الشهيد صلاح الدين احمد القسم الثاني

سعدي جبار مكلف
saadimuk@yahoo.com.au

2017 / 9 / 17

القسم الثاني
رجال خلدهم التاريخ
الشهيد البطل الملازم الملاح صلاح الدين احمد
جزاك اللوم يامن خلفت ونه
قرير العين نام أبگبرك أتهنه
تمنيت أعله رشاشه التعط بارود أوسدنه
تمنيت القميص أبدمه عالنجمات أشرنه
يل رسمك على الحلوات أزفنه
أعلگه أبحايط الغرفه بشرايط دم أخضبنه
يگولون البگه أبراسچ أگولن لا أبد مامات
عريان السيد خلف
بعد نجاح الانقلاب أعتقل في البصره مع مجموعة من رفاقه وأصحابه في القاعدة البحرية ومعظمهم من الضباط والجنود تعرضوا جميعاً للضرب والتعذيب الشديدين وأرسلوا الى بغداد وقد أودعوا في الحال داخل المعتقل رقم واحد في معسكر الرشيد .
وبعد فترة قصيرة من وجوده في المعتقل أستدعي مع أربعين من الضباط المعتقلين الى وزاره الدفاع كان عدد منهم بملابس مدنية وآخرون بملابس عسكرية أما صلاح فقد كان يرتدي ملابسه العسكرية بكامل رتبتها فأستغل الفوضى الموجوده هناك لحظة وصولهم فوجه في الحال صفعة الى وجه أحد الرفاق ممن يرتدون الملابس المدنية موحياً لجميع الحراس من الجنود البسطاء في وزارة الدفاع بأنه أحد الضباط من كادر الوزارة ومن كوادر الانقلاب بعد أشارة بعينه اليمنى لأصحابه كي يدركوا لعبته ثم وجه قوله بصوت عال للمعتقلين سأذهب في الحال لمعرفة آمر السيد الوزير بحقكم .
أدى الجنود الحرس تحيتهم العسكرية وهو يغادر الوزارة الى خارجها .
سر المعتقلون سروراً بالغاً بهذه المبادرة فقد شاهدوا رفيقهم صلاح وهو يغادر أصطفاف المعتقلين متجهاً الى خارج مبنى الوزارة محققاً حريته بنفسه بعد ان أستقل سيارة أجرة نقلته بعيداً عن المكان الخطر .
أثار هروب صلاح من وزاره الدفاع جنون المسؤلين فيها وجنون قيادة الحرس القومي وجنون كل الضباط البعثيين الذين يعرفون جرأته وقد خصصوا مبلغاً كبيراً مكافئة لمن يلقي القبض عليه حياً او ميتاً . بعد أسبوعين من فشل السلطات الفاشية من القاء القبض عليه قامت السلطات الدكتاتورية بأعتقال جميع أفراد أسرته المكونه من والدته وشقيقته وزوجته وأبنته الرضيعة رباح كما أعتقلوا شقيق صلاح . وصلته أخبار الاعتقال وهو في مخبئه وتعرضوا للتعذيب الشديد مهديين بالتجاوز على شرفهم وأغتصاب النساء فقرر تسليم نفسه الى السلطات مقابل التوسط والوعد بالافراج عن جميع أفراد الاسرة ما ان سلم نفسه حتى أطلق سراحهم ما عدا شقيقه اذ أبقي في أحد معتقلات الموصل .أرسلو صلاح مغفوراً الى قصر النهاية ببغداد كان هدفهم واضحاً هو تصفية جسده في ذلك المسلخ حال دخوله القصر أخضعوه لتعذيب أنتقامي شديد كما فعلوا مع أثنين من رفاقه من مدينة الموصل وهما طالب عبد الجبار ووعد الله النجار الذين صارا أمامه مثالاًفي الشجاعة و البطولة .
صار شجاعاً في مقابلة المحققين من جلاديه في قصر النهاية
الذين جددوا أتهامه بقتل الضابط آمره النقيب وقد قال لهم لقد طبقت حكم العدالة بالمتمرد الامر ولا أحد يأسف عليه ولن أكون أسفاً شخصياً لهذه ان أسفي الوحيد هو أنني خرجت من القاعدة البحرية في البصرة من دون التغلب على الانقلابيين وأود ان اقول لكم أنني أفتخر وأعتز بكوني شيوعياً وسأظل ماسكاً براية الحزب الشيوعي حتى في هذه المكان المظلم ان أخر خلية في جسدي توجه الاتهام اليكم بصفتكم قتلة وقد ذكر أحد شهود العيان آنه بصقه في وجه أحد جلاديه عندما حاول مساومته بأطلاق سراحه مقابل تعاونه معهم هذه ما نقله علي ابراهيم الذي كان ينام في نفس قاعته في قصر النهاية ويمضي علي ابراهيم في حديثه لينقل واقع شجاعة أخرى فيقول بعد وصول صلاح الى قصر النهاية بأيام قليلة سمعت احد المسؤلين في قصر النهاية يقرأ قائمة بأسماء عدد من المعتقلين تقرر نقلهم الى السجن العسكري رقم واحد وكان من بين الاسماء رأس العرافاء صالح احمد الذي كان قد أستشهد تحت التعذيب قبل يومين وظلت ملابسه بجانبي أنتهزت هذه الفرصة رغم ضعف قدرتي على التحرك من مكاني بسبب التعذيب الشديد وأقتربت من صلاح بصعوبة وأعلمته عن صالح احمد الميت حقيقة وهو حي في قوائمهم وأشرتو اليه بأمكانية أستغلال هذه الفرصة بعد أرتداء ملابسه للانتقال الى مكان أخر بشخصية أخرى أنشرح وجهه حالة أقتناعه بفكرتي ولم يتردد لحظة واحدة اذ سرعان ما أرتدى ملابس الشهيد صالح احمد وخرج من قصر النهاية مع المنقولين بعدها حصل هرج وأضطراب ومرج بعد اكتشاف غياب صلاح الدين احمد وأعتقد الحرس القومي أنه هرب ثانية من قصر النهاية . لم يحالفه الحظ لفترة طويلة أستطاع ان يخفي نفسه واسمه الحقيقي في السجن لفترة قصيرة ذات يوم قام عدد من جلادي قصر النهاية بالتجوال في السجن العسكري رقم واحد واكتشف أحدهم وجود صلاح هناك ثم أكتشفوا حقيقة اللعبة التي تحول فيها صالح الى صلاح .
نقلوه من السجن العسكري الى الموصل للتحقيق معه حول عدت قضايا منها أعادة التحقيق في مقتل النقيب الامر وأوصلوا تعذيبه من جديد بسلسلة من التعذيب النفسي والبدني سحلوه بواسطة سيارات جيب على ارض غليظة بالحجر تارة وعلى ارض مليئة بأ لعاگول تارة اخرى ونتيجة التعذيب المستمر أصيبة أحدى كليته بالتهابات حاده رفضوا معالجتها مما أدى الى زيادة الآمه والى تحول المرض الى حالة مزمنة بعد ذلك أرسل الى بغداد ثانية في أوائل مايس 1963 بواسطة القطار وتحت رقابة مشددة وحراسة مكثفة في الحال وجد داخل القطار تعاطفاًمعه من بعض الركاب من المسافرين في نفس العربة التي فيها مواطنان حران حاولا مساعدته على الهروب بعد ان عرفوا من الشرطة أنه شيوعي معرض للاعدام لم يفحلوا بسبب الحراسة المشددة في لحظة غفلة الحرس أغتنمها احدهم قبل الوصول الى محطة قطار سكك سامراء سلمه مسدساً محشواً بالاطلاقات ظناً منه ان المسدس قد يساعده في الهروب لم يتحقق في محطة بغداد ، وصل الى بغداد وأحيل الى مركز شرطة الخيالة في الاعظمية حيث كان هناك عدد من الضباط العسكريين معتقلين في نفس المكان وهم من أنصار القوميين الذين حاولوا القيام بحركه ضد السلطة القائمة وهي المعروفة بمحاولة نيسان عام 63 التي كانت أول أنقسام دموي بين البعثيين والقوميين .
في هذا المكان عملت الصدف ان يلتقي الصديقين صلاح الدين احمد ويونس مجيد كان أللقاء عاملاً مهماً في أدخال الامل والراحة الى قلب صلاح القلق المعذب عاد حديثهم ثانية الى الهروب من جديد احتاطا تماماً في أحاديثهما وعلاقاتهما مع المعتقلين الاخرين أصبح حديثهما العلني الغالب متمركزاً على النكتة والذكريات وغير ذلك من الاحاديث التي لا تثير أنتباه أحد لما كان يتحدثان به همساً وسراً ،في هذا المعتقل ثمة امكانية للهروب أكتشفها يونس مجيد من خلال ذهابه الى الحمام عبر الممر حين أطلع عليها صلاح عليها وافق في الحال .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن