الخلف: ضعف كفاءة المعارضين جعلهم يحسبون العملية السياسية مجرد خطابات

خلف علي الخلف
khalaf88@hotmail.com

2017 / 9 / 30

صالح حميد – السويد

خلف علي الخلف شاعر وكاتب سوري ولد في محافظة الرقة 1969. يحمل إجازة في الإقتصاد من جامعة حلب السورية. أقام وتنقل في العديد من البلدان العربية والأجنبية. يكتب في إيلاف منذ عام 2003، واستدعته أجهزة الأمن السورية أكثر من مرة على خلفية كتاباته الناقدة، والتي تدعوا لخيار ديموقراطي يمثل السوريين، إلى أن أصبح مطلوباً من سلطات بلاده على خلفية دعوته لإسقاط النظام في عام 2007، فعاش متنقلاً في المنفى منذ ذلك الحين.

شارك في الثورة السورية منذ اندلاعها في 15 آذار/مارس 2011 بمظاهرة احتجاج أمام السفارة السورية بالعاصمة المصرية، كما شارك في تنظيم المؤتمر السوري للتغيير في أنطاليا الذي يعتبر أول مؤتمر عام للمعارضة السورية، وكان عضواً مؤسساً في المنبر الديموقراطي السوري، وانتخب لهيئته القيادية، شارك أيضاً في تأسيس اتحاد الديموقراطيين السوريين، وحركة حقنا الشبابية السورية، كما أنه عضو مؤسس في رابطة الصحفيين السوريين.

عاد إلى الرقة لفترة قصيرة بعد خروجها من سيطرة النظام عام 2013 وشارك في تنظيم المواجهة المدنية للتنظيمات الإسلامية المتطرفة التي احتلت الرقة، إلى أن خرج منها بعد أن أصبح مطلوبا لتنظيم الدولة الإسلامية بعد السيطرة الكاملة على المدينة وإعلانها عاصمة لدولتهم. يقيم منذ منتصف عام 2014 في السويد. التقته مجلة [إيران فردا] بعد جوالي شهرين من قدومه السويد، ليطلع القارئ الإيراني على خلفيات الثورة السورية ومسارها.

1. في البداية هلّا بدأنا حوارنا من جذور القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي أدت إلى بدء الإحتجاجات في سوريا؟

الاحتجاجات بدأت على خلفية سياسية. غياب الحرية، هو الجذر الأساسي للإحتجاجات، حرية اختيار من يحكمك أولاً، ومن يمثلك، حرية الرأي والتعبير أيضاً، حيث لم يكن لدى السوريين أي شيء من هذه الحريات؛ بالطبع غياب الديموقراطية وتوريث الحكم وغياب الحريات أدى لفساد إقتصادي غير مسبوق، واحتكار لقطاع الأعمال الكبرى والمتوسطة وحتى الصغيرة في أحيانٍ كثيرة، من الطبقة الحاكمة والمحيطة بها. الجذر هو نصف قرن من تغييب الناس عن المشاركة السياسية والاقتصادية وحتى الاجتماعية.

2. هل نستطيع أن نطلق على هذه الاحتجاجات منذ البداية حتى الآن مصطلح الثورة؟

الثورة كمصطلح تعني مشاركة السكان [نسبة منهم] في الإحتجاج على الوضع القائم وتغييره جبراً، وقد يكون هذا التغيير نحو الأفضل أو الأسوأ. في سوريا ووفق أشد التقديرات تحفظاً شارك ربع السكان على الأقل في الإحتجاج على النظام القائم والسعي لتغييره، وهذا من أعلى نسب المشاركة في الثورات عبر التاريخ. ماحدث إذاً هو سياق ثورة، رغم أن تغيير السلطة الحاكمة لم يحدث بعد، لكن تغييرات عميقة في سوريا أصبحت ماثلة للعيان.

3. كيف كان وضع الحراك الشعبي في سورية قبل الدخول الى مرحلة الصراع المسلح، مقارنة بثورات الربيع العربي؟ ( شبكات التواصل الاجتماعي، الاذاعات ، الصحافة)

في سوريا لم يكن لدينا صحافة حرة أو أي وسائل إعلام مستقلة، لم يكن لدينا هذا الهامش من الحرية الموجود في مصر على سبيل المثال، كذلك لم يسمح لوسائل الإعلام العالمية والعربية بتغطية الحراك الشعبي، كما في دول أخرى اجتاحها الربيع العربي؛ حيث لم يسمح سوى لوسائل الإعلام التي تؤيد النظام، لذلك اعتمد السوريون على شبكات التواصل بشكل واسع وبشكل أساسي اليوتيوب والفيسبوك، لنشر أخبار الثورة؛ حتى أن الناشطين أصبحوا هم مصدر وسائل الإعلام العالمية وفي بعض الأحيان ورط الناشطون وسائل إعلام ذات مصداقية بنشر أخبار غير صحيحة أو فيديوهات مفبركة.

4. هل انطلقت الثورة من مبدأ أيديولوجي معين؟

لم يكن خلف الثورة السورية أيديولوجيا محددة، كان هناك حاجة ملحة للتغيير، ورغبة في الوصول إلى المشاركة السياسية والإقتصادية والإجتماعية. الناس تحركت بدفعٍ من الحاجات وليس الأفكار.

5. ماهي التيارات التي بدأت الإحتجاجات في سورية؟

لا يمكن الحديث عن تيارات أو جماعات أو تنظيمات بدأت الإحتجاجات. من بدأها هم الشباب المستقل، الشباب الذي لم يكن منخرطاً في تنظيم أو تيار، لكنه يؤمن بالتعددية والحقوق المتساوية لجميع السكان بغض النظر عن الدين والطائفة، يؤمن بسيادة القانون والإحتكام لصناديق الاقتراع في تحديد من يحكم، هؤلاء هم من نظم وقاد الإحتجاجات في البداية.

6. ماهي هي نقاط الضعف في الثورة؟

نقاط ضعف الثورة كثيرة؛ أولها غياب القيادة السياسية المؤثرة والفاعلة ميدانياً على مستوى المناطق وعلى مستوى سوريا ككل؛ ضعف التمثيل السياسي وتأخر تشكله بداية، ثم تأسيسه وفق آليات فاسدة [محاصصة، تقاسم، الإرتهان لقوى خارجية داعمة، ...] وتصدر الانتهازيون والغوغاء وأصحاب المصالح الخاصة والحزبية لهذا التمثيل، إضافة لاتجاه الثورة نحو العمل المسلح والتخلي عن السلمية، ثم كارثة تدفق المتطرفين الإسلاميين من كل الدول إلى سوريا.
بالإضافة لذلك فقد عجزت المجتمعات المحلية عن إنتاج أو تصعيد قيادات اجتماعية أو سياسية فاعلة ولديها تأثير، نتيجة غياب الأليات والتغييب القسري للناس لفترة طويلة عن العمل العام. أيضاً كان عاملاً مدمراً للثورة اختراق بلدان ومصالح وأجهزة مخابرات لتيارات أو مجموعات في هذه الثورة في تشكيلات التمثيل السياسي إضافة للمجموعات العسكرية المتطرفة وغير المتطرفة.

7. ماهي الأسباب التي أدت إلى عسكرة الثورة؟

بشكل أساسي إفراط النظام في العنف غير المبرر، القتل المجاني لمتظاهرين سلميين، قتل الناشطين تحت التعذيب، حملات المداهمة واجتياح المدن والبلدات والقرى بشكل مروع وحصارها. عمل النظام بشكل دؤوب لجر الناس للعمل المسلح ليبرر عنفه المفرط في قمع الاحتجاجات. في ظل هذا الوضع انتشرت دعوات علنية أو سرية للتسلح من جهات لم يكن لها تأثير في العمل السلمي، واعتقدت أنها عبر العمل المسلح سيكون لها حصة أكبر [الإخوان المسلمون، الجماعات السلفية]، كما أن تدخل قطر تحديداً بشكل سافر في مجريات الثورة أدى لدعم هذا التوجه وتسارعه، ليصبح مساراً مقبولاً من بقية الدول التي "تلعب" في الملف السوري.

8. ماهي أسباب دعم قطر و السعودية لمعارضي حكم بشار الأسد؟

لم تكن السعودية مسرورة لانطلاق الإحتجاجات في سوريا، وتجاهلتها قطر فترة ليست قصيرة، لكن بعد ترسخها، وجدت قطر دولة جديدة تمد إليها نفوذها عبر تحالفها مع جماعة الإخوان المسلمين، بعد نجاح تلك الجماعة في تصدر المشهد في دول أخرى أو حتى كحمها كمصر وليبيا وتونس جزئياً، لذلك دعمت قطر إخوان سوريا وحلفائهم لتصدر التمثيل السياسي للثورة، عبر المجلس الوطني والإئتلاف فيما بعد. السعودية كان سياقها مختلف فقد كانت رغبتها في مواجهة إيران التي دعمت النظام في سوريا عامل أساسي في دعمها للمعارضة السورية.

9. ماهي التيارات التي تقاتل النظام في الوقت الحاضر ؟

هناك عدة تيارات تقاتل النظام في الوقت الحالي؛ الجماعات الجهادية المتطرفة التي تريد تأسيس «الخلاقة الراشدة» كتنظيم «الدولة الإسلامية» الذي أعلن دولته على جزء من سوريا والعراق و «جبهة النصرة» التي تتبع تنظيم القاعدة فكرياً ونظرياً، إضافة لجماعات إسلامية تزعم أنها معتدلة كالجبهة الإسلامية المشكلة من تحالف بين حركات إسلامية مسلحة، إضافة لجبهة ثوار سوريا التي هي أيضا تحالف لمجموعات مقاتلة لكنها لا تسعى لإقامة دولة إسلامية، إضافة إلى ما تبقى من كتائب الجيش الحر، وبعض الجماعات المحلية التي تشكلت في كل منطقة.

10. ماهو موقفكم من الجيش السوري الحر؟

كان وضع الثورة أفضل دون الجيش الحر، تشُكل الجيش الحر أتاح للنظام أن يتخذه ذريعة لزيادة معدل القتل والتدمير والتهجير. الجيش الحر إطار فضفاض لجماعات مسلحة تقاتل النظام، ليس لديها القدرة على إسقاطه عسكرياً، لأنها ذات تسليح محدود، فضوضوية، غير مدربة، والتنسيق بينها ضعيف، وقد قام بعضها بممارسات تخالف ما قامت الثورة من أجله ولا تختلف عن ممارسات النظام الذي تقاتله.
من ناحية أخرى كان تشكل الكتائب المسلحة في البداية تطورا موضوعيا لتزايد معدل الإنشقاق في الجيش النظامي؛ بسبب زج النظام للجيش في مواجهة المدنيين وقتلهم، وحصار المدن والقرى، والتنكيل بها بممارسات وحشية، لم يكن هناك خيارات واسعة أمام الجنود والضباط الذين رفضوا إطاعة الأوامر بقتل الناس الأبرياء، سوى الانخراط في العمل المسلح ضد النظام لحماية أنفسهم من القتل أولاً. لكن إنطلاق العمل العسكري من الكتائب التي أسمت نفسها الجيش الحر، وفر الغطاء لكافة المتطرفين الإسلاميين لتشكيل كتائبهم الخاصة تحت هذا الستار، وتدفق عليها المتطرفون والتمويلات وعملاء المخابرات من كل بقاع الأرض.

11. اذا كانت هناك أخطاء للمعارضة، فماهي برأيكم؟

أخطاء المعارضة كثيرة، لكن بشكل أساسي لم يكن لدى أي جهة معارضة خطة أو استراتيجية لإسقاط النظام واعتمدت بدلاً عن ذلك على حركة الناس غير المنظمة؛ ثم الرهان على التدخل الخارجي لإسقاط النظام. كان الرهان على الخارج مدمراً للثورة، كذلك ترويج خيار العسكرة والدفاع عنه، ساد اعتقاد لدى المعارضة أن العمل المسلح سيكون الطريق الأقصر لإسقاط النظام. إضافة لذلك فإن ضعف التأهيل والمعرفة والخبرة السياسية لدى المعارضين جعلهم يعتقدون أن العملية السياسية هي مجرد خطابات، وبسبب عدم وجود جماعات سياسية تمتلك تأثير على الأرض، راح الجميع يتبارون في المزايدات، ويلهثون خلف شعارات مصنعة أو عفوية يطلقها متظاهر ما وتنقلها وسائل الإعلام، كما اعتمدت المعارضة والجماعات المسلحة على الاعلام بديلا عن العمل على الأرض ذلك أنه الطريق الأمثل للحصول على التمويل والشهرة والمكاسب. لم ترتق المعارضة بتشكيلاتها وشخوصها إلى مستوى هذا الحدث الأكثر جذرية في التاريخ السوري الحديث وحتى القديم؛ فقد كانت المعارضة السياسية بالأصل معزولة عن الناس؛ والناس هم من قاموا بهذه الثورة لذلك لم يكن هناك اتصال بين الطرفين!

12. في العديد من وسائل الاعلام يتم تضخيم دور التيارات التكفيرية وتأثيرها على الحراك الشعبي، إلى أي مدى هذا التاثير والحضور موجودا و في أي مناطق؟

الإعلام يبحث عم يثير القراء، هذا إذا أغفلنا قصدية هذا التضخيم، لذلك ركز بشكل مبالغ فيه على أخبار الجماعات الجهادية منذ البداية، والجماعات الجهادية أيضاً قامت بممارسات صادمة ومتطرفة وإستعراضية الغاية منها إعلامية، لكسب أنصار ومتطوعين وأموال. في وقت كان وجودها ضئيلاً، لكنها لاحقا أصبحت مؤثرة وتحكم مناطق واسعة في سوريا، فهي تحكم محافظات الرقة ودير الزور وجزء من ريف حلب والحسكة، بينما تشارك في أماكن أخرى كإدلب وريف دمشق ودرعا. هذه التيارات استغلت حراك الناس من أجل أوهامها الطوباوية في تأسيس دولة إسلامية تكون مرتكزا لهم ومن ثم احتلال العالم أو تحريره كما يزعمون. لاشك إنهم ينظرون لسوريا في ظل «التوحش» الذي تعيشه كمكان ملائم لتطبيق نظرياتهم في «إدارة التوحش» وخلق قاعدة جديدة لهم بعد أن فشلوا في قواعدهم السابقة.

13. كيف هي ردة فعل الناس تجاه التيارات التكفيرية؟

رحب الكثير من الناس في البداية بالجماعات الجهادية التكفيرية تحت رغبة الخلاص من النظام أولاً، وتحت تأثير «الإنجازات» التي حققتها في مواجهة النظام، والتي كان أغلبها إعلامياً. بشكلٍ عام حتى في العمل المسلح كان «الإنجاز» الأساسي للسكان المحليين، لكن هذه الجماعات استولت على هذه الانجاز وبسطت سيطرتها على المناطق «المحررة»، كما أن بعض المناطق عانت من فوضى الكتائب المسلحة وممارساتها في فرض الأتاوات على السكان المحليين فرحبوا بهذه الجماعات للخلاص من هذه الممارسات، إذ كان لديها قيادة وهيكلية وقدر من الإنضباط. لكن ممارساتها التكفيرية وتضييقها على الحريات جعل الناس تنفض من حولها، لكنها الآن تحكم المناطق التي تسيطر عليها ليس بسبب تأييد الناس لها بل لإنها تستخدم العنف والإخضاع بالقوة مثل أنظمة الطغيان.

14. كيف هي الاوضاع المعيشية للناس الذين يعيشون في مناطق تقع خارج سيطرة الحكومة؟ يا حبذا لو اعطيتكم نماذج لقراءنا..

الأوضاع المعيشية للسكان في المناطق التي تسمى «محررة» صعبة للغاية فقد تعطلت الخدمات العامة بالعموم. التعليم توقف بسبب قصف النظام لألاف المدارس، وبينما التي لم تقصف أصارت مراكز إيواء للنازحين، أما الصحة؛ فقد ظهرت الكوليرا في بعض المناطق، وعاد شلل الأطفال! تعطلت المحاكم، الحياة الإقتصادية، الإنتاج، تردت أوضاع الكهرباء التي انقطعت بشكل كامل عن بعض المناطق، إضافة لمياه الشرب. هكذا وقع الناس بين حكم الجماعات المسلحة، وقصف النظام المستمر لها بالبراميل المتفجرة؛ الاختراع الرخيص للقتل، والصواريخ بعيدة المدى. مما أدى لموجة نزوح واسعة داخلياً وإلى دول الجوار، لم تشهدها سوريا في تاريخها وهي أحد أوسع موجات النزوح في العصر الحديث.

15. هل أدى ظهور التيارات التكفيرية لزيادة التأييد لبشار الأسد في أوساط الشعب وبالتالي فوزه بولاية أخرى؟

بشار الأسد لا يحكم سوريا بسبب تأييد الناس له، يحكم لأنه ورث الحكم من أبيه. أبوه جاء إلى الحكم بانقلاب عسكري، فلا علاقة له برغبة أو عدم رغبة عموم الناس، فقد حكم دون انتخابات وكذلك أبوه، قبل وجود أي جماعات تكفيرية. وحتى في ظل وجود هذه الجماعات فإن نسبة مؤيديه ليست الغالبية، نصف سكان سوريا لاجئين أو نازحين بسبب تمسكه بالحكم بالقوة ضد إرادة الملايين الذين خرجوا يطالبون بالتغيير.

16. ماهو موقفكم من اعادة انتخاب بشار الاسد لدورة رئاسية جديدة؟

ماحدث في سوريا ليس انتخابات، وبغض النظر عن الدستور الذي تم تفصيله على مقاس الأسد، فإنه مازال في الحكم لأنه استخدم كل قوته العسكرية ومساندة حلفائه لإخضاع السكان؛ إنها المرة الأولى التي يستخدم فيها حاكم صواريخ بالستية لقصف السكان الذين خرجوا ضده.

17. في ظل هذه الاوضاع كيف يمكن احداث التغيير من داخل سوريا؟

من الصعب الإجابة على هذا السؤال في ظل ما آلت إليه الأوضاع، أعتقد أن السوريين أصبحوا الأقل تأثيراً في وضع بلادهم سواء من جهة النظام أو من جهة قوى الثورة. لكن لابديل عن الخيار السلمي السياسي، إنه عملية شاقة وعسيرة و مخاض طويل، سيعود الناس إليه بعد أن يدرك الجميع لا جدوى الحرب.

18. ماهي خارطة الطريق لرفع مستوى النضال في هذه المرحلة؟

خارطة الطريق السورية يجب أن تبدأ من العودة إلى الرهان على السوريين، وتجميع قوى المجتمع المشتتة والمبددة، وإنشاء الأحزاب والتجمعات السياسية على أسس مدروسة وصحيحة، وتأطير الشباب في حركة سياسية ذات أهداف موحدة لأنهم عماد التغيير، ورسم استراتيجية للتغيير طويلة الأجل وخطة ومراحل زمنية لتنفيذها، وإشراك عموم السوريين في وضعها. يجب أن تدرك «النخب» السياسية أن سوريا لجميع سكانها وليس غنيمة لأحد.

19. يبدو أن الصوت الحقيقي للحراك الشعبي، قد ضاع بين ضجيج الاعلام المرتبط بالاسد من جهة و بين التيارات التكفيرية من جهة اخرى.. ماذا يتوجب على التيارات الوطنية و المستقلة أو المطالبة بالعدالة و الحرية أن تفعل في ظل هذه الاوضاع لايصال صوت الشعب و مطالبه؟

يجب على قوى الحراك الشعبي، أو تلك التي مازالت تؤمن بقدرة الناس على صنع مصيرها، أن تبدأ من جديد بتأطير حركتها أولاً؛ بالإعتماد على مواردها الذاتية دون ارتهان للخارج وتضع تصورا طويل الأمد لتحركها، لكن البداية تكون من بناء التنظيمات الصلبة التي تؤمن بعدالة حركتها نحو التغيير، وعلى قاعدة المطالب الأساسية التي قامت بسببها الثورة؛ الحرية، الكرامة، العدالة، المساواة من أجل الوصول إلى سوريا لجميع سكانها.

أجرى الحوار صالح حميد لمجلة إيران فردا الإيرانية



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن