التمكين .. لماذا؟ ولمن؟؟

عائشة اجميعان
e.ejmyaan@gmail.com

2017 / 10 / 23

التمكين, هو شرط الرئاسة الفلسطينية المطروح, لرفع العقوبات عن كاهل قطاع غزة, على خلاف ما أعلن قبل لقاء القاهرة, وهو ما يدفع بالحكومة الى بطء اجراءات العودة الى قطاع غزة, وبسط سلطتها بعد تنفيذ حركة حماس ما طلب منها.

ويبدو ان الحكومة في رام الله ليست في عجلة من امرها, للعودة الكاملة فهي تعمل بوتيرة, يفهم منها الضغط على حركة حماس اكثر واكثر, باعتبار ان رضوخ حركة حماس, واستجابتها للشروط الرئاسية الثلاث, كان بسبب الاجراءات والعقوبات المتخذة من قبل رام الله, والتي في حقيقتها وقعت على كاهل مواطني القطاع ولم تتاثر منه حركة حماس .
ايا كان ما تراه الحكومة في رام الله, ومايراه واضعو سياسات (التمكين) الا ان النتائج على الارض تختلف اختلافا كليا.

الإبطاء في اجراءات الحكومة في حقيقته, هو منح مزيد من الفرص والوقت لحركة حماس للعمل الجاد والدؤوب ,في اللعبة التي تتقنها, والملعب التي تملك زواياه الاربع, ويمكن الاشارة الى بعض, استفادة حماس ,من الاستجابة الفورية للجهد المصري فقد فتح لها المجال لمعاودة الانتشار الاقليمي علنا, ومواصلة الاتصال مرة اخري بمصادر الدعم, واعادة تموضعها كرقم هام ومقبول, في المشهد والنظام السياسي الفلسطيني القادم, واظهرت حماس بمظهر الحريصة بشدة على المصالح الوطنية, وانها لا تعمل من اجل السلطة التي زهدتها, فيما تظهر الحكومة على النقيض, قولا وعملا.
اما عن استفادة حماس الكبرى, من تفاهماتها مع تيار دحلان, بإنهاء ملفات مجتمعية كانت تثقل كاهلها, وتشكل حجر عثرة امام اختراقها القاعدة الشعبية المناوئة والكارهة, لما قامت به خلال الانقلاب, فيما تدير الحكومة والسلطة الظهر لتلك الامورالهامة , فيما تجبر السلطة على انهاء اهم الملفات الحيوية, التي تسعي اليها حماس, وهو ملف الموظفين, وهو في حقيقته ليس حرصا على حقوق قانونية لموظفين بقدر ماهو رفع شعبية, باعتبارها عملت اكثر مما يجب لحماية حقوق مناصريها , وانها لاتتخلى عمن والاها مهما كان الثمن.

وفي مرحلة يتلهف المواطن على رؤية حصاد المصالحة , لحظة بلحظة , ويوجه غضبه المكبوت على من يعرقل ويؤخر النتائج , المفترض انها فورية خاصة فيما يتعلق بالكهرباء مثلا, تعطى الفرصة الزمنية الكافية لحماس, لاعادة تاطير عناصرها على الجديد, الذي امتعض منه الكثيرون (سرا), ومنع اية انشقاقات, (قد تحدث) بسبب الانقلاب الفكري, الذي بدا باصدار وثيقة حماس السياسية في الاول من مايو, وبالتالي الانقلاب العقدي على الثوابت (كما يراه) المتشددون منهم, واعادة نشر ثقافة تقبل الوطنية والمشاركة ,في المرحلة القادمة .
وفي نفس الاطار, ابقاء قطاع غزة, ساحة مفتوحة, حصرا, لاطروحات (حماس جديدة), من خلال وجه (حمساوي - وطني), لم يتلوث بخطايا احد عشر سنة انقلاب, وهو قائد حماس الجديد , لتنظيم وتاطير اهم رافد من روافد الشعبية, وهم الشباب الغزي, ومن ورائهم, في مقابل تواري التواجد التنظيمي الفتحاوي الرسمي, المفترض به النهوض والعمل ونفض الغبار, بعد سنوات من منع العمل التنظيمي الفتحاوي ,جراء تسلط حماس.
ليس من مستفيد من (سياسة التمكين), وبالتالي من تباطؤ الحكومة, الا حركة حماس, وحماس فقط, وعلى كل المستويات, وما لم يذكر اكثر, باعتبار ان هذه المرحلة اكثر شبهاً بمرحلة ماقبل انتخابات 2006, التي سادت فيها مقولات اعلام حماس, الذي افرط في تناول وتضخيم فساد ومساوئ السلطة ورجالاتها, ورفع ذكر حماس, وكون صورة ذهنية لدى المواطن الغزي, ان حماس هي المخلص, والان تسعي حماس وبشدة ,لاعادة رسم صورة ذهنية جديدة, ومحو الصورة السلبية التي طالت بخطاياها كل مناحي الحياة ,عبر سنوات الانقلاب, على حساب تنظيم فتح, النائم في العسل بقرار, والذي يبدو انه الخاسر الاول في هذه المرحلة, والذي يبدو ان خسارته متعمدة بشكل مدروس ,.....وللمرة الرابعة, فيما بعد رحيل الخالد.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن