تنظيف خطوط المواجهة مع إقتراب ساعة السفر

مروان صباح
marwansabbah@outlook.com

2017 / 11 / 10

عام 2008 م ، نشرت مجلة دير شبيغل ، تقرير حول تغيرات ستطرأ لاحقاً ، على جوهر وتركيبة الجيش السوري ، التقرير آنذاك ، أشار ، أن إيران وحزب الله ، قدما نصيحة للأسد الابن ، بتشكيل فرق عسكرية مع إبقاء على الجيش ، بشكل صوري ، بالفعل ، انخرطت مجموعة قريبة من الأسد ، وبمساعدة الحرس الثوري وحزب الله ، بتشكيل فرق جديدة على شاكلة تلك التى اعتمدها الحزب في جناحه العسكري واعتمدتها إيران في العراق ، في واقع الأمر ، بل الأحرى ، في بداية الأمر ، ظن المراقبون ، على الأخص الأوروبيون ، كما الكثير من الجهات الرسمية أو مراكز الأبحاث ، أن الهدف من التغير ، هي ، نتائج حرب إسرائيل وحزب الله 2006 م ، لكن ، في واقع الحال ، تبين لاحقاً ، أن إيران كانت على علم بخفايا ما يُجهز للمنطقة ، أو بالآحرى ، هي ، إحدى أدوات ، التوازن ، الذي تمارسه الدول الكبرى في المنطقة ، وهذه الشراكة الناقصة ، والغير مؤهلة ، لا بالحجم العسكري ، ولا الإقتصادي ، تكشف يوم بعد الآخر ، عن دلالات ، حول الغاية وكيف ستكون مهمة ، كل طرف في المستقبل ، لأن ، المشروع يهدف إلى تعميق الخلاف ، العربي الإيراني ، وإعادة المنطقة إلى النقطة التى توقف عندها ، صدام والخميني ، لكن ، ستكون حرب أكثر توسعاً وأعنف من سابقاتها .

تعمل واشنطن مع إسرائيل ، وبشكل أقل ، مع الدول الصناعية في العالم ، على أضعاف الحضارات التاريخية ، بل ، تجتهد بكل قوة ، في خلق مناخات ، التى تساعد الأقليات والإثنيات ، المطالبة في الانفصال عن الدولة الجامعة ، لكن ، نشاط الولايات المتحدة وإسرائيل ، يصب بشكل مكثف ، داخل المنطقة العربية وبأقل تحركاً ، في كل من تركيا وإيران ، فعلى سبيل المثال ، المراقب الحصيف ، الذي يعي جيداً ، أن الهزيمة التى تلقاها الفلسطينين ، في انتزاع حريتهم من الإحتلال ، ليس سوى جمع هزائم سابقة ، تلقاها العربي ، في انتزاع حريته من الإستبداد والهيمنة الإستعمارية ، فالهزيمة الثّانية ، لا تقل شأناً عن الهزيمة الأولى ، فالاستبداد في الوطن العربي ينقسم إلى جزئين ، عام ، وخاص ، لكن ، هذا المشوار الطويل ، بين محاولة تحرير العربي نفسه من الاستبداد والاحتلال ، لا تطمس حقائق ، بدورها ساطعة ، ففي عام 1981 م ، عندما كان الأسد الاب ، منهمك في اخماد شرارة الثورة ، في كل من حلب ومناطق من دمشق ، وعلى الأخص ، سجن تدمر ، وجد مناحيم بيغن رئيس وزراء إسرائيل ، آنذاك ، ووزير دفاعه شارون ، ومجموعة من صقور إسرائيل ، الوقت المناسب لضم الجولان بقرار كنيستي ، أي أن الخلاصة ، في كل مرة ، يحاول العربي استنهاض مشروعه ، يتعرض إلى ضربة ، ثلاثية ، استبدادية واستعمارية وإقليمية صاعدة ، تعيده إلى نقطة السفر أو تهدد وجوده ، الشبه مستقل .

اليوم المرء ، في ظل هذه الموجات المتعاقبة ، هي بالتأكيد ، أشد شراسة من الماضي ، تحتاج إلى مكر سياسي أكبر ، لكي ، يفكك الاستراتيجية الغربية ودوائرها في المنطقة ، لقد خلقت الولايات المتحدة وإسرائيل جملة اختلالات ، سلموا العراق للإيرانيون ، بالكامل ، وبالطبع ، مادام الجنرال قاسم سليماني ، استولى على مدينة كركوك ، فبالتالي ، كردستان العراق ، فقدت أهميتها، لأنها ، باتت بلا نفط وبلا ممرات خارجية ، كأن ، من ورّط مسعود بارزاني ، بمسألة الاستفتاء ، أراد دفعه إلى الانتقال مِنْ المناداة بقوميته إلى اللجوء لمذهبه ، وهنا تكشف الخطوة ، عن معضلة مهمة وغائبة ، بأن المربع السني ، بما فيه ، تركيا ، يفتقدون إلى النضج السياسي ، الذي يستطيع تفكيك التاريخ وقراءة الحداثة ، التى مكنت دمج بنيويات الماضي مع الحاضر ، وبالتالي ، أصحابها يسعون إلى فرض مستقبل ، خالي من أي قوة إقليمية ، تحيط بإسرائيل ، بالرغم ، من اجتهاد العبادي ، رئيس حكومة بغداد ، من انتهاج سلوك جديد ، مغاير عن اسلافه ، حيث يقترب ، بموافقة إيرانية ، إلى المربع السني ، ويبني الرجل بحذر علاقات مع دول الجوار ، السعودية والأردن و وتركيا وأبعد ، مصر ، وفي ذات الوقت ، بجهد إيراني ، تتحول كل من النجف وكربلاء إلى أماكن مقدسة ، وبالتالي ، هذا التحول ، حول العراق إلى أرض ، مقدسة للشيعة ، يعترف العالم تدريجياً ، بهذه القدسية الخاصة ، في المقابل ، تعمل إدارة ترمب من واشنطن ، بتشجيع الخط الانفتاحي ، في المملكة العربية السعودية ، الذي سيعود على الحكم في السعودية ، بالزلزال ، والزلزال في مضمونه ، هو ، اختلال في التوازن ، فالتاريخ بين المؤسستين ، الحكم والديني ، لا يقبل الخصام أو الوداع ، بالبطع ، الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان ، استطاعوا بمدة وجيزة ، استيعاب المتغيرات الإقليمية والعالمية ، لكن ، في ذات الوقت ، لا بد أن تعي المملكة ، أن الهدف من وراء دعوات الانفتاح ، هو إسقاط الولاية الدينيّة عن ال سعود ، ولولا ، كان أمر غير ذلك ، فكيف يفسر المرء ، تغاضي العالم تاريخياً ، عن إيران ، يجتاحها التشدد والإنغلاق المجتمعي ، ومن جانب أخر ، تسعى إلى تفريغ المجتمع من المكونات الأخرى ، عبّر إقصاء واضطهاد معلوم ، والذي انعكس ذلك ، حديثاً ، على العراق ، حيث ، ازداد سلوك الاقصاء ، منذ الإحتلال ، بوتيرة متصاعدة ومكارثية ، الذي كان سبب أساسي ، في هذا القتل المفرط ، لهذا ، من المؤكد ، لقد اكتسب الملك والأمير محمد ، شعبية واسعة في السعودية ، لكن ، التوغل في هذا الانفتاح ، سيكون نتائجه غير حميدة ، هناك قضايا تتطلب الانفتاح ، لكن السعودية ليست دبي ، رغم إدراك المرء ، طبيعة المرحلة ، فهناك ، بداية تأسيس لدولة رابعة ، ومن الطبيعي ، أن تشهد تغيرات ، منها إصلاحات وملاحقة لمن توغل بالفساد ، الذي حول الفاسدين إلى مراكز قوة ، اعطتهم هذه الإقطاعيات ، شعور بالحق في تقاسم الحكم ، وبالتالي ، المشاركة في رسم مصير البلد والمنطقة ، وأيضاً لا بد ، أن لا تقف المرحلة عند هذا الحد ، من الضروري ، إعادة هيكلة الدولة ، من أجل وضع حد للإقطاعية ، الذي يضمن في المستقبل عدم ظهور أخريات ، حيث ، وصل إيقاعها إلى مستوى جنوني ، ليس فقط بالسعودية ، بل ، في عموم الخليج ، وبغض النظر عن الأسباب الجوهرية للتغيّر أو تلك الدفينة ، لكنها، في نهاية المطاف ، ما يجري وما سيجري ، يصب في المسار الصحيح ، بل ، هو من الأولويات ، وهنا لا بد للأمير محمد إدراك ، أن المسؤولية ، تحولت منذ اليوم ، على عاتقه ، لأن ماضي المملكة ، شهد فوضى واضطرابات ، في الحالة الإقتصاية ، تعالت ، المشاريع الشخصية وتحولت السعودية إلى إقطاعيات اقتصادية ، في المقابل ، تقلصت مشاريع المملكة ، وهنا ، مهمة الأمير محمد ، الأساسية ، وقبل كل شيء ، إعادة الحياة الاقتصادية للملكة ، وإعادة التوازن الإجتماعي للسعوديين ، وهذا هو الأهم ، طبعاً ، عبر مشاريع قومية ، وليس فقط ، وطنية ، تستوعب المناخ الإقليمي والإسلامي ، التى بدورها تعيد مكانة المملكة والعرب بين العالم ، وهذا ، لا يحصل ، سوى بوضع استراتيجيات عسكرية حديثة ، وتأهيل أفرادها وترقيتهم ، حسب الجدارة ، وفتح باب الابتكار العسكري أمام منتسبيها ، وايضاً ، أمام طلاب العلم ، سوياً ، وايضاً ، الحكمة تفرض على الحاكم في المملكة ، التعامل مع المؤسسة الدينية ، وشخصياتها المعروفة ، بحكمة ، لأن ، تاريخ العلاقة بين المؤسسة الحكم والمؤسسة الدينية ، لم تبرم ، منذ ثلاثين عام ، الماضية ، بل ، سبقها دولتان ، قبل المملكة الحالية ، بدأت بالدولة الأولى والثانية وامتدت إلى الدولة الثالثة ، المستمرة إلى يومنا هذا ، فالفارق يبقى كبير ، بين من تم تجريد قوتهم المالية ، وبالتالي ، فقد مكانته الطبقية أو تلك القبائلية أو العائلية ، وآخرون ، توقيفهم أو إقصائهم ، يضيف لمكانتهم ، شعبية واحترام ، وهنا ، يحتاج الحاكم إلى بعض المرونة ومزيد من الاستقطاب ، والإسراع في تنفيذ المشاريع ، التى تعيد تأهل المواطن السعودي ، أولاً ، والخليجي عموماً ، وبالتالي ، يجعله يلمس، الفارق بين ماضي ، يجتر حاضر انحطاطي، وبين حاضر يبشر بمستقبل ، ويعيد المجتمع إلى المساهمة المباشرة في بناء المؤسسات ، ذات طابع إنتاجي ، التى بدورها تعزز الحالة الجمعية للمملكة .

اثبت العبادي ، حتى الآن ، أنه رجل محنك ، لكنه ، مازال بعيد ، أن يصبح رجل دولة ، طالما ، الكلمة العليا في العراق ، للجنرال قاسم سليماني ، لكن في الوقت ذاته ، قد يتساءل المرء ، كما أيضاً ، تتساءل دول الجوار ، ما هي أسباب التغير ، التى اعتمدتها السعودية ، لماذا هذا الإيقاع المتسارع ، الذي افقد الجميع ، القدرة على التحليل أو التشخيص ، وأدخل الأغلبية بتخبط نادر ، وهنا ، يجيب عن هذا التغير ، يركس تيلرسون ، وزير خارجية الولايات المتحدة ، عندما طالب العبادي بإخراج الإيرانيون من العراق ، وإنهاء حالة الحشد الشيعي ودمج من فيه ، في الجيش العراقي ، ولا بد ، أولاً ، للعبادي ، وثانياً لإيران ، أن يعوا أمر بالغ الأهمية ، أن قرار الحرب ، قد اتخذ وانتهى الأمر ، سيبدأ المخطط ، اولاً ، في قطع تواصل إيران مع أذرعتها الممتدة في المنطقة ، ومن ثم سيفرض عليها حصار ، يشبه لحصار نظام صدام ، وبعد فترة استنزافية ، تأتي ضربات متلاحقة ، في مضمونها ، تحجيمية ، لإمكانياتها ، نتحدث عن تلك الإمكانيات التى تقلق إسرائيل وتعتبرها تهديد أو قابلة لتصبح تهديد لوجودها ، مع تجنيب تلك الضربات ، للوسائل القتالية التقليدية ، التى تبقي المعركة على قيد الاشتعال ، وهذا ، يفسر توقيت رئيس حكومة لبنان ، سعد الحريري ، تقديم الاستقالة ، وربطها بالهيمنة الإيرانية على لبنان .

من يعتقد أن هناك تنكر للماضي ، فهو واهم ، ما جرى ، أن واشنطن وموسكو ، ألزمت الجميع ، بما فيهم ، إيران ومربعها ، لإنهاء حالة دولة التنظيم ، داعش ، حَيْث رأت ، بداعش منظمة لا تعطي أولوية ، لقتال إيران ، بل ، هناك تقارير تشير ، أنها حالة ، تتوافق إلى حد معقول مع أولويات المشروع الإيراني ، لهذا ، نشهد تصفية كاملة لداعش ، مع ابقاء التنظيمات المسلحة الأخرى ، التى تعيد من جديد الولايات المتحدة عبر السعودية ، وفي الجانب الأخر ، تقوم روسيا عبر إيران ، تأهيلها ، وهنا ، يظهر خطأ إيران ، الذي تجلى ، في توغلها في الدفاع عن الأسد الأبن ، دون أن تضع حلول بديلة ، فكانت الطائرات الروسية والأمريكية ، تمشط الأرض ، من أجل ، تقدم إيران ومربعها ، في المقابل ، أعادت واشنطن ، تأهيل العبادي والجيش العراقي ، بالطبع ، بعد ما أتمت ، عملية اقتلاع رجل إيران الفاسد ، المالكي ، فوقعوا في فخ الانتصارات ، دون ، أن يدركوا إلى ذاك التضخيم المقصود، الذي مصيره ، ليس سوى الذبح ، تماماً ، كما فعلوا بداعش ، ومن قبل داعش ، جميع من دخلوا مراحل التعليف ومن ثم التضخيم .

اليوم أتم الغرب ، نشر الكراهية بين المسلمين ، قتل ، دماء، تشريد ، وجملة من التنكيلات ، لكن ، ماذا تريد الآن ، الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ، إلى أين ترغبان الإنتقال ، فمسألة فلسطين ، الجميع يتناولها ، كبوصلة خطاب ، فقط ، أما الحقيقة والواقع ، جميع القوى في الإقليم ، ليسوا على المستوى ، التكنولوجي الحربي ، لإعادة فلسطين ، بل ، ليسوا بالندية الكافية ، إلى إجبار إسرائيل تنفيذ القسم الثاني من وعد بلفور أو تنفيد كامب ديفيد السادات أو استكمال مشروع السلطة ، بل ، كل ما هو اليوم حاصل ، يخضع إلى سلسلة مراحل أُنجزت ، ويمضي المشروع برشاقة غير معهودة ، إلى بداية جديدة ، هم نقطتان ، وضعهما يهود العالم ، من كردستان إلى كتالونيا مروراً في السودان ، من أجل إسقاط الدول التاريخية ، وتذويب القوميات وإعادة الخِطاب الديني ، بشكله المذهبي ، التفريقي ، وهنا ، يظهر المخطط ، أن مشروع القوميات ، مازال أهون في مضمونه ، من مشروع المذاهب ، حيث ، يوجد في أوروبا والعالم ، على أقل تقرير ، ستة مذاهب / يتفرع من هذه المذاهب ، الكنائس والبطريركيات ، صحيح الجميع ينتمي إلى ما يسمى بالعائلة الكبرى ، لكن الطقوس والمفاهيم المتداخلة ، ترتبط بالأشخاص وبالتكوين الجغرافي ، أكثر ما ترتبط بالعقائد ، وهذا التشخيص ، ينطبق تماماً ، على الساحة الإسلامية ، وعلى الأخص ، المنطقة العربية ومحيطها ، لقد قسم الغرب ، المسلمون والعرب ، إلى مذاهب ، ومكن الاستعمار الملل ، خلال سنوات وجوده ، بمراكز سياسية وتجمعات مركبة ، وربطها في ثقافات ، خارج المناخ العربي والمولود الفطري ، من خلال ربط الجميع ، بالتوازن الدولي ، الذي جعل كل قوة ، تعتقد أنها قادرة على تصفية الأخرى ، وعزز حضور البداوة العربية ، بين الأغلبية ، الذي أفقدها ، القدوة .

ما العمل ، كيف يمكن للمنطقة ، أن تتجنب الاصطدام القادم ، فقط ، التنازل ، هو السبيل الوحيد ، لوقف الجحيم الآتي ، على إيران ومربعها ، الخروج من الوهم المقاومة ، اولاً ، الذي لا يمر عندها ، إلا ، بإخضاع المنطقة العربية ، إلى تفلسف ، من وضع المذهب الشيعي ، لأن ، باختصار شديد ومبسط معاً ، توازن القوة ، ليس بصالح هذا المربع ، وقد يتساءل المرء ، إذا كانت إسرائيل وأمريكا والغرب ، قادرون على تصفية ايران ومربعها ، لماذا تريد من أبناء المنطقة القيام بهذا الدُور، الجواب ببساطة ، أن القوى الكبرى ، تريد نقل ، ما هو قائم ، من الهاوية إلى الجحيم ومن الصراع إلى الحرب ، مع الاحتفاظ على استمراريتها ، الذي يستدعي إيران ، على الفور ، إذا تبقى فِيهَا ، من لديه رجاحة عقل ، ويستطيع الخروج من سرديات التاريخ ، التى تصنف بالاسطوريات ، لكي ، يعلن الخروج من العراق وسوريا ، والعمل على تسوية حقيقية في سوريا ، ويضع جميع ملفات المنطقة على الطاولة ، وعلى حزب الله ، ترك المشهد السياسي والعودة إلى تحت الأرض ، غير ذلك ، ستتحول المنطقة إلى جحيم ، لأن القوة المالية ، العربية ، لن تقف ، أبداً مكتوفة الأيدي ، أمام الهيمنة الإيرانية وتمددها ، بل ، القوى الكبرى ، ستغذي الجحيم ، عبر قيصر الكرملين ، بوتين ، من جهة ، وتل ابيب وواشنطن ، من جهة أخرى . والسلام
كاتب عربي



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن