قصيدة / الحقُّ بحزاني

سفيان شنكالي
Sufian.Chenkali@yahoo.com

2017 / 8 / 12

قصيدة / الحقُّ بحزاني

سفيان شنكالي

برفقة الألمِ والأمل
نقتفي أثرَ الضوء معاً
ندوّن مَرْثاة الزيتون
بحروف دامعةٍ
فوق صخرة بقاءنا .

يا منشأ الدّم العريق
لقد غدا أسفَ الذبول
تنهيدةٌ
تلزمُ الجوانحَ
تكبِدُ الوجدَ للكرامة
تضمحلُّ
تحت جموح الرغبةَ
بالعودة لذاتِ المقام ...

يا مهدنا المعطَّر
لقد جئتكِ بأماني الولادة
نادماً لما مضى
جاثياً أمام قدميك الحافيتين
أترجّى ثديك
حليباً
لطفولةٍ تتعلق بعنقي
يشدّها الحنينُ لسواعد الرأفة
وحكمةٌ
تمهّد للرجولةِ
بجديد الشرف المصان
خندقَ الوحدة والخلاص ، ودرعُ الأمان .

نحتاجُ بلسماً
لسقم الانتماء المزدوج ...
ينخرُ بنيان ديانةٍ عريقة
تمتطيها قومية مستحدثة
بمرتخي لِجام !
تفرضُ وهماً ..
ترتضيه ملّةٌ أخرسها التجويع ...
قطيعٌ "خيمويُّ المأوى"
استطاب كمامُ الأفواه
يخرَّ ساجداً لشريعة السفسطائيين
عمى عليه خدر الصدقات !
مرجَعَهُ أكواخ الطين
برضاءٍ ، وافتعالُ قدر ..
آه ، أرضَ الحليبِ والكرامة
منذ زمن تغتاظُ بصمدٍ
تسترجعُ ذاكرةَ العُمر أمام أطلالها .

كيفهُ الصباحَ بندى رماد الغصنِ
عند بشرى النسيم ؟
كم هامتْ أرواحنا
مطعونة القلب
في غربةِ الجسد النازح !
ورحمكِ بحزاني يشدّني
بمشيمةٍ
لم تزل تغذّي كبريائي
ولا عدولَ عن لأمِ الثوبَ الممزق .

لحفَتْ أديمَ الجمال
تجاعيدُ عطشٌ أخرق
أيها العشاق نفِّضوا عنها
إهابُ جيدَها الغبارُ
وقلبُها ديمومَة غديرٌ
لا يجفُّ ، لا يموت
فالهُ الأملُ ، يدفق
عند احتضان العائدون برجاء .

ما أوجعهُ الشوقَ بحزاني ؟
في ليلٍ غريب
حليف وسادة مستأجرة
حاربتُ خمولَها
برغبة الرجوع إلى مزرعتي
وكأس تأملاتي ، ووحيُ الكلمات .

ها هو السربُ المشرّد
يستعيدُ دربَ العودة
لرحابِ الذات المستهان
أوجِدتْ في سمائهِ
فجوة زمنية
لمَسير أبناء الضياء عثرة
تهونُ برقيِّ النهضة .

واجباً ، وعبادةٌ حقّةٌ ..
إبعاد جوهرة النقاء
من حضيض التبعية
وعمى الولاء ..
حلمٌ هو البدءَ بحارثٍ
من ذات كينونة الطاووس ..
يعيد بذرة الأجداد إلى تربتها
وينهي عهد نزيف مستطاب !

الحقُّ بحزاني
يلزَمني ناموسَ الكرامةِ
أن أقدّم تربة قباب الشمس
قرباناً أمامَ إله النور
(( لأجل إصبَعاً لعفيفةٍ
لم يرضخَ للشهادتين
ولم يعلِن البيعةَ لخليفة الخيبة )) !

مجنّحةٌ أرغمتْ
على تركِ شدوها
((جيلان))
والبقاءَ على عذريةِ الحقِّ
منتحرةً .!

2017/5/18 ...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن