كن إنسانا.. أو مت وأنت تحاول!

محمد مسافير
moussafir.med@gmail.com

2017 / 9 / 12

لنا هوية واحدة، هي انتماؤنا لبني البشر، كوننا جميعا: إنسان...
وما غير ذلك إلا أفكار عنصرية تجني على الإنسان...
الاختلاف الديني أو اللغوي أو الثقافي ليس حجة لصالح التميز الهوياتي، بل هي من خصائص الإنسان.
الدولة المتحضرة تتعامل اعتبارا للهوية الحقيقية: كوننا جميعا إنسان.
والدولة المتخلفة تنتهج سلوكا تخصيصيا اعتمادا على الهوية الوهمية...
في صغري...
كنت أتشفى على جهل النصارى، أنظر إليهم نظرات التوعد، وأتحسر على عدم قدرتي على إبلاغهم بالحقيقة....
كنت أنظر إلى آكلي الثعابين الكوريين وإلى آكلي لحوم الخنازير وشاربي الخمور ومدمني الماريغوانا، نظرة مليئة بالعتاب والسخط.
كنت أشفق رغم ذلك على أبناء "الكفار"، وألعن أبوهم واللي خلفوهم !
كنت أتمنى لو أقوم بشنق أولئك الممثلين المتأسلمين الذين يقبلون نساءهم على الشاشات، وأمقت اللواتي يرتدين أنصاف اللباس...
كنت أحتقر المرأة التي ترفع صوتها على صوت الرجل، وأشمئز من الرجال الذين يسمحون لأزواجهم بمبارحة البيت دون حجاب، بل كنت أنعتهم بالمخنثين والديوثين !
خلاصة القول، كنت شبه إنسان: كائن حقود دائم الغضب... أو بالأحرى، لم أكن إنسانا !



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن