ثورة اكتوبر الاشتراكية - التاريخ والحاضر (3)

خليل اندراوس
aljabha.org@gmail.com

2017 / 10 / 21


** النضال والبناء
دور الحزب يجب الا يقتصر على نشر افكار العلم الماركسي – اللينيني، فمهما كان المحاربون او البناؤون واعين ومهما ادركوا جيدا في سبيل ماذا يجب النضال وماذا يجب بناؤه، فان نجاح نشاطهم يتوقف إلى حد حاسم على وجود قائد عارف محنك لهم ينظم النضال والبناء ويستشف ما يمكن ان ينشأ من عقبات، ويعبئ الناس لتذليل الصعوبات، وحزب الشيوعيين هو ذلك القائد الجريء لجيش المحاربين في سبيل الثورة، وهو ذلك المهندس الحكيم للبناء الشيوعي.





غدت الدولة السوفييتية قريبة وعزيزة بنفس الدرجة لدى شعوب الشرق العربي وجاء في احدى وثائق "لجنة وحدة العرب" (التي شكلت في سوريا):
"ان العرب يعتبرون حكومة لينين ورفاقه وثورتهم العظيمة لتحرير الشرق من نير الطغاة الاوروبيين، قوة عظيمة قادرة على منحهم السعادة والرفاهية. ان سعادة واستقرار كل العالم يتوقفان على التحالف بين العرب والبلاشفة.
وأعطت ثورة اكتوبر دفعة قوية لتطور النضال التحرري في مصر وسوريا والعراق ولبنان. (في مرجعي لهذا المقال وهو كتاب تاريخ ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى والذي نشر من قبل دار التقدم – في موسكو – الاتحاد السوفييتي – عام 1977 لم يأت أي ذكر عن فلسطين)، وهنا لا بد من ان اذكر بأن لينين كان اول من نشر وفضح اتفاقية سايكس – بيكو بعد ثورة اكتوبر).
وقامت الحكومة السوفييتية بإصدار مراسيمها الاولى التي تهدف إلى الغاء كل الاتفاقيات التي كانت موجهة ضد استقلال ايران. ولذا فقد اعتبر كادحو ايران لينين محررهم من جور القيصرية الروسية وانجلترا، وعملت اللقاءات والمظاهرات التي عمت البلاد على تشكيل الاتحادات النقابية ومنظمات الكادحين الدمقراطية الاخرى.
وفتحت ثورة اكتوبر صفحة جديدة في تاريخ شعوب الشرق بأجمعه، فقد وضعت بداية انهيار النظام الاستعماري وعصر الثورات التحررية الوطنية في البلدان المستعمرة والتابعة. ولم تكن حركة التحرر الوطني في هذه المنطقة أي في الشرق تحمل طيلة تاريخها مثل هذا الطابع الجماهيري، ونظرا لبعض الاسباب (تأصل تأثير الاحزاب الاشتراكية الاصلاحية على الجماهير، تلك الاحزاب التي خانت الحركة الثورية، وعدم وجود احزاب ماركسية ثورية حقيقية، وانقسام صفوف الطبقة العاملة وغيرها من الاسباب) لم تستطع القوى الثورية في الدول البرجوازية تحقيق النصر آنذاك، غير ان المعارك الثورية التي شبت بتأثير ثورة اكتوبر لم تنته دون ان تترك اثرها على جماهير الشعب العريضة، واكتسبت الشعوب خبرة النضال السياسي والطبقي، وفي ظل الحركة العمالية الصاعدة ظهرت في كثير من البلدان احزاب شيوعية ضمت اكثر المناضلين ضد الامبريالية ثباتا وصلابة، وتزايد ميل العمال إلى الاتحادات النقابية.
ولم تتوقف الاهمية الدولية والتاريخية لثورة اكتوبر على التأثير المباشر على الحركة الثورية لشعوب العالم، رغم فشل تجربة بناء الاشتراكية لاحقا ولاسباب عديدة منها موضوعية ومنها ذاتية لا علاقة لها بصحة الفلسفة الماركسية اللينينية، وسنتطرق إلى هذا الموضوع لاحقا، فقد كانت اهميتها التاريخية تؤكد ايضا حتمية تكرار ملامحها الجذرية.
وقد كتب لينين في عام 1920: "... ان النموذج الروسي يثبت لكل الدول بعض الاشياء البالغة الاهمية من مستقبلهم الحتمي القريب (لينين، المؤلفات الكاملة المجلد 41 ص 4).
لقد اثبت خبرة ثورة اكتوبر انه بدون قيادة جماهير الكادحين من جانب الطبقة العاملة لا يمكن تحقيق الثورة الاشتراكية واذا فشلت تجربة بناء الاشتراكية بعد انتصار ثورة اكتوبر فذلك بسبب تحول الحزب الشيوعي إلى هيئات بيروقراطية لا تمثل الطبقة العاملة لا بل تستبعد لا بل تلغي الدور القيادي للطبقة العاملة، بالاضافة إلى اساليب ومفاهيم وممارسة تقديس وعبادة الفرد وعدم مراجعة ودراسة الاخطاء السياسية والاقتصادية التي تراكمت إلى ان انهار الاتحاد السوفييتي اقتصاديا وسياسيا، (منها عدم فهم دور الصهيونية العالمية والتي هي من تقييحات وافرازات المجتمع الرأسمالي في اقصى درجات ازماته، هذه الحركة التي كان لها دور تخريبي داخل الاتحاد السوفييتي إلى جانب الرأسمال العالمي والماسونية العالمية على مدى عقود ليس فقط في الثلاثينيات والاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي لا بل بعد ذلك وحتى الآن)، فقد اعتبر لينين موقف الحزب السياسي من اخطائه احد اهم وأصدق معايير حديثه فقال: "ان الاعتراف جهارا" بالخطأ والكشف عن علله وتحليل الظرف الذي ادى إلى ارتكابه والبحث باهتمام في وسائل اصلاح الخطأ – انما هو تنفيذه لواجباته، انما هو تربية وتعليم الطبقة ومن ثم الجماهير.
فتجربة وخبرة انتصار ثورة اكتوبر اثبتت بأنه بدون قيادة جماهير الكادحين من جانب الطبقة العاملة بمشاركة فعالة ونشيطة ومن خلال تنظيمات حزبية وحزب يمثل الطبقة العاملة ويشاركها بتفاعل بكل عمله الحزبي والسياسي والاقتصادي والثقافي بعيد عن البيروقراطية والتقارير الاقتصادية غير الصحيحة لا بل والكاذبة والتي تتحدث عن النمو الاقتصادي والتطور الاقتصادي والنجاحات الاقتصادية وارتفاع المستوى المادي والثقافي لحياة الشغيلة باطراد والحديث عن تطور نمط حياة الاشتراكية في سنوات السبعين والثمانين من القرن الماضي، والحديث عن الانتهاء من بناء الاشتراكية والوصول إلى مرحلة بداية بناء المجتمع الشيوعي وهذا كان يقال في الاتحاد السوفييتي في منتصف الثمانينيات وسمعته في محاضرة لأحد الرفاق هنا ولا اريد ان اذكر الاسماء ففي عام 1985 كانت زيارتي الاولى للاتحاد السوفييتي بعد انهاء دراستي لموضوع الطب في كييف عام 1976 في وفد لحركة الصداقة مع الاتحاد السوفييتي، وجدت اتحاد سوفييتي آخر وظروفا اقتصادية واجتماعية صعبة يعيشها الشعب السوفييتي وعند عودتي تم ترتيب دعوة لاجتماع في دار الصداقة في كفر ياسيف وتطرقت للأحداث والتغييرات السلبية الجارية هناك في ذلك الوقت وأذكر ان احد الاصدقاء قال لي في نقاشه بأن الاتحاد السوفييتي كبير وإنت تعمل منه دولة صغيرة فقلت لصديقي انتي أقدم ما رأيته، وبعد ذلك عقد في عكا عام 1987 مهرجان الصحافة بمشاركة وفد سوفييتي استضفته في بيتي، وكان يرأس هذا الوفد الصحفي والكاتب بافل ديمتشنكو والذي كتب لاحقا كتابا بعنوان "هناك وراء النهر فلسطين" يذكر خلاله استقباله في المطار من قبل الرفيقة تمار غوجانسكي ومن قبلي ويذكر استضافتي له في بيتي ولقاءه مع الرفيق المناضل طيب الذكر توفيق زياد، ومع المناضل رئيس لجنة الدفاع عن الارض القس شحادة شحادة. من قبل احد الرفاق في مهرجان الصحافة في عكا بأننا "ضُللنا وضللنا" "הוטעינו" وكأن هذا الكلام يكفي امام محكمة التاريخ.
وأذكر ايضا بأنه قمت بزيارة الاتحاد السوفييتي عام 1987 وعام 1989 وكان واضحا بأن الوضع يسير من سيئ إلى اسوأ. وعند عودتي من الاتحاد السوفييتي ولقائي مع نائب وزير التعليم العالي في الاتحاد السوفييتي كرئيس لرابطة خريجي الاتحاد السوفييتي وفصلي من عملي بعد هذه الزيارة لكوني قمت بدون تنسيق مع رئيس قسم القلب حيث كنت امارس تخصصي بأمراض القلب وهذا كذب، ولكوني قمت بزيارة لدولة معادية والتي اصبحت فقط بعد سنة او سنتين في فترة يلتسين دولة صديقة. وحينها ايضا التقيت بأحد الرفاق ولا اذكر الاسماء من مَن ايدوا البريسترويكا التي نادى بها غورباتشوف. وفي هذا اللقاء دار نقاش حول ما يجري في الاتحاد السوفييتي وقلت للرفيق بأن لينين قال لا يمكن للاشتراكية ان تنجح الا اذا اصبحت انتاجية المجتمع الاشتراكي ضعفي انتاجية المجتمع الرأسمالي، فالصراع كان ليس فقط ايديولوجيا وسياسيا بل اقتصاديا ايضا وهنا كان الفشل، وفشل بناء الاشتراكية هو ليس فشل النظرية بل فشل العامل الذاتي فشل الممارسة والعمل والتطبيق.
ولقد كان احد مستشاري غورباتشوف كما تبين لاحقا عميل الـ سي.آي.ايه كما نشر برنامج لروسيا اليوم والذي شجعه على الاجتماع مع مارغريت تاتشر وتصديقها بأن بريطانيا والولايات المتحدة ترغبان بتقديم الدعم السياسي والاقتصادي للاتحاد السوفييتي، وكان هذا غير صحيح على الاطلاق لأن الغرب يسعى وحتى الآن إلى تفكيك ليس الاتحاد السوفييتي سابقا لا بل روسيا الآن من خلال خلق تنظيم جديد يضعه الغرب وخاصة الولايات المتحدة والصهيونية العالمية للساحة الاوروبية يقوم في الاساس على فكرة تقديم الدعم في هذا الجزء من العالم، والمقصود دول اوروبا الشرقية، كدول قومية صغيرة وضعيفة نسبيا من خلال ربطها بهذه الدرجة او تلك بالناتو والاتحاد الاوروبي وهيمنة وسيطرة الولايات المتحدة.
وما يجري الآن في اوكراينا لأكبر دليل على ذلك، وما قام به بوتين من استعادة شبه جزيرة القرم لروسيا بعد ان كان خروتشوف في الستينيات قد تنازل عنها لاوكراينا، وبرأيي هذا نوع من الغباء. وقد قمت قبل حوالي السنة والنصف برفقة اصدقاء بزيارة شبه جزيرة القرم وقمت بزيارة ميناء سيمفاروبل على البحر الاسود وشاهدت سفنا حربية وغواصات روسية بكمية ضخمة تتواجد في ذلك الميناء فقلت بيني وبين ذاتي تخيل لو بقيت شبه جزيرة القرم بأيدي اوكراينا وتواجد هنا على حدود روسيا الجنوبية اساطيل الناتو، فكل ما ترغب به الامبريالية العالمية وخاصة الولايات المتحدة هو خلق نوع من الهيمنة عبر الاطلسية وتمتين رأس الجسر الامريكي إلى الشرق من اوكراينا إلى القارة الاوراسية من اجل ان تتحول اوروبا المتوسعة شرقا لا بل حلف الناتو المتوسع شرقا إلى منصة انطلاق حيوية يفرض من خلالها على اوراسيا الهيمنة الامبريالية والصهيونية العالمية. وهكذا يتم احتواء روسيا وعزلها ولكن هذا المشروع مصيره الفشل وخاصة بعد استعادة شبه جزيرة القرم وإفشال مشروع لا بل مؤامرة تقسيم سوريا، واقامة المحور الصيني الروسي الايراني الاستراتيجي في مواجهة الهيمنة الامبريالية الصهيونية على اوراسيا والشرق الاوسط، وللأسف ينظر الغرب إلى الدول التي انفصلت او كانت اعضاء في حلف وارسو، او دول من مكونات الاتحاد السوفييتي كدول غير مستعدة او غير قادرة على ممارسة السيادة الحقيقية، وهذا يعني ان هدف الامبريالية والصهيونية القيام بالهيمنة والسيطرة المباشرة على هذه الدول.
ولذلك نرى بوتين يفتح النار على الغرب حيث ذكر في تقرير دبلوماسي خطير كشفت عنه الصحافة العالمية وهناك من أسنده إلى موقع (ويكيليكس) حيث قال بوتين في كلمته: "تريدون تنحي الرئيس بشار الاسد؟ انظروا إلى القادة الذين صنعتموهم في الشرق الاوسط في سياق ما سميتموه الربيع العربي. ها هي شعوب المنطقة تنبذ هؤلاء القادة.. الثورة ضد محمد مرسي في مصر مستمرة ومن يعرف طبيعة المجتمع المصري يدرك انه مجتمع مدني عريق ومتنوع الثقافة والحضارة وله تاريخ في العمل السياسي الراقي وهو لن يقبل محاولات الفرض عليه بالقوة... أما اردوغان فقد تحرك ضده الشارع التركي... وهذه هي بداية أفول نجمه، وفي تونس – الحكم الاخواني – السلفي الذي صنعتموه لم يعد مستقرا ولن يكون مصير تونس بعيدا عن امساك الجيش بمقاليد الحكم، لأن اوروبا لن تقبل باضطرابات على حدودها. الموقع الجغرافي لتونس يجعلها قريبة جدا لدرجة التداخل مع الحدود الاوروبية...".
ووقت القاء بوتين لكلمته لم يكن رئيس هيئة الاركان التونسي قد قدم استقالته بعد معلنا نيته الترشح لرئاسة الجمهورية. وليبيا بعد القذافي زرعتم فيها الفوضى.. وهناك عجز عن بناء سلطة تعمل على اعادة الدولة هناك واليمن بعد رحيل علي عبدالله الصالح يفتقد للاستقرار داخل الحكم او الهدوء في الشارع والاضطرابات العسكرية والأمنية لا تزال تتحكم بكافة مناطقها. (وهنا اتذكر لقائي مع مدير مكتب علي عبدالله الصالح وسكرتيره في مؤتمر حوار الحضارات في رودوس عام 2008 حيث قالا بأن بقاء علي عبدالله الصالح افضل لأن تركه السلطة سيخلق الفوضى في اليمن).
أما الخليج بكامله.. فهو على فوهة بركان من البحرين إلى كافة دوله.. والآن تطلبون من روسيا ان تترك الأسد ونظامه وأن تسير في ركب معارضة لا يعرف قادتها غير الفتاوي التكفيرية.. ولا يعرف عناصرها متعددو الجنسيات والاتجاهات غير الذبح وأكل لحوم البشر..
أيها السادة انكم تكيلون الامور بمكيالين وتنظرون للأزمة السورية وفق صيغة صيف وشتاء تحت سطح واحد.. انتم تكذبون على شعوبكم وعلى انفسكم من اجل تمرير مصالحكم.. وهذا امر لا شأن لنا به.. ولكن من غير المسموح ان تكذبوا علينا وعلى دول العالم وشعوبها.. لأن المسرح الدولي ليس لكم وحدكم والأحادية التي انفردتم بها منذ عقدين من الزمن انتهت إلى غير رجعة.. انكم جميعا تقفون في سوريا مع قوى ادعيتم خلال السنوات العشر الاخيرة انكم تحاربونها بحجة الارهاب.. وها انتم اليوم تتحالفون معها وتدعمونها لتصل إلى الحكم هناك.. وتعلنون انكم ستسلحونها وتعملون على تسهيل ارسال مقاتليها إلى سوريا لاسقاطها واضعافها وتفتيتها.. بربكم عن اية دمقراطية تتحدثون؟؟ تريدون نظاما دمقراطيا في سوريا يحل مكان نظام الأسد.. وهل تركيا والدول الحليفة لكم في المنطقة تنعم بالدمقراطية؟".
ثم توجه بوتين بحديثه في كلمته تلك وخاطبه قائلا: "لقد ارسلت بلادك جيشها إلى افغانستان عام 2001 بذريعة محاربة طالبان وتنظيم القاعدة والارهابيين التكفيريين الذين اتهمتهم حكومتك بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر.. وها انت اليوم تتحالف معهم في سوريا.. وتعلن رغبتك مع حلفائك بإرسال اسلحة اليهم.. وها هي قطر التي تقيم فيها اكبر قاعدة عسكرية لقواتك في المنطقة تفتح مكتبا تمثيليا لطالبان على اراضيها".
ثم توجه بوتين بحديثه إلى الرئيس الفرنسي قائلا "سيادة الرئيس: كيف ترسل جيشك إلى مالي لمقاتلة الارهابيين من جهة، ومن جهة ثانية تتحالف معهم في سوريا وتدعمهم، وتريد ان ترسل لهم الاسلحة الثقيلة لمقاتلة النظام؟؟".
وكان لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون نصيب من نيران بوتين: "سيد كاميرون، انت تطالب بقوة بتسليح الارهابيين في سوريا.. وهم ذاتهم الذين نفذ اثنان منهم جريمة ذبح جندي بريطاني في احد شوارع لندن في وضح النهار وأمام المارة (كان بوتين يقصد جريمة القتل الشهيرة التي وقعت يوم 22 مايو/ايار 2013 وأدين فيها بريطانيان من اصل نيجيري هما: مايكل اديبولاجو ومايكل اديبوال وادعيا انهما "جنود الله في لندن" وفيها اقدم الاثنان على قتل جندي بريطاني كان يدعى لي ريجي وقطعا رأسه في وضح النهار بأحد شوارع العاصمة البريطانية".. غير آبهين لا بدولتك ولا بسلطتك ولا بأمنك.. وارتكبوا جريمة مماثلة ايضا في شوارع باريس ضد احد الجنود الفرنسيين". وفي مقابلة مع مراسل قناة الـ سي.ان.ان الامريكية عندما طالبه المراسل بالتعليق على قرار الرئيس محمد مرسي، بقطع العلاقات مع دمشق فرد عليه ردا مفحما إذ قال: "هذا النوع من الرؤساء لا يعيش طويلا، ويرحل دائما ضمن مأساة". فكل خطط الغرب الامبريالي والصهيونية العالمية (وتأييد اسرائيل انفصال اقليم كردستان واضح ويفسر ما سأقوله).
خلق واقع يهدد الوطن العربي ويمزقه والعمل على فقدان الهوية العربية والقومية واشعال الحروب فيها، والفتنة المفتعلة بين السنّة والشيعة والتي تقودها السعودية لأكبر دليل على تآمر مملكة امريكا – السعودية ولعبها دورا مركزيا في هذه المؤامرة والهدف لكي يفرض على المنطقة وعلى الشعوب العربية منطقة شرق اوسط كبير تقوده دول رجعية عربية كالسعودية الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة واسرائيل.
ولكن سياسة بوتين ورسالة روسيا في اوكراينا وفي سوريا وحلفها الاستراتيجي مع ايران والصين ودعمها لوحدة الشعب والوطن السوري تحمل رسالة ضمنية وسياسية علنية واضحة ومهمة لكافة دول العالم لا تعني سوى امر واحد هو انتهاء زمن القطب الواحد الذي يتحكم في العالم.
ويطرح السؤال هل ستستعيد روسيا دورها التاريخي الثوري العالمي! الاجابة على هذا السؤال سيحدده فقط المستقبل، ومهما كانت التطورات في المستقبل، فان البشرية لن تنسى ابدا يوم 25 اكتوبر 1917 الذي كان نقطة انعطاف في تاريخ العالم. وسوف يظل مضيئا على الدوام إلى جانب هذا التاريخ اسم لينين العظيم – منظم وقائد الثورة. وسأكتب لاحقا مقالا ودراسة عن لينين قائد ثورة اكتوبر.
مهمة البروليتاريا تحطيم ماكنة الدولة البرجوازية وانشاء دولة جديدة اشتراكية. وفقط الاحزاب الشيوعية تستطيع ان توحد وتجمع الحركة العمالية إلى علم الشيوعية، كفصيلة امامية للطبقة العاملة، طليعتها التي تجمع في صفوفها اوعى الثوريين وأصلبهم عودا واكثرهم اخلاصا لقضية الشيوعية.
ان دور الحزب يجب الا يقتصر على نشر افكار العلم الماركسي – اللينيني، فمهما كان المحاربون او البناؤون واعين ومهما ادركوا جيدا في سبيل ماذا يجب النضال وماذا يجب بناؤه، فان نجاح نشاطهم يتوقف إلى حد حاسم على وجود قائد عارف محنك لهم ينظم النضال والبناء ويستشف ما يمكن ان ينشأ من عقبات، ويعبئ الناس لتذليل الصعوبات، وحزب الشيوعيين هو ذلك القائد الجريء لجيش المحاربين في سبيل الثورة، وهو ذلك المهندس الحكيم للبناء الشيوعي.
ان كل الثورات السابقة المعروفة كانت تؤدي إلى استبدال شكل للاستغلال بآخر، اما الثورة الاشتراكية فتضع إلى الابد حدا لاضطهاد الانسان للانسان وتفتح امام المجتمع طريقا رحبة إلى المستقبل الوضاء، وفي هذا المغزى التاريخي لثورة اكتوبر وهي الطريق الوحيد للمستقبل الوضاء والنير للانسانية، وهنا لا بد وان نؤكد اهم الاصول اللينينية لحياة الحزب وأهم هذه الاصول تطوير الدمقراطية في داخل الحزب وتعزيز القيادة الجماعية.
وفقدان هذه المبادئ داخل العديد من الاحزاب الشيوعية إلى جانب الانتهازية والخيانة ادى إلى فشل تجربة بناية الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي. وفي الوقت الحاضر ومستقبلا هناك واجب مشترك لكل ماركسي ان يشارك في تطوير النظرية الماركسية والتي بشكل موضوعي تتطور مع تطور العالم الموضوعي فهذه النظرية العلمية الشاملة مرتبطة بالتطور الموضوعي للتشكيلة الاجتماعية السائدة، والتطور الاقتصادي كبناء تحتي للمجتمع يؤثر بشكل جدلي ويتفاعل مع البناء الفوقي للمجتمع بما في ذلك الفلسفة وخاصة الفلسفة الماركسية.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن