الشمس الداخلية

كامي بزيع
camybzeih@hotmail.com

2017 / 10 / 11

كما اصبح معروفا ان الانسان هو صورة مصغرة عن الكون، انه كون صغير "وبك انطوى العالم الاكبر". انه كون صغير قد تكثف لكن فيه كل تفاصيل وسمات العالم الاكبر.
كما في الكون تشع الشمس، فان الكائن البشري لديه شمس داخلية، تماما كما لديه القمر.
واين هي الشمس الداخلية؟ اين هو النظام الشمسي الداخلي؟ انه خفي في اعماق وباطن الجهاز التناسلي. لهذا فالجنس مواصفاته حارة، هو نوع من الحرارة التي يختبرها غالبية الكائنات.
اذن مركز الجنس هو الشمس، مقام الجنس ينتج الحرارة الذي يصل في ذروته الى شفير الاحتراق حيث التعرق، التنفس اللاهث، كانه اصيب بالحمى، ولا يستطيع كبح جماح هذه النار المستعرة، الا بتحقيق النشوة. عندها يشعر بالانهاك فيخلد الى النوم.
عندما تغيب الشمس اي عندما الرغبة الجنسية تحقق مآلها، يظهر القمر ويبدأ نشاطه. بهذا المعنى تحديدا، يحتاج المرء بعد العملية الجنسية الى النوم. قد انتهى عمل الشّمس وبدأ عمل القمر.
الشّمس هي مركز الجنس، ومن خلال تطبيق "سامياما" عليها سوف يعرف الإنسان النّظام الشّمسي بأكمله بداخله. بعدها سوف يتجاوز مركز الجنس. سوف تتعرّف على جميع أسراره. لكن لا علاقة لكلّ هذا بالشّمس الخارجيّة.
معرفةُ الشّمس الدّاخلية تؤهلّك لمعرفة الشّمس الخارجيّة. شمسُنا الخارجيّة هذه هي مركز الجنس الخاصّ بالنّظام الشّمسي. لهذا السّبب تحتاجُ الشّمسَ، كلُّ شيءٍ حيّ.
الشّمس هي الحياة، والجنس هو الحياة. الشّمس مصدر الحياة، والجنسُ مصدر الحياة. كلّ أنواع الحياة.
الجنس هو قلب الشّمس، هو لبّ الشمس. الشّمسُ هي العضو الجنسي للنّظام الشّمسي.
ينقسمُ العالَم بأكمله إلى نوعيْن من البشر: أهل الشّمس وأهل القمر، أو بالإمكان تسميتهم باليانغ والين. الشّمس هي الذّكر والقمر هو الأنثى. الشّمس هي الهجوم، هي الموجب، والقمر هو الحسّي التَّقبّلي، السّالب. الوجود بأكمله يُقَسَّم بين الشّمس والقمر. حتّى الجسد يُقَسَّم بين الشّمس والقمر. قد قامت اليوغا بتقسيمه.
قد قسَّمَت اليوغا بشكلٍ دقيقٍ بتفاصيله لدرجة أنها قامت بتقسيم النَّفَس. فُتحة من الأنف هي الشّمس، والفُتحة الأخرى هي القمر. سوف تتنفَّس من جهة الشّمس إنْ كنتَ غاضباً. فإنْ أردْتَ أن تصبحَ صامتاً عليكَ بالتنفُّسِ من جهة القمر. الجسد بأكمله يُقسَم إلى: جهة هي بمثابة الذّكر، وجهة أخرى هي بمثابة الأنثى. كذلك العقل يُقْسَم إلى: جزء منه هو الذّكَر، والجزء الآخر منه هو الأنثى.
رحلة الإنسان هي بالتوَجُّه من الشّمس إلى القمر، ثمّ بتجاوز كليْهما والتّحليق بعيداً عنهما.
جميعنا نمتلك هذه الشمس الداخلية، وبالرغم من اننا لا نستطيع ان نرى نورها الا اننا نشعر تأثيرها وقوتنا فينا فقط علينا ان نسمح لوعينا ان يتمدد ليستوعبها ويفهمها.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن