الكويت الأوسخ

أفنان القاسم
ramus105@yahoo.fr

2017 / 9 / 6

التطورات في المنطقة سريعة وخطيرة، وأنا لهذا أكتب لكم غائبًا، وأترك لأقلامكم حرية التعليق... البيت بيتكم!


الكويت هي أوسخ دولة خليجية

على الرغم من نظافتها، فهي لديها برلمان، معيارًا للديمقراطية، وهي لديها قوانين، معيارًا للحقوقية، بينما كل هذا ورقة توت بها تغطي السلطة عورتها. أميرها بجرة قلم يلغي القوانين ويسنها، وبضربة قدم يقصي الشياطين ويدنيها. أقوى برهان على ذلك تاريخ العلاقة الطويلة بين السلطة والإخوان المسلمين، فهم هنا لاستغلال السلطة لهم، وهم هناك لاستغلال الإخوان المسلمين لها.

السلطة إذن تحت رداء العلمانية

وإن شئت التبجحية -لا علاقة للسلطة بالعلمانية إلا بالاسم- هي في جوهرها إسلامية، وبمفردات اليوم إرهابية، فكيف تقوم بالوساطة بين قطر و "شقيقاتها"، وكيف تدعي الحيادية؟ دورها الأمريكي معروف في المنطقة، فهي من وراء أمر إنشاء مجلس التعاون الحربجي، وهي من وراء أمر إنهاء حلم العراق العربجي، وهي من وراء أمر إنماء دشادش رأس المال البنكجي. لهذا السبب، الأمريكان لا يستحون بالإبقاء على شركة الصباح غير المحدودة الأسهم، ولا يخجلون على أنفسهم من العمل مع أكداش وبغال وحمير أشكالها تنبئ بأفعالها، ولا يصابون بكوابيس مهولة أكثر هولاً من كل المليارات التي يلطشونها عن وعلى ظهورها.

إذن الإِذَن

هل مواقف الكويت في المسألة القطرية حيادية أم حياكية؟ المصطلح من اختراع سيبويه، ومعناه تحوك المؤامرات على "شقيقاتها" التي هي أمريكيًا محاكة، فتكون الحياكة حياكة على حياكة، وهذه هي الحيادية بالمفهوم الكويتي، في الوقت الذي يبث فيه تلفزيونها، أغبى تلفزيون في العالم، تهاني أمير البلاد المفدى حفظه الله وأدامه لرئيس المالديف بمناسبة استقلال بلاده، المالديف من اختراع سيمويه –عم سام السياحة-، فولي العهد بدون المفدى وبدون أدامه، فرئيس الوزراء، بدون البدون والبدون والبدون، لأنها الهرمية في كل سلطة قمعية. تلفزيون كهذا تلفزيون لا يستحي، وحكام كهؤلاء حكام لا يخجلون، يبصقون على غيرهم، ويقولون حيادية.

عندما يريد الأمريكان تأجيج الوضع أكثر ما يكون

يلجأون إلى الكويت كوسيط خير، وهو في حقيقته، أي الوسيط، وسيط شر مستطير. في الأزمة القطرية، الكويت أُمُّ الإرهاب، فأين قطر منها؟ قطر تلميذتها. الحركة الإسلامية داخلها تشهد على ذلك، وخارجها أموال شيوخها تشهد على ذلك، فالسياسة بنت كلب، والسياسة الأمريكية بنت كلبين، تدمغ هذا بالعار، كمرادف للإرهاب، على هواها، أو ذاك، لغاية في صدرها. نفوذ الإسلاميين من نفوذ الصباحيين، فهؤلاء لا يختلفون عن أولئك إلا بالاسم، الشماخ واحد والعياذ بالله، والجبة واحدة والعياذين بالله، الدشداشات، الكوفيات، الرباطات، رباطات الكروش، ورباطات الشروج –ألف تحية لشبابنا المنتقمين-. كل واحد منهم شوال من الشحار الأبيض أو خنزير فرنسي مربرب.

صدام

لم ينجح في تغيير نظام هذا البلد، ظروف آنذاك غير ظروف الآن، وظروف الآن تملي على الأمريكان إرساء دعائم التغيير كما نرى: فصل الدين عن الدولة، لا التحايل عليهما، وفصل آل الصباح عن الحكم، لا التمايل بينهما.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن