اضمحلال الاحزاب المغربية

عبدالصمد طريبق

2017 / 10 / 25

تعد الظاهرة الحزبية من بين المؤسسات و التنظيمات الغربية التي حملها الأوربيون معهم إلى المغرب في أعقاب نظام الحماية... حيث ساهموا في تكوين حركة كان لا بد أن يتأثر بها المغاربة للدفاع عن حقوقهم، فكانت الأحزاب المغربية في أصولها ذات دور مزدوج (حركة وطنية و أحزاب سياسية). وينص دستورنا ان نظام الحزب الوحيد ممنوع ويقر في المقابل بتعددية الأحزاب وحرية الانخراط في الكيانات الحزبية كل حسب قناعاته باستثناء رجال السلطة او القضاة...
وتأسست الحركة الوطنية بعد فشل واستسلام المقاومة العسكرية في الوقوف امام الجيش الأروبي الحديث سواء الفرنسي او الاسباني، لذلك عمل بعض ممن ساعدتهم الظروف على تاسيس الحزب الوطني الذي سيتحول في بداية الاربعينات الى حزب الاستقلال بقياداته المعروفة ،الى جانب حزب الشورى والاستقلال وحزب علي يعته، ودافعت بإستماته عن استقلال المغرب ووحدته ، وبعد نيل المغرب الاستقلال تدافعت هاته الاحزاب من اجل اقتسام تركة فرنسا واسبانيا فانضمت شريحة مهمة في بناء المغرب الحديث عهد الملك الراحل الحسن الثاني الذي دعم الاحزاب ذات التوجه اليميني، في مقابل تم قمع كل الاحزاب اليسارية التي ناضلت جهرا وسرا ضد سياساته الليبرالية ذات التوجه الرأسمالي مما أفضى الى خروج الجماهير في انتفاضات شعبية على غلاء الاسعار خاصة انتفاضة 1981 و 1984 و 1990 مطالبة بالعدالة الاجتماعية والتقسيم العادل للثروات.
ومع بداية الالفية تناسلت العديد من الأحزاب السياسية بفضل العهد الجديد الذي بشر به، لكن الوضع بقي كما هو بل الأكثر من ذلك اصبحت الأحزاب بمختلف تناويلها مخزنية أكثر من المخزن نفسه ولا تظهر للعيان الا في مواسم الانتخابات، حيث الوعود الوردية والأماني المزيفة.
وبسبب مديونية المغرب لصندوق النقد الدولي ارتفعت تكاليف المعيشة وانخفضت الاجور مع غياب شبه تام للنقابات العمالية التي تم تدجينها واحتوائها، وارتبط سعر الدرهم بالأورو وبالدولار مما كان له اثر سلبي على القدرة الشرائية للبسطاء من المواطنين، ومع هبوب رباح التغيير في الوطن العربي التي اقتلعت ديكتاتوريات عمرت لعهود طويلة تم تسليم مقاليد الحكومة الى حزب ذو اديولوجية اسلامية استبشر به الجميع خيرا، لكن الوضع بقي كما هو، بل استعمل هذا الحزب كوسيلة للمرور من مرحلة الى مرحلة أخرى، انتهت ولايته وارتفعت مديونية المغرب للدائنين العالميين الذين فرضوا شروطا للاقتراض منها خصخصة القطاعات الحيوية مثل التعليم والصحة وهو ما تم حيث أصبح التعليم بالعقدة لمدة سنتين قابلة لللتجديد في مخاطرة غير محسوبة العواقب، على اعتبار ان الأستاذ المتعاقد سيلج حجرات المدارس دون خبرة تذكر، هذا كله والاحزاب المغربية في خبر كان لا تعير اي اهتمام للمخاطر المقبلة على مستقبل الإنسان المغربي.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن