مَنْ الأولى بطرح الثقة في القيادات السياسية الشعوب أم المحتلين ؟

احمد الخالدي
Ahmad.alkaldy2000@gmail.com

2017 / 8 / 25

كثيراً ما نسمع بمصلح طرح الثقة وبعد البحث و التمحيص في أسس هذا المصطلح نجد أنه عبارة عن منح الثقة المطلقة التي تضعها الشعوب في القيادة التي ستحكمها وحسب ما ينص عليه دستور البلاد من اجل تنفيذ المشاريع الاستيراتيجية و العملاقة الخاصة بالبنى التحتية فضلاً عن الخدمات التي توفر سبل العيش الكريم لأبناء البلد مما يجعلها في طليعة الدول المتقدمة و المتطورة و يرتقي بواقعها إلى كل ما هو جديد و هذا ما تسالمت عليه الإنسانية جمعاء لكن من المخجل و المعيب على حكام و قيادات تدعي الوطنية و الولاء لبلدانها و شعوبها و أنها ولدت من رحم المعاناة التي عاشتها شعوبهم في حين أنها تمثل أجندات المحتل في تنفيذ مشاريعه الاستعمارية و تحقق أهدافه التي قطع من اجلها البحار و المحيطات لكي تتمكن من تحقيقها على ارض الواقع ، المهم فالكثير من الحكومات و أصحاب العناوين السياسية الرنانة كانوا و لا يزالون وصمة عار على جبين البشرية جمعاء فهم إنما وصلوا لدفة الحكم من خلال تأييد و مباركة و دعم لوجستي لا محدود من قبل الغازي المحتل وعلى مرأى الإعلام العالمي وبكل صلافة عين حتى أصبح قضية بديهية ولا بد من الخوض في غمارها ونحن نجد الكثير من الحكومات في السابق كانت هي البذرة الأساس في ظهور تلك المنهجية الشيطانية حتى أصبحت سنة يسير عليها كل مَنْ بعدهم ليحكم كيفما يشاء المحتل ولو على حساب الشعب و مصالحه الوطنية فلا رأي لهم أمام رأي المحتل وهو مقدم عليه في كل الأحوال ، وهذا ما نجد مصداقه واضحاً في أمراء و حكام متأسلمين عندما رضوا بالذل و الهوان بتنصيبهم من قبل المحتل التتار و المغولي وعلى حدٍ سواء مقابل الحصول على دانية زائلة فانية يتنعمون بزينتها و زخارفها التي صنعتها أيادي الشياطين البشرية رغم الآثار السلبية التي ستعود على شعوبهم و الخراب و الدمار الذي سيحل عليهم جراء السياسات المتخبطة و الغير مدروسة و الصادرة من القيادات العليا لجيوش المحتل الذي يعلم علم اليقين أن قراراته المتخذة ستعود بالويلات على الشعوب المستعمرة و أنها ستجلب الدمار و الخراب فضلاً عن الانهيار الكامل في جميع مجالات الحياة وهذا ما تعرضت له الأمة الإسلامية أيام حكم الأمراء و القادة في الفكر التيمي الداعشي ولعل أبرزهم السلطان علاء الدين كيبقاذ رسولاً للقائد المغولي قاان و قدم له فروض الطاعة و الولاء جعلته يحظى بالحظوة عند قائد التتار الذي قال للرسول ( لو حضر بنفسه عندنا يرى منا القبول و الإكرام و نوليه الاختاجية في حضرتنا و تكون بلاده جارية عليه ) من هنا نجد حقيقة تنصيب حكام المنهج الداعشي التيمي و أمراءهم مخالفة لكل السنن و الشرائع السماوية و الأعراف الاجتماعية التي تسالمت عليها الأمم وكما جاء على لسان ابن العبري (249) الذي كشف للعالم اجمع حقيقة الولاء و الطاعة و الوطنية المزيفة عند ملوك وسلاطين هذا المنهج الإرهابي المتطرف .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن