أيهالمؤمن … احذر نفسك

حسن فلاح العقيلي

2017 / 9 / 10

انت ترى مشهدا يتوقف عنده العقل .. رجل على الارض ..ممدد،مكبل،مرتعب او يعتصره الحزن و اليأس . يفكر في مصير عائلته على الاغلب، و هو مقبل على الموت المحتم .. قد يكون رافضيا،مرتدا او صليبيا و لا يهم ما هو .. انه سيموت بكل حال . من خلفه ياتي شخص مستبشر فرح ثم يرديه برصاصه او يقطع راسه بدم بارد .. و تلاحظ في حاله عظيمة ان القاتل يبكي فرحا !!! بل و يبكي و يضحك في نفس الوقت من شده السرور .. كيف امكن ان يوجد مثل هذا الشخص و الموقف .. كيف اصبح القتل البشع مفرحا و حميما لدرجة ان الدموع تنهمر فرحا من القاتل الذي يشعر انه "مجاهد" يفني عمره لربه  !!!!

على مر تاريخ البشر .. وجد الايمان : ايمان باديان لا تحصى ، ايمان بقضية او مبدأ ، او حتى ايمان بشخص بحد ذاته ، ووجد معه المتعصبون له و في كثير من الاحيان يتعصبون له حد التطاول على النفس البشرية المقدسة و قتلها باسمه !!
و منها خرجت اشكال و الوان من انواع الايمان الموجه لخدمة ملك او سلطان او دولة لمصلحة خاصة لا اكثر و لا يسعنا ذكر الامثلة الكثيرة من الدولة الاموية و العباسية و العثمانية التي كانت تدعى خلافة (زكاها الله) الى المملكة السعودية التي قامت بالايمان الخاص بابن عبد الوهاب الى دولة الاجرام داعش التي اظهرت استغلال الايمان بابشع صورة ممكنة
و لا يزال الناس مؤمنين كل الايمان بما تقول السنه و ما يقول رجل الدين و ما يؤوله من القران على هواه حتى تقع الكارثة فيخرج المؤمنون يقتلون و يسلبون و يدمرون بكل خشوع و تقوى مفجرين انفسهم او رامين انفسهم على العدو الكافر و هم واثقون كل الثقة انهم يفعلون الصواب و على حق !!
 
و هذا ليس وليد اللحظة .. عبر التاريخ الانساني وجدت عشرات الاديان التي سفكت دم البشر اثنية كانت ام وثنية . محرفة كانت ام كاملة و لنا امثلة مختصرة منها

دين الفايكنگ
كان الفايكنگ مؤمنين كل الايمان بان البرق في السماء كان وقع مطرقة الاله ثور و ان العواصف و الامواج هي مزاجه الغاضب .. كان الفايكنگ مؤمنين كل الايمان انهم حين يموتون في معركة فان الاله اودين ينتظرهم في قاعة ضخمه مليئة بالخمر و اللحم و حلبات القتال .. و كانو يرمون انفسهم على الموت رميا حتى يحصلو عليها مدمرين اثناء ذلك قرى و مدن بكاملها و قاتلين الاف الابرياء .. لقد كانو مؤمنين لدرجة انهم يقدمون اضحية بشرية قبل غاراتهم مع ذهول ان الاضحية هي من تختار ان تذبح عن قناعة و تشريف !!! لقد كان ايمانا ما بعده ايمان .
و كانو اشد الناس وحشية مع المسيحيين فقتلو منهم و الاف و نغصو عيش كل قرية و مدينة و جابو اوربا يدمرون قرى المسيحيين و يهينون الصليب نصرة للاله اودين
 المثير للسخرية ان شعوب الفايكنگ اصبحت مسيحية لاحقا و مؤمنة بدينها الجديد الذي كانو يذبحون قساوسته  .كذلك و شارك ابنائها في الحروب الصليبية فقتلو و نهبو و ماتو باسم الايمان الجديد

كمثال اخر من امريكا الجنوبية
نصت قصص دين الازتك ان الشمس ستنفجر يوما ما و ان انفجارها لا يؤخره الا الاضاحي البشرية .. اناس تنزع قلوبهم من اجسادهم احياء باسم الايمان الخالص .. هذا الايمان الازتكي جعل الشعوب المؤمنة تغزو القرى الامنة و تجلبهم اسرى يتم خزنهم (اضحية معلبة)  و استخراجهم من سجونهم لنزع قلوبهم حين يشعر المؤمنون ان الشمس تريد الانفجار ثم يرمى باقي الجسد و تؤكل يديه للبركة .هذا فقط لاله الشمس…  اما باقي الالهة فكانت اكثر تطلبا فاله المطر لم يكن يقبل الا بالاطفال كاضاحي حيث كانو يعذبون حتى الموت و لا يسعنا ذكر طلبات بقية الالهة المدللة.  كانت احتفالات الاضاحي تتم 18 مرة سنويا
و في كل يوم من الايام الـ18 بعد ذبح البشر تنتظر الجموع الايمانية الفجر فاذا طلعت الشمس هللو و هتفو ان الالهة قد قبلت قرابيننا و لا تزال تحبنا
و في بعض المناسبات الخاصة ذبحو 80,400 انسان في 4 ايام (ما يعادل سكان مدينة صغيرة كاملة !!!) ابتهاجا بتعمير معبد !!! لاحقا بعدما اندثر الدين و لم تنفجر الشمس .تبين ان كل ذاك الايمان القوي كان وهما .. سراب قتل الملايين !!

خلاصتنا :ليس كل ايمان ايماناً… لا نعني بنصنا محاربه الدين او المعتقد و ننتقص منه باي شكل من الاشكال .. بالعكس فالدين يكبح الكثير من شرور  النفس .. لكنه سلاح ذو حدين .
 رسالتنا :حين يدفعك الايمان للايذاء فلا تنجر خلفه .. دع عقلك و انسانيتك حكما و لا تصبح اداة بايدي من يريدون استخدامك .. فكم منا من كان يشبه الداعشي في بداية المقال الذي يفعل فعلا شنيعا باسم الله ،لكن بشكل مختلف لربما كنا دواعش فعل نظنه بسيطاً او دواعش كلمة جارحة محرضه لفتنة تحرق الاوطان
يكفينا الدماء التي نراها تسقي الارض باسم الله زورا



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن