النزاع والحل العقلاني

سعد محمد عبدالله
simsimp666@gmail.com

2017 / 8 / 22

النزاع: يتشكل من إختلاف وجهات النظر بين بني البشر في قضاياهم وأطروحاتهم المتجددة والمختلفة في تكويناتها وأشكالها.
ونجد أن النزاع أمر لا ينفصل عن دائرة حياة الإنسان المملوئة بالإيدلوجيات المتجاذبة منها والمتنافرة، ويؤدي النزاع إلي صراع قد يطول ويتفرع، وهذه المرحلة تأتي كامتداد للنزاع فهي مرحلة تقود إلي عنف وهيجان خطر تتطلب منا الحكمة والتعقل.
فمن هنا إلي هناك يقودنا الأمر إلي طرق باب إمتصاص الصراع.
إمتصاص الصراع:
هو تفادي إمتداد العنف، والسعي لإيجاد الحلول قبل تفاقم الأمر، ثم إيقاف إيقاعات الحركة في الصراع ولو إلي حين حتي تدرس وتحلل الأمور تحليلا عقلانيا، وينتقل بعد ذلك إلي مرحلة الحلول الجزرية في إطار العدل والسلم، مما يقود بدوره الجميع إلي دار السلام ويمحو فقاقيع الخلاف من فضاء الشعوب.
التحول الإيجابي للصراع: هو الإنتقال بالصراع من قاع التعصب إلي قمة الهدوء ولو كان نسبيا تمهيدا للفصل النهائي، وهذه سياسة بعيدة المدى تهدف إلي فض النزاع سلميا عبر الحوار والمعالجة التي تمكن الأفراد من إعادة تقيم علاقاتهم وإرتضى الحلول السلمية المطروحة وتحديد مسارات المستقبل التي يتوجب علي الجميع إحترام مواثيق السير المبرمة بصددها.
إن الحوار البناء هو المخرج الوحيد لتوحيد المفاهيم وبناء مرجعية قوية قائمة علي العدالة والمساواة، وتمكن من إيجاد اكبر قدر ممكن من الخيارات لحل المشاكل وإجراء إصلاحات قائمة علي أسس إزالة حواجز التناحر، وهذا لن يأتي إلا بترك العادات السالبة والمفاهيم المتخلفة اللا منطقية للوصول إلي واحة التعايش السلمي المرتكز علي القواسم المشتركة والتسامح بين أفراد وشعوب العالم.
دعني أسلك طريق قد يتبين فيه القليل من الكثير عن خبايا الظلام الدامس، ولنتحدث هنا عن نشئت الصراع وأنواعه.
نشئت الصراع: ينشئ الصراع نتيجة إختلاف وجهات النظر بين فرد وفرد او جماعة وجماعة حسب الأمر المختلف حوله.
أنواع الصراع:
1. صراع الإنسان مع نفسه - وهو الشعور بالإستياء حيال تذكر أحداث حصلت في الماضي والتألم بها.
2. صراع الإنسان مع الطبيعة - وهو الصراع مع الكوارث الطبيعية وإشهار السيف ضدها من أجل البقاء.
3. صراع شخص مع شخص - وهو صراع قد يكون فكري او ديني او مصلحي وكثيرا ما يبدأ بالملاسنة.
4. صراع الفرد مع المجتمع - وهو يكون دائما في حالة شذوذ فكر الفرد عن أفكار مجتمعه.
5. صراع مجتمع مع مجتمع - وهو يكون بين قبيلة وقبيلة او دولة ودولة او حلف وحلف آخر.
6. صراع السلطة والشعب - وهو صراع حول الحكم والحريات والموارد والحقوق والواجبات وغيرها.
كل هذا يؤدي إلي شيئ واحد وهو الصراع، وعلي الإنسان أن يعلم الباعث قبل المبعوث به، ويسعى إلي توقيف الأمر وزوال ذلك الباعث لتطيب النفوس بطيب التسامح كي تزدان الحياة وتزدهر.

سعد محمد عبدالله



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن