي أو الاقتصادي أو الأمني .إن لم نقل أن ما يجري على أرض الواقع والفعل هو على العكس تماما , حيث نجد مزيدا من التمدد للطرفين , وبشكل ملفت للنظر نرى التراخي والتساهل وغض الطرف الأمريكي عن تمدد النفوذ الإيراني في البلدان العربية .
فإذا كانت إيران جادة فعلا في شعاراتها التي ترفعها ضد أمريكا , فلنذكرها بأن قوات أمريكا موجودة على رمية حجر من حدودها مع افغانستان في حال قيامها بأي عمل ضدها والواقع هو انه لم تقم إيران أو أي من حلفائها الشيعة الأفغان (الهزارة )بأي عمل ضد أمريكا منذ أن احتلت أفغانستان عام 2001 ، بل على العكس تماما تعاونوا معها ضد طالبان . حيث تم تجنيد شيعة أفغانستان الفقراء ( زينبيون وفاطميون ) للقتال في سوريا والعراق وبخاصة لقتل الشعب السوري الذي استقبلهم بعد التدخل السوفييتي لبلدهم وسيطرة طالبان على بلدهم عام 1991 .فهناك إبعادٌ مبرمج لهم عن ساحة القتال مع أمريكا في أفغانستان .
أما إذا نظرنا لليمن فإننا نرى كل يوم ,و في كل تظاهرة يقوم بها الحوثيين , مئات اللافتات التي تحمل شعار الموت لأمريكا ,ونسمع صرخات الموت لأمريكا , الموت لإسرائيل . بينما لم توجه تلك المليشيات إي ضربة للبوارج الأمريكية والإسرائيلية وهي تجوب البحر الأحمر وتمر من أمام أنظارهم في باب المندب ( على رمية حجر منهم ) . بل على العكس نراهم على أرض الواقع والفعل ,يمطرون بها اليمنيين والسعوديين بالصواريخ والقذائف .
أما فيما يتعلق بحلفاء إيران في لبنان المتمسكون بالقضية الفلسطينية وبتحرير فلسطين , فنذكرهم ونذكر من لا يعرف من اللبنانيين والعرب ,أن من يريد تحرير فلسطين عليه أن يحرر أرضه أولا ومن ثم يمكن أن ينطلق نحو فلسطين . فإسرائيل تحتل منذ عام 1948 سبع قرى لبنانية ( كان يفترض أن تكون حسب اتفاقية بوليه نوكامب التي رسمت الحدود الدولية بين البلدين ) ضمن الأراضي اللبنانية . ونعرف بأن مزارع شبعا اللبنانية قد احتلت في عام 1967 . ونعرف أن هناك إحدى وعشرين موقعا عسكريا متقدما احتلتها إسرائيل في عدوانها على لبنان عامي 1978 و1982 إضافة لثلاث قرى لبنانية احتلتها إسرائيل عام 1978 يسكنها شيعة لبنانيون.
ونذكرالجميع بأن إسرائيل تسرق مياه الحاصباني ودان والوزاني منذ عام 1948 . ومع ذلك لم يقم حزب الله بأي عمل عسكري أو غير عسكري للسيطرة على مياهه أولتحرير تلك القرى والمواقع والبلدات .إضافة لأن الجهة مع إسرائيل هادئة جدا منذ عام 2006 .فكيف سنصدق أن الحزب ومن خلفه إيران سيحرروا لنا فلسطين طالما أنهم لم يحرروا أراضيهم ومياههم بعد ؟
بينما رأينا الحزب ـ على العكس ـ يرسل قواته إلى سوريا لقتال وقتل الشعب السوري , فعمل على تحريرالزبداني وداريا ومضايا ووادي بردى و.وإلخ من الجيش السوري الحر واستبسل في محاصرة الشعب السوري وتجويعه بدلا من أن يحرربها أراضيه المحتلة . لابل نراه يرسلهم بعيدا عن ساحة القتال مع العدو الصهيوني ليقاتلوا في اليمن .
وإذا كان قد ساهم في تهجير , ومازال ـ حتى اليوم ـ يحاصراللاجئين الفلسطنيين في يلدا ومخيماتهم في السبينة واليرموك والسيدة زينب ويجوعهم . فكيف سنصدق أنه سيدافع عن حقوق الفلسطينيين ؟ بعد أن سكت على تدمير مخيمات الفلسطينين في لبنان ؟
وهنا نتسأل عن هذا التهويل الدائم من عملاء إيران من خطر قيام إسرائيل بعدوان على لبنان , بأنه لو كان لدى إسرائيل نية للهجوم على لبنان فإن الفرصة كانت مناسبة لها بعد أن أبعد الحزب مقاتليه بعيدا عن الحدود وزجهم في معارك في سوريا .ونذكرهم بأن ما حصلت عليه إسرائيل بالحرب منذ عام 2006 ما لم تحصل عليه من خلال اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة مع مصر والأردن .
أما بالنسبة لحكومة سوريا المقاومة والممانعة , فنذكر مسؤوليها بأن إسرائيل تحتل الجولان منذ عام 1967 ( أي منذ خمسين عاما , وعلى ما يبدو و لطول المدة فلقد بات الجولان ,بالنسبة للنظام ولكثير من السوريين من المنسيات ) لدرجة أنه منذ أكثر من أربعين عاما لم يطلق النظام المقاوم , طلقة واحدة ضد المحتل . فكيف سنصدق أنه نظام مقاومة أو ممانعة ؟أو أنه سيحرر فلسطين ؟
وإذا علمنا أن إسرائيل وجهت للنظام السوري خلال هذه الفترة أكثر من مئة ضربة ,لم تجعله يحرك ساكنا ( احتفظ بحق الرد عليها فقط في الزمان والمكان المناسب ).
ثم كيف سنصدق نظام مثل هذا خاصة بعد أن تخلى عن أسلحته الكيميائية وألقى بصواريخه بعيدة المدى على شعبه , وهي أساس أسلحته المطلوبة للردع . ودمر جيشه وشعبه في حرب داخلية , بحيث لن يعود قادرا على الدفاع عن أرضه إذا ما شنت عليه إسرائيل عدوان ما إلا بعد أربعين سنة . فكيف يكن مقاوم وممانع بعد أن سلم بيده أسلحة الردع والدفاع , وبعد أن أصبح عاريا ومكشوفا ومحتلا من قوى عديدة ؟
وكيف سنصدق أن إيران ومليشياتها جاءت لتقاتل في سوريا دفاعا عن نظام تخلى عن الجولان وعن أسلحة ردعه ولم يقم منذ أربعين عاما بإي عمل حتى دبلوماسي لتحرير أرضه ؟ نظام عمل أيضا بالفعل على حظر ومنع أي عمل شعبي لتحرير الجولان ؟
ومع أن النظام يعلن أن أمريكا هي العدو الأول له , إلا أننا نرى أنها احتلت محافظة الحسكة والرقة ولم يقم بأي عمل ضدها . بينما نراه على العكس تماما يستشرس ويتفنن مع حلفائه في قتل وتعذيب واعتقال وتشريد وتجويع الشعب السوري .لمجرد أنه هب مطالبا بالحرية والكرامة ؟ فمن سيصدق بعد كل هذا أن هذا النظام هو نظام معادي لأمريكا ولإسرائيل , أو بأنه نظام ممانعة ,ومن سيصدق أن حزب الله وإيران ومليشياتها يقاتلون في سوريا دفاعا عن نظام مقاومة ؟
هذه الملاحظات أو المفارقات ( التباين بين القول والفعل بين الطرفين ) يفترض أو يجب أن تدفع أي إنسان عاقل ـ خاصة إذا كان موضوعيا ولا يرى الأمور بمنظار أيديولوجي , إلى التساؤل عن مدى جدية التهديدات الإيرانية وحلفائها بإزالة إسرائيل من الوجود وبمواجهة النفوذ الأمريكي في المنطقة . وعن حقيقة وجود عداوة أو أية مجابهة بين الطرفين .
واليوم بعد أن طفح الكيل وزاد عن حده ـ بعد التصريحات النارية التي بدأت الإدارة الأمريكية الجديدة في عهد ترامب تطلقها ضد إيران , لابد من التساؤل عن جدية تلك التهديدات الأمريكية والإسرائيلية القديمة لإيران ـ (عندما أعلن في عام 2005 رئيس جمهوريتها "أحمدي نجاد" عن نية إيران تطوير برنامجها النووي بالترافق مع الدعوة العلنية لإزالة إسرائيل من الوجود . (2 ) والجديدة بعد أن طورت صواريخ بالستية يمكن أن تطال إسرائيل ؟ .هل سيواجهان إيران فعلا ؟
وبمناسبة الحديث عن الأسلحة النووية فان العراق منذ أن بدأ عام 1959 ( في عهد عبد الكريم قاسم ) العمل على بناء مفاعل نووي للأغراض السلمية قوبل بغضب شديد من كل من إسرائيل وأمريكا وأدواتهما في العراق فأسقطوا حكمه . ولما عاد صدام حسين للعمل فعلا في بناء مفاعل نووي للأغراض السلمية بتعاون وثيق مع فرنسا (أي بعد أن وضعه تحت رقابة دولة حليفة لإسرائيل , بما يعنى عدم وجود أية مخاوف من أن يؤدي ذلك إلى صناعة قنبلة ذرية تخيف أو تهدد إسرائيل ) . وعلى الرغم من أن "صدام " لم يقل يوما أنه سيزيل إسرائيل من الوجود كما أعلن " نجاد ". ومع ذلك فلقد وجهت إسرائيل لمفاعل العراق النووي عام 1981 ضربة قاسمة .
وكما نعلم فإن أمريكا عام 1991 (اتخذت من غزوه الكويت ) حجة لتوجيه ضربة قاسية جدا للجيش العراقي .ومن ثم أُُخضع العراق لحصار قاتل دام اثنتا عشر عاما . وفي عام 2003 شنت عليه مع حلفائها أوسع حرب دمرته وقضت على كل الدولة العراقية بجميع مؤسساتها وسوتها بالأرض , لمجرد الشك بأن النظام يعمل على صناعة أسلحة دمار شامل . تبين فيما بعد بالأدلة القاطعة أن لا وجود لها إطلاقا .وهنا نسأل لماذا لم تمارس السياسة ذاتها مع إيران ؟ لماذا على العكس ـ بعد أن دمرت الدولة العراقية عام 2003 تركت لإيران ومليشياتها المجال لكي تحتل العراق ولتعيث فيه الفساد والخراب ؟
وهنا نتساءل : لماذا تتهاون كلا من أمريكا وإسرائيل ومن خلفهما أوروبا مع إيران وتسايرها مع أنها عمليا قامت علنا ببناء أربع مفاعلات نووية قد تؤدي إلى صنع قنبلة نووية , ومع أنها ومليشياتها احتلت العراق عمليا , ومع أنها احتلت كلا من سوريا ولبنان واليمن سياسيا وأمنيا وبشريا ومعنويا وفكريا (وهذا أخطر من الاحتلال العراقي العسكري المباشر للكويت مئة مرة . باعتبار أن العراق أهم من الكويت , على كافة المستويات ,حضاريا وتاريخيا وموقعا {حيث يشكل البوابة الشرقية للوطن العربي }ونفطيا وعلميا وبشريا على الأقل بعشر مرات ) .وعلى الرغم من تهديدات إيران المباشرة والعلنية لحلفاء أمريكا في السعودية ودول الخليج .وبتغيير أنظمة الحكم في كل الدول العربية الصديقة أو الحليفة لأمريكا وتحرض على إسقاطها .إلا أن أمريكا مع كل ذلك , لم تقم بأي عمل ضدها ؟ لماذا ؟
هل لأن أمريكا وإسرائيل عاجزتان عن توجيه ضربة للمفاعلات النووية لإيران ؟ هل هما عاجزتان ـ على الأقل عن توجيه ضربة لها تعيقها أو تعطلها لسنوات طويلة من دون الحاجة إلى هذا الأخذ والرد منذ ما يزيد عن خمسة عشرة سنة ؟
هل حقا أن كلا من أمريكا وأوروبا ومن خلفهما إسرائيل عاجزة عن وضع حد للنفوذ الإيراني في المنطقة بوسائل غير عسكرية ؟ وإن لم تشأ التدخل عسكريا وبصورة مباشرة. ألا تستطيع تقديم الدعم للقوى العربية المناهضة للنفوذ الإيراني وما أكثرها , بما يوقف التهديدات الإيرانية أو يلجمها أو يضع حدا لها ؟ ؟
لماذا ـ على العكس ـ تصر أمريكا وأوروبا على عدم تقديم أي دعم للقوى الديمقراطية والإسلامية المعتدلة في كل من سوريا والعراق واليمن ـ على الأقل ـ لوضع حد للتمدد الإيراني في المنطقة ـ الذي كما يزعمون ـ يهدد الدول الحليفة لهم ؟ما سر هذا الدبلوماسية الناعمة (التفاوض والحوار والتعامل اللطيف والمهذب ) مع إيران ؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها ؟
هل لأن إيران ماتزال , كما كانت في عهد الشاه حليفة لأمريكا والغرب وإسرائيل {القوة الرئيسية في حلف بغداد منذ عام 1955 وأن كل حصل بعد ما سميت ثورة إسلامية في إيران هو مجرد "عثبرة " أغبرة, وأدخنة للتعمية على الحقيقة ؟
أم هل لأن ما يجمع (منذ القدم وحتى اليوم ) بين كلا من الفرس واليهود والإنكليز والألمان والفرنسيين وأخيرا الأمريكان والروس {وأقصد العداء والكره للعرب }هو أقوى مما يفرق بينهم ؟ هل لأن إيران بعد الثورة الخمينية باتت تشكل قوة مناسبة أكثر من نظام الشاه بعد أن تسلحت بالدين , وأصبحت لذلك أكثر ضراوة ( أكثر مما كانت في أيام نظام الشاه ) لتحطيم العرب المتفرقين وكسر ظهرهم أكثر ؟
ما هو سرإصرار جميع الإدارات الأمريكية المتعاقبة منذ عام 2006 حتى عام 2015 وحتى اليوم , على التفاوض مع إيران ؟ وهانحن بعد أن شهدنا وتابعنا على مدى اثنتي عشرة سنة تلك المفاوضات الماراتونية نرى أنها تمخضت ـ فقط ـ عن وضع قيود تحول دون صناعة فنبلة ذرية من قبل إيران .وهنا نسأل :من الذي يخشى في العالم والمنطقة من صنع قنبلة نووية ؟ هل العرب أم أوربا أم أمريكا أم إسرائيل ؟ وطالما أن إيران أعلنت أنها ستزيل إسرائيل من الوجود , فهذا يجعلنا نستنتج أن إسرائيل هي التي تخشى بالفعل والقول ,أكثر من غيرها تَوصل إيران لصنع قنبلة نووية .والجميع يعرفون أن إسرائيل ( منذ أن حصلت على عدة قنابل ذرية ) ما تزال , كما كانت منذ عام 1957 ,الدولة الأكثر حرصا على منع إيران , أو أية دولة في المنطقة من وضع يدها على أسس صناعة القنبلة الذرية ؟ إذن إسرائيل هي المستفيد الرئيس من الاتفاق النووي مع إيران وليس أوروبا أو أمريكا .
هذه الحقائق والتساؤلات تدفعنا إلى إعادة النظر في كل ماحدث في إيران منذ أن بدأت الثورة الوطنية الديمقراطية ضد الشاه إلى الآن. وثانيا,إلى إعادة النظر في الشعارات والتصريحات السياسية الإيرانية على ضوء ما حدث ويحدث منذ تسلم الخميني وأنصاره حكم إيران وحتى اليوم ,استنادا لما جرى ويجري على أرض الواقع .خاصة ـ بعد أن تكشفت لنا بعد عام 2011 حقائق كثيرة كانت محظورة .
ولنبدأ بما تكشف لنا أخيرا .من خلال التدقيق في بنود الاتفاق النووي بين إيران والدول الست (5 دائمة العضوية +1, ألمانيا ):ومن ثم لنربط ذلك بما حصل قبل حوالي أربعين سنة .
1: الاتفاق النووي مع إيران :
من يدقق في الاتفاق النووي الذي وقعته الدول الست مع إيران يجد أن الاتفاق ( أكثر من سبعين صفحة ) حسب تقارير ودراسات كثيرة , وبخاصة حسب تقرير المركز القومي لدراسة السياسات في الشرق الأوسط في القاهرة . يجد أن المستفيد الرئيس والأساسي من الاتفاق النووي بين تلك الدول وإيران هو إسرائيل . مع أنها كانت غائبة عن المفاوضات المتعلقة بالإتفاق .
وكلا المؤتمرَيْن اللذين عقدا في لوزان ( عام 1919 و2015 )والاتفاق الأمريكي الروسي مع سوريا لتسليم سوريا لأسلحتها الكيميائية عام 2014 . فأن إسرائيل كانت المستفيد الرئيس من كل ماحصل .حيث كان ممثلي الصهاينة (بزعامة وايزمن ) في قصر لوزان عام 1919 يجلسون بعيدا عن الأنظار في الغرف المغلقة يتابعون ما يجري ويعدلون في بنود الاتفاقات التي جرت بين الحلفاء والأعداء بعد مؤتمر الصلح الذي عقد في باريس .بما يخدم مصلحة إقامة الدولة اليهودية مستقبلا ,أو بما لا يلحق عام 2014 (الاتفاق مع سوريا ) وعام 2015 ضرراً بإسرائيل .والكل بلا استثناء ـ كما كانوا مازالوا ـ حتى اليوم (الدول الخمس وألمانيا وغيرهم ) حساسون جدا أكثر من الصهاينة , حتى من احتمال وجود أدنى خطر ولو بالحبر فقط , يمكن أن يهدد أو يمس أمن ووجود الدولة اليهودية , حتى لو كان طفلا يحمل حجرا أو فتاة تحمل سكينا .لذلك من الطبيعي أن تخاف وتخشى هذه الدول وإسرائيل من وصول صواريخ جديدة إلى يد حزب الله , حتى ولو كان ذلك من أجل الدعاية والإعلام .فهي تحسب حسابا لأي احتمال يمكن أن يهدد مواطنيها. ولعل هذا ما يميزها عن الدول العربية .
ونختم , بناء على تلك الدراسة " أن الأمر الجوهري في الاتفاق , أوالصفقة . يتضمن التزام إيران , بتجميد أنشطتها النووية التي يمكن أن تؤدي إلى صنع قنبلة نووية فقط . مقابل عدة أمور تقدمها تلك الدول لإيران " .


فتحي رشيد
20 / 11/ 2017
معلومات توضيحية على الهامش
(1) : يحدثنا التاريخ القديم عن دور بارز لليهود في نشوء كثير من الملل والنحل الإسلامية لتدمير الإسلام من الداخل . كما تشير كثير من الأدلة على أنه كان لليهود دور في جعل الهندي الميرزا أحمد عام 1890يزعم أنه المهدي والمسيح المنتظر. وهو ما قد يكون سبب جعل والد الخميني المولود والمعايش للأحمدية الفاديانية (في لاهور ) يعمل على أن يجعل من ابنه الخميني مهدي منتظر آخر , وهكذا هاجرالمدعو أحمد من الهند إلى " خمين " في إيران وزعم بأنه من آل البيت ( وما أكثرهم في العالم )وهنا نؤكد أن لا أحد يمكن أن يؤكد على أنه كان مسلما فعلا,أو من آل البيت .؟ " لا احد يعرف سوى أنه رجل هندي هاجر من الهند إلى مدينة خمين في شرق إيران .زعم أنه مسلم وعندما ولدابنه المعروف بالخميني سماه بالمصطفوي وكان يلقبه بروح الله بعد أن حفظه القرآن ثم أرسله إلى قم ليدرس الشريعة .فحفظ القرآن ثم برز كرجل دين متحدث وجرئ . على عكس جميع ملالي إيران وسطع نجمه عندما وقف وحده عام 1963 موقفا معاديا للشاه وللثورة العلمانية البيضاء التي عمل الشاه من خلالها إلى أوربة إيران كما فعل كمال اتاتورك في تركيا . ونتيجة لموقفه هذا جرى اعتقاله ثم هرب إلى تركيا عام 1964ومنها إلى فرنسا . وهنا لابد من أن نسأل : لماذا اختار فرنسا وليس بريطانيا أو ألمانيا مثلا ؟ هل لأن فرنسا وباريس كما نعرف ويعرف هو أنها مركز انطلاق الماسونية العالمية ( مجلس السنهدرين منذ عام 1795 ) . وإذا كان قد وقف ضد الشاه عندما أراد علمنة إيران . فلماذا هاجر واستقر في فرنسا بلد العلمانية والإلحاد الأساسي في العالم ؟ (كمن يهرب من الرمضاء فيقع في النار ) . ولماذا تبنى فكرة الجمهورية من الجمهورية الفرنسية العلمانية إذا كان معاديا لفكرة العلمنة التي تقوم عليها الجمهورية ؟ ولماذا برزنجمه في باريس فقط بعد الثورة التي قام بها اليساريون في إيران عام 1977دون أن يكون له إي دور فيها ؟ ولماذا بدأت صحيفة كيهان التي يشرف عليها عملاء السافاك منذ بداية عام 1979 بالهجوم على الخميني مع أنه كان نائما في فرنسا ومن دون أن يكون له أي دور في الثورة الديمقراطية الوطنية التي بدأت في إيران عام1953 في عهد مصدق وتصاعد مدها عام 1977؟ لماذا تبنى فكرة الولي الفقيه مع أنه كما قال ابو الحسن بني الصدر (أو ل رئيس للجمهورية الإيرانية )في تناولها لها في كتبه كان أضعف مايكون.وهنا نسأل : لماذا أحيطت حياته بالسرية التامة ,ولم يكن يظهر على وسائل الإعلام إلا نادرا ؟ ثم لماذا أحاطته وسائل الإعلام الأمريكية والفرنسية بهالة من القدسية والقدرةالعجيبة على تحريك الناس من وعن بعد ؟ اسئلة أخرى كثيرة مشروعة لابد من طرحها ؟ مثل لماذا وافق على استيراد الأسلحة من إسرائيل أثناء حربه مع العراق ؟ ولماذا أمدته إسرائيل بتلك الأسلحة على وجه السرعة ؟ لماذا أصروحده على استمرار الحرب على العراقدون سائر آيات الله الإيرانيين ؟ لماذا كان إيقاف الحرب بالنسبة له كاجتراع السم ؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن