لم يشكل ارتفاع نسبة التعليم معول هدم للعقليات القديمة

محمود الشيخ
jamilsalhut@yahoo.com

2017 / 8 / 23

لم يشكل ارتفاع نسبة التعليم معول هدم للعقليات القديمة
بقلم : محمود الشيخ
لماذا نتعلم ونذهب للجامعات ونحمل الكتب ونقرأ التاريخ وتجارب الشعوب وتجاربنا،اليس الهدف منه الإنتقال من عصر الى عصر ومن مرحلة الى مرحله،ومن طريقة حياة الى طريقة حياة افضل واحسن،اليس من اجل ان يحدث تغيرا في هيكلة عقولنا وسلوكنا ونظرتها للحياة ام من اجل مسمرة القديم في عقولنا البقاء الفكر الذى لعب دورا في انحطاطنا وتخلفنا وبقاء شعونا في اخر السلم الإجتماعي والإقتصادي،ام من اجل تحررعقولنا من ارث الماضي السحيق الذى لا زلنا نحلم فيه،ونتأمل عودته وندرس اولادنا تاريخ ما قبل (1400) عام والشعوب صعدت الى الكواكب واكتشفت المجرات وهبطت على سطح القمر،ونحن لا زلنا نبحث في اي قدم علينا دخول الحمام،ونبحث عن الحوريات ونموت من اجلهن.
هل نحن شعوب غريبة الأطوار وغريبين في التفكير،هل نحن شعوب فائضة في هذا العالم علينا التخلص من بعضنا كما يحصل في ليبيا وسوريا والعراق واليمن،من نحن ولماذا نحن حتى اليوم عاجزون عن معرفة الحقيقه التى يجب ان نعرفها عن انفسنا،ولماذا لا زلنا حتى اليوم شعوب متخلفه وغير واعيه،نؤمن بالشعوذة والسحر،ونبحث عن الملذات في اروربا وامريكا وكندا،وهؤلاء يستغلون خيراتنا لصالح شعوبهم ويجندون ثرواتنا لقتلنا واستعمارنا واستغلالنا،ونقول نحن امة المليار واي مليار هذا الذى لا فائدة منه ويقتل بعضه بعضا،لماذا نحب الدم الذى يسفك من اولاد شعوبنا،ولماذا تمكنت امريكا تجنيدنا بإسم الإسلام لقتل وتدمير جيوشنا واقتصادنا وحضارتنا وتاريخنا،هل نحن شعوب رخيصة يهون عليها تاريخها وثرواتها وارضها،من نحن ولماذا يحصل ما يحصل في بلداننا،اهو التخلف وتحجر عقولنا ونذالة حكامنا،نحن غرباء في اطباعنا وفي عاداتنا وقيمنا يبدو اننا فائض في هذا العالم لذلك نتصرف بلا وعي وتخلف وبتحجر عقول.
اذ لدينا حجم هائل من المتعلمين فنسبة المتعلمين تزداد كل عام عن العام الذى سبقه وسأتحدث عن مثل صغير يمكن قياسه على الكل سواء الفلسطيني او العربي،ففي بلدي ارتفعت نسبة التعليم خلال فترة وجيزة بنسب عاليه اذ انتقل حجم التعليم الجامعي من صفر في غضون اثني عشر عام الى مستويات عاليه خاصه في اوساط الفتيات اللواتي ينهين المرحلة الثانويه وينتقلن الى الجامعه بنفس عدد اللواتي انهيت التوجيهي،مما بعني ارتفاع مستوى التعليم الجامعي بين اوساط النساء ويفترض ان يعكس نفسه على سلوكهن وتصرفهن ومكانتهن في البلده وهنا يتبادر الى ذهني سؤال للفتيات الجامعيات هل ارتفاع نسبة التعليم كسر هيمنة الذكور من جهه وهل شكل ذلك زيادة فعاليتهن اجتماعيا وفي المؤسسات،في اعتقادي لا لم يشكل في اي مجال اي تغير،يضاف الى ذلك ارتفاع نسبة التعليم بين الذكور وان كانت اقل من الفتيات الا ان الملاحظ ان ارتفاع نسبة التعليم سواء بين الفتيات او بين الذكور لم يعكس نفسه على طريقة تفكير الطرفين بل بقيا كما هم في بيوتهم متمسكين في عقل الماضي التليد الذى اسفر عن استمرار تخلف شعوبنا وامتنا،فلو كان لإرتفاع نسبة التعليم اي اثر في رقي التفكير لما امتنعت طالبات المرحله الأساسيه من الإلتحاق في مدرستهم مع الطلاب زملائهمنفي المدرسه،وان نجاح العقليات التى تدعوا الى منع التحاقهن لا يعني غير ان لا دور لإرتفاع نسبة التعليم في الحياة الإجتماعيه في البلد وهذا لا يخص بلدي وحدها بل يخص المجتمع العربي برمته،فكثير بل نسبة لا يمكن تصديقها ان قلنا ان المتعلمين هم اميين في الحياة الإجتماعيه وفقط هم متعلمون في التخصص الذى درسوه،ان استمرار تعطيل التحاق طالبات الصفوف من الأول الى الرابع معيب بحق هؤلاء المتعلمون وبشكل خاص منهم النساء،اللواتي يدعي هؤلاء حرصهم عليهن فإن كانوا حريصين عليهم ان يعرفوا من الأن ان هؤلاء الطلاب سيلتقون يوما من الأيام في الجامعه فلا مناص من اللقاء.
وعلى التربيه والتعليم ان تكون حازمه في تنفيذ قرارها بان تقوم هي بنفسها بنقل الطالبات الى مدرستهن وصفوفهن وان لا ينصاعوا للتفكير القديم المحصور في العيب الذى هو ليس عيبا بل العيب ان لا تتعلم الفتاه من اليوم كيف تتعامل وتعامل.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن