حول استفتاء اقليم كردستان العراق

موقع البديل الاشتراكي
foad.muhamad59@gmail.com

2017 / 9 / 15



مع اعلان زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني و رئيس حكومة اقليم كرستان "المنتخب "عن اجراء استفتاء شعبي لتحديد مصير كردستان العراق , سارعت كافة القوى السياسية البرجوازية من قومية ودينية و ليبرالية، وبعضا من قوى اليسار البرجوازي و دعاة الشيوعية، زيفا، مهرولين لتلبية النداء و اقتناص هذه الفرصة لاخراج البرجوازية و نظامها القائم من المأزق السياسي و الاقتصادي الراهن التي تواجهها من جهة، و الحصول على موقع سياسيي واجتماعي افضل في ظل التوزانات السياسية المتغيرة والتحولات المرتقبة والمتوقعة من جهة أخرى، وتخندقها بالتالي في جبهتين .. جبهة "نعم " و جبهة " لا" المعاديتين لمصالح الجماهير التحررية.
إن مسالة إجراء الإستفتاء في اقليم كردستان العراق والاسباب التي تقف خلف هذا المشروع، على الرغم من كل الحجج الواهية للبرجوازية القومية الكردية في تحقيق الحلم التاريخي للحركة القومية الكردية في تاسيس و إيجاد كيان كردي و دولة قومية معروفة الحدود التي "تحميها من العوارض الطبيعية "...، او في ان تحقيق مسالة الاستفتاء و استقلال كردستان قد تسحب البساط من تحت اقدام الحركة القومية الكردية و تعبد الطريق امام تطور" الصراع الطبقي و السياسي " وبالتالي تزيل اهم العقبات امام تطور الحركة العمالية وتجعلها اكثر صفاءا و نقاوة، كما تدعي بعض الاحزاب وقوى اليسار البرجوازي، ستبقى الدوافع الحقيقية لإجراء هذا الإستفتاء، و الحملة السياسية التي أطلقت معها التهديدات والاتهامات الشنيعة لكل معارض، أو صاحب رأي مغاير لما تطرحه القوى الداعية للإستفتاء، واضحة و جلية لدى الجماهير العمالية و المحرومة في كردستان و العراق على حد سواء و لا يمكن اخفاءها بهذه الاقاويل الباطلة و الاوهام المفضوحة..
إن زوال وانتهاء الظلم القومي في كردستان العراق خلال ربع القرن المنصرم، و انتهاء كافة مظاهر التميز و الاضطهاد من جهة، و وجود سلطة الاحزاب الكردية من خلال مؤسسات الدولة البرجوازية الكردية في مواجهة الجماهير المحرومة و الطبقة العاملة خلال ستة و عشرون عاما من عمر سلطة الاحزاب القومية و الدينية الكردية جعلت من مسالة مواجهة النظام الاجتماعي القائم والتي تمثلت بالوقوف في مواجهة سياسية التجويع والاضطهاد والفساد والتنصل عن تلبية احتياجات سكان الأقليم، وتنامي مظاهر التخلف والرجعية الدينية والثقافية,,,,الخ، التي مارستها الحكومات الكردية المتعاقبة الظاهرة السياسية الاساسية للمجتمع الكردستاني و تركت آثارها على كافة المظاهر و الحوارات السياسية والاجتماعية داخل المجتمع الكردستاني، و ستجعل من التخندق في جبهتي " نعم" أو "لا " ازاء مسالة الاستفتاء الراهن باعتبارهما تحصيل حاصل الاوضاع الراهنة و لا تمت بأية صلة لمصالح و اهداف الطبقة العاملة و الجماهير المحرومة، خنادق برجوازية مفضوحة..
لقد سطرت الجماهير العمالية و الكادحة و التحررية خلال السنوات الماضية صفحات من البطولة و التفاني ( على الرغم من تشتت الحركة الاحتجاجية العمالية و تبعثرها و عدم نضجها بالشكل المطلوب، وعلى الرغم من هيمنة سياسة و افكار البرجوازية الكردية عليها وغياب الريادية الشيوعية، والكثير من النواقص التنظيمية و ...) في مواجهة الاحزاب البرجوازية الكردية الحاكمة و حكوماتها المتخلفة و الرجعية، وطبعت مجمل النشاط السياسي و الاجتماعي للمجتمع طوال السنوات المنصرمة بطابع الصراع و المواجهة الطبقية مع السلطة و الدولة و التي انعكست على جميع الاصعدة الاجتماعية.. و على اثرها دخل المجتمع الكردستاني طورا سياسيا و اجتماعيا جديدا من اطوار المواجهة و الصراع الاجتماعي و الطبقي عندها لا يمكن التراجع عنها أو التغاضي عن المهمات و الوظائف السياسية و الاجتماعية الضرورية و اللازمة من اجل تطوير الحركة و نضجها...
إننا، و في مستهل النضال من اجل الاستجابة لمهام و وظائف تطوير الحركة العمالية و الحركة الاحتجاجية للجماهير المنكوبة، و في ظل اجواء الاستفتاء نجد انفسنا ملزميين، و بالأتكاء على تاريخ الحركة العمالية الاممية و تجاربها و دروس السنوات الماضية للاحتجاجات الجماهيرية، بإدامة و تطوير هذه الحركة الجماهيرية و تقويتها سياسيا و تنظيميا و فكريا و العمل على نقلها الى مرحلة انسب و افضل في مسار تحقيق الاهداف النهائية في الحرية و تحقيق العدالة الاجتماعية..



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن