جبهة البوليساريو ترحب وتطبل لتعيين رئيس ألمانيا السابق ممثلا شخصيا للامين العام للامم المتحدة في قضية الصحراء

سعيد الوجاني
zehna_53@hotmail.fr

2017 / 8 / 19

جبهة البوليساريو ترحب بتعيين رئيس ألمانيا السابق ممثلا للامين العام
للأمم المتحدة في قضية الصحراء .
يقول المثل المغربي " كثْرتْ ألْهمْ كتْضحّكْ " .
بسرعة البرق رحبت جبهة البوليساريو بتعيين الرئيس الألماني السابق ممثلا للامين العام للأمم المتحدة في قضية الصحراء ، خلفا للمثل السابق الذي كان ميالا لأطروحة الانفصال السيد كريستوفر رووس . لقد اعتبرت الجبهة هذا التعيين انتصارا تاريخيا ، مُعولة على ان تكون المرحلة اللاحقة مع ممثل الأمين العام الجديد ، المرحلة الما – قبل الانفصال .
اعتقد ان قادة الجبهة ، وبسبب الإحباط وفقدان الأمل ، من حسم قضية الصحراء نحو تأسيس الجمهورية الصحراوية والانفصال ، أضحوا يقتنصون اي مناسبة او فرصة ، لتحويل الإحباط إلى أمل ، وتحويل الهزيمة الى نصر . فالجبهة ومنذ المؤتمر الرابع عشر الأخير أبعدت جيل السبعينات والثمانينات ، وركزت كل السلط في يد الموالين الطيعين لإبراهيم غالي ، الذين عوضوا النضال المسلح الذي فشل ، بالنضال الدبلوماسي الذي دخل بدوره النفق المسدود بفعل قرارات مجلس الأمن الملغومة ، وبفعل التكالب الدولي الذي يوظف الصراع بهدف إضعاف الجميع ، لصالح ترتيبات تصب كلها في خدمة مخططات التدمير والتخريب .
لقد مر حتى الآن على نزاع الصحراء اثنتا وأربعين سنة . منها ستة عشر سنة كانت حربا مفروضة على المغرب ، ومنها ستة وعشرين سنة كانت مفاوضات من اجل المفاوضات لا غير ، ودون ان ي]رسم في الأفق أية بادرة لوضع حد للنزاع المفتعل .
وكما فشلت حرب الصحراء ، فشلت حرب المفاوضات ، واضحي الوضع مختزلا في الآمر الواقع الذي فرض نفسه مع مرور الزمن ، المغرب في أرضه التي استرجعها منذ 1975 ، وجبهة البوليساريو التي تراجع صوتها ، لا تزال في تندوف تجتر الهزيمة على مضض ، وكأنها تراهن على گدو الذي قد يأتي كما قد لا يأتي .
لكن المُحير بالنسبة لكل محلل ، وأمام الإحباط والشعور بالهزيمة ، هو استمرار الجبهة في تلويك شعارات أضحت عديمة الجدوى مع انتهاء الحرب الباردة . هكذا ستعوض القيادة اليمينية للجبهة النضال المسلح بالنضال الدبلوماسي ، واضحة الأجيال التي جاءت منذ 1991 ، تغرد خارج شعرات التأسيس في سنة 1973 .
من هنا يأتي الترحيب بقبول تعيين المبعوث ألأممي الجديد ، بالتطبيل والتزمير ، والنفخ ، و ببهرجة تحاول التسويق لنصر لا يوجد إلاّ في مخيلة قادة الجبهة البرجوازيين ، حتى يستمروا في بسط اليد والسيطرة ، على المحتجزين خوفا من ثورتهم على القيادة التي أضحت متجاوزة .
ولو كنت حقا مكان احد مناضلي الصف الأول الذي أسس الجبهة ، وطرح مشروع الانفصال الذي فشل . ولو كنت حقا مقتنعا بشعارات الجبهة ( الثورية ) ، التي غدتها الدعاية الجزائرية الفاشلة ، لكانت الخلاصة التي سأخر بها بعد التحليل المعمق للتاريخ ، وللإحداث ، وللمسلسل من بداية إلى اليوم ، هي :
ارتخاء القيادة البرجوازية إلى مسلسل الاستسلام ، والاستكانة الغير المعلنة ، لكنها معاينة وملاحظة .
تحول القضية من صراع مسلح ، الى صراع خامد ، وعامل استقرار وتوازن ، للنظام العسكري الجزائري بالمنطقة ، للحافظ على مصالح الجزائر السياسية والاقتصادية .
ومع كثرة البكاء الزائف للقيادة البرجوازية ، والتهديدات الفارغة ، والكاذبة بالعودة الى السلاح ، تكون أطروحة البوليساريو نحو الانفصال ، قد فقدت ملامحها كفسحة ل ( التحرير ) ، وجسر لتغيير الواقع الذي أصبح يفقأ العين .
كثرت الكرنفالات الملونة بالإعلام ، والتقاط الصور للتعبير عن الحضور ، وللتعويض عن الفشل الذي دام الى اليوم اثنتا وأربعين سنة .
عرض بعض الأسلحة والعربات المُزنجرة ، والمتئاكلة بفعل الصدأ الذي يعمها ، لطمس الحقيقة عن الصحراويين الذين يعانون في المخيمات من ان هناك شيء يسمى ب ( الجيش الصحراوي ) ، في حين ان الواقع ينطق بما فيه ، اي مجموعة ملشيات خارجة عن القانون ، لا تختلف في شيء عن العصابات التي تدمر سورية ، وليبيا ، والعراق ، والسودان واليمن .... الخ . لكن ما يجهله أصحاب عرض المزنجرات ، أنها ستكون طعما لذيذا لطائرات ف 16 ، ولمروحيات الأباتشي ، وللأسلحة الحارقة المتطورة التي يملكها المغرب .
ان الابتهاج والترحيب بتعيين الممثل الجديد للامين العام في قضية الصحراء ، هو دلالة على النفخ في الظهور ، ودليل على الإحباط الذي تعانيه الجبهة ، بفعل ارتباطها بالمشروع الجزائري الذي يبحث عن الهيمنة بالمنطقة ، والذي لا علاقة له لا بتقرير المصير ، ولا بحقوق ما يسميه ب ( الشعب الصحراوي ) .
المغرب احكم السيطرة على الصحراء ، والجبهة والى الآن لا تزال فاقدة للبوصلة التي أضحت شاردة عن الاختيار الصحيح الذي هو العودة اللاّمشروطة الى المغرب .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن