هل قلتَ إزدراء؟

عاد بن ثمود
rachidoc1@hotmail.fr

2017 / 9 / 27

هل قلتَ إزدراء؟


الإزدراء لغةً هو إحتقار الشيء و الإستخفاف به

عندما تقوم بقراءة نقدية لمجموعة من المفاهيم التي يتناولها تيار إيديولوجي أو فلسفي معيّن أو حتى تفسير علمي لظاهرة من الظواهر الكونية، فلا أحد من المدافعين عن وجهة نظرهم يتهمك بأنك تزدري منظومته الفكرية التي يقتنع بها.

هذا ليس هو حال إخواننا المسلمين الذين ينفردون برَميِك بتهمة إزدراء الدين الإسلامي، تحت بند شامل أطلقوا عليه عنوان " إزدراء الأديان" و كأن كل الأديان تعاني من نفس العقدة.

الشعور بعقدة الإزدراء غالباً ما يصدر من شخص يعاني من مركّب الإستعلاء و الإستكبار.
كيف لا و كاتب القرآن قد ركّز لديهم هذه الفكرة بكل صَلَف بقوله:

وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ

أمّا إن أنت تعدّيت حدود الله و سلكتَ في طريقة نقدك للدين الإسلامي مسلك السخرية من بعض السخافات التي تعجّ بها المصادر، فالويل لك، أنت عدوّ الله رقم واحد الذي يجب تنحيته.
لكن في نفس الوقت نجد أن إله الإسلام يمارس غواية الإستهزاء بمخلوقاته:

اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ

و لست أدري مع من يتقاسم إله الإسلام نشوة الإستهزاء و الإزدراء حتى يروّح عن نفسه من الكَمَد، هل مع خليله أم مع شفيعه؟

الإزدراء الحقيقي هو إزدراء العقل المتسائل و ليس إزدراء المعتقد المسَلّم به تسليماً.

الإزدراء الحقيقي هو إزدراء حقوق المرأة و الطفل و المستعبدين في الأرض الذين لم تُفكَّ رقابهم بعد.

صادفت بالأمس الدجال الحويني في إحدى محاضراته التي يحضرها جمع غفير ممن هم أدنى منه ذكاءً و فطنة، و هو يوصيهم بأن من أراد التعدّد يجب عليه أن يكون ثعلباً (كذا) حتى يمكنه التصرف بدهاء بين زوجاته ليعيش في سعادة و ليس في شقاء...
هذا هو الإزدراء الحقيقي للعقل و للأسرة و للمغرّر بهن من نساء العالمين.


هراء ازدراء الأديان هي مجرّد نكتة سمجة إبتدعها حرّاس المحاريب و الحسينيات حتى ينقذوا ما يمكن إنقاذه من مخلّفات الإيديولوجية القرَشية المتهالكة.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن