هيهات منا الذلة ؟!

صادق البكاء

2017 / 9 / 26

هيهات منا الذلة ؟! شعارٌ يهتف به من دون معرفة معناه الحقيقي، شعارٌ لم يفهم كما قائلهُ الذي تحول مشروعه الانساني الى تجارةً لن تبور بفضل استمرار تجهيل العقول واختزال الحسين(ع) للطم الصدور في ابشع وقت يذل به الانسان. في وقت تحول فيه الاغلبية الى عبيد، سواءً بشتمك حين تعترض على تاج رأسه او بسرقتك من حيث لا يعلم وهو يطبل للصٍ يعرفه الاعمى والاخرس، عبدٌ يردد (هيهات منا الذلة) وهو في قلبها ومستلذ بمذاقها. هذا الشعار الذي احبه شخصياً لما فيه من تحدي لـ الظلم ورفضٍ للطغيان ومواجهةٍ مباشرة للخصم، مردديه يذكروني بذاك الذي لا يصوم في رمضان وتجده اول الملبيين لدعوة الافطار لكي يساير مجتمعه، تجد الكثير يهتف مع الناس كي لا يصبح نشازاً في مجتمعه وهو في قاع الذل بل من المروجين لاستمرارها. من هول بشاعة هؤلاء المقنعين بوجوه عده، كم من طفٍ صار في العراق، وهو لا يدري بأنه احد اسباب هذه المأساة، كم من أمٍ فقد ابنها وكم من اختٍ صارت زينب عصرها وهي ترى اخيها مقتولاً على الارض ( يبن امي عالتربان عفتك رمية ). نضحك على انفسنا حين نردد هذا الهتاف، فأنت تعيش الذل من اللحظة التي تفتح فيها عينك مستيقظاً من النوم الى حين تخلدُ مرة اخرى، فمثلاً تصحى وتجد الماء مقطوع و الكهرباء، تسد حاجتك اليهما بحكم خبرة السنين التي مضت وأنت في ذات الحال، تذهب لعملك تجد الطريق مقطوع بسبب زيارة احد اللصوص، يسرقك ويعكرعليك يومك، تذهب لترويج معاملةٍ ما تذوق الذل من حيث تدري او لا تدري بمجرد افتقارك للواسطة. هكذا يستمر حالنا بالذل، ونحن نهتف بكل وقاحة (هيهات منا الذلة ) في وقتٍ اصبحنا الرمز المنير له.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن