مفتي السعودية بين التحريض على الإرهاب والتمويل ج -1-

عناد الشمري
eunadalshamri@gmail.com

2017 / 8 / 12

وشهد شاهد من أهلها !!

مقدمة :

المؤسسات الدينية الرسمية تعتبر مصدر عزة وغلبة لتيار السلفية الرسمية على ما سواها من سلفيات في السعودية وعلامة فارقة على حجم المشاركة في السلطة.

يقول الأستاذ محمد الشيوخ :

إن السلفية العلمية، أو السلفية التقليدية، أو التيار السلفي العام، الذي تفرع منه لاحقا تيارات دينية مختلفة كما سيتضح لاحقا، كلها مسميات تشير غالبا إلى معنى واحد:السلفية الرسمية. ويشكل التيار الديني في السعودية أبرز التيارات المؤثرة على الصعيد الاجتماعي والفكري والثقافي، وذلك بحكم طبيعة البلد الدينية ولا ينفي ذلك وجود تيارات ليبرالية وعلمانية باتت تنافس على الساحة من خلال نشاطها الثقافي والإعلامي النخبوي الذي يستقطب شريعة معينة من الشباب.
من المعلوم أن تشكل التيارات الدينية في السعودية متأثرة بشكل أو بآخر بالسلفية، وأقصد بالسلفية العلمية التي قادت البلد من تأسيسة من خلال العقيدة، وليست السلفية الحزبية الجديدة التي برزت في بداية التسعينيات، إلا أن الانتماء العام الى السلفية هو القاسم المشترك بين التيارات الإسلامية وهذا لا ينفي وجود مدارس اسلامية متعددة ومتنوعة تنتمي اليها هذه التيارات.كما تشكل أطياف هذا التيار احدى صور التنوع في المجتمع السعودي الذي يشهد اليوم تشكلات جديدة لتيارات دينية وغير دينية معلنة وغير معلنة. ولعل اكبر وأبرز التيارات الدينية في السعودية، هو التيار السلفي العام الذي يشكل جزءا كبيرا من المجتمع، ويتكون من مدارس متعددة في آلياتها وتفريعاتها تكاد تجتمع كلها على مفهوم السلفية.
السلفية الرسمية
السلفية الرسمية في السعودية هي حركة بُنيت، وما زالت قائمة، على تحالف الدعوة والإمارة. عقد بين الإمام والأمير. فقد شاركت السلفية الوهابية الإمام محمد بن سعود تأسيس الدولة السعودية الأولى بإفساح المجال أمام قوة " التوحيد" كدعوة دينية وسياسية لتوحيد الناس حول قيادة قادرة على الإشراف على متابعة تدين المجتمع. بقيادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب معيد تطريز السلفية بثوبها الجديد، بعد ما اعترتها تشققات جراء رحيل ابن تيمية وتلامذته من المشهد العام.
كان الرجلان: الإمام والأمير، يصطحبان بعضهما في كل الغزوات، ولا يعملان إلا بالمشورة بينهما، ويطلبان المبايعة لهما معاَ، وترسل الوفود الأجنبية إلى كل واحد منهما، وعلى هذا ليس مستغرباً تماسك تلك العلاقة المتينة إلي يومنا هذا، على الرغم مِن مرور العديد من التقلبات السياسية التي تعرضت لها الدولة منذ تأسيسها إلى الآن. ورث الشيخ محمد بن إبراهيم (1930-1969) منزلة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ومسؤولياته في الدولة؛ وتمركزت في يديه المناصب الحساسة الكبرى المتعلقة بالدين وإدارة المجتمع كرئاسة القضاء، ورئاسة المعاهد العلمية والكليات منذ نشأتها 1370ه،ـ وكذلك الإشراف على مدراس البنات 1379هـ وكلها كانت في وقت واحد، وهي دليل على المركزية الشديدة التي كانت الدولة تعتمدها في إدارة مؤسساتها الرسمية. بعد وفاة الشيخ ابن إبراهيم تم توزيع المناصب الدينية على مجموعة من العلماء مما أدى لتراجع أو تهميش دور عائلة آل الشيخ كما تحولت المؤسسة من قبضة الفرد على قبضة الجماعة.
تأسست الدولة السعودية الأولى بموجب التحالف الذي تم بين محمد بن سعود ومحمد بن عبد الوهاب العام 1744. ولكن لم تستتب أمور التحالف إلا عام 1934 بعد إعلان قيام المملكة العربية السعودية بقيادة عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود على أنقاض عدد من الإمارات والممالك المنتشرة في أنحاء شبه الجزيرة العربية. لقد قام التحالف بين الاثنين لتحقيق مصلحة متبادلة، فجرى الاتفاق بينهما على أن يكون للأول وذريته من بعده السلطة الزمنية أي الحكم، وللثاني وذريته من بعده السلطة الدينية. حينها أصبح لقب الأمير خاصاً بأفراد الأسرة الحاكمة؛ وبالتالي فهو خاص بفاعلي المجال السياسي، في حين أصبح لقب الشيخ الذي تخلى عنه الأمراء السعوديون رسميا (وإن كان عامة إلا سر الحاكمة في الخليج لاتزال تستخدمه) صفة تميز فاعلي المجال الديني.
وبموجب ذلك الاتفاق أصبح الإسلام، المتمثل في المذهب الحنبلي ووفق تفسير الشيخ محمد بن عبد الوهاب في المملكة، يشكل المصدر الرئيسي لشرعية النظام، كما صار هو الدين السائد والرسمي في البلاد. وأدرك الشيخ محمد بن عبد الوهاب أهمية وجود دولة قوية قادرة على تبني فكرة نشر الدعوة والاندفاع بها في كل الاتجاهات الممكنة؛ كي ما تعمم وتصبح هي الشريعة المتبعة، في محاولة لمحاكاة انطلاق الدعوة المحمدية، ولهذا قرر الهجرة من العيينة إلي الدرعية حيث استقبله محمد بن سعود بعدما طرده عثمان بن معمر والي العيينة بطلب من أمير بني خالد سلمان بن محمد؛ الذي كان يزود ابن معمر بالمساعدات ويؤمن له طرق التجارة.
سمح الإمام محمد بن سعود بورود الشيخ محمد بن عبد الوهاب ضيفاً عليه؛ فجاء إليه وصافحه وقال له: "هذه القرية قريتك والمكان أنت واليه، فلا تخشى أعدائك. والله لو انطبقت علينا جميع نجد ما أخرجناك عنا. فقال أنت كبيرهم وشريفهم. أريد منك عهداً على أنك تجاهد في هذا الدين، والرياسة والأمانة فيك وفي ذريتك بعدك.. وإن المشيخة والخلافة في الدين في وفي آلي من بعدي". بالمقابل أشترط الإمام محمد بن سعود اعترافاً بكونه القائد السياسي للمسلمين في الجزيرة العربية وضمن محمد بن عبد الوهاب لنفسه السيطرة على تفسير الدين في كامل أرجاء السعودية(5). لقد استثمرت المملكة تلك المكانة، في تعزيز دورها وتوسيع نفوذها بشكل أكبر، كما ساهم النفط إلى حد كبير في ترويج الإسلام في نسخته السلفية التقليدية الى مختلف بقاع العالم منطلقاً من السعودية.
المظاهر
تظهر السلفية الرسمية في مجمل الانشطة التي تقوم بها المؤسسات والجهات الرسمية كهيئة كبار العلماء؛ مجلس القضاء الأعلى هيئة الأمر بالمعروف، الجامعات الدينية، المكاتب التعاونية للإرشاد والدعوة وتوعية الجاليات، الهيئات الدينية المتخصصة، رجال الدين الرسميين سواء كانوا مبلغين أو خطباء أو أئمة مساجد، التي تستهدف"شرعنة" سياسات الدولة وحمايتها وتعزيز نفوذها في العالم.
هيئة كبار العلماء
تأسست هيئة كبار العلماء السعودية، وهي الهيئة الدينية الحكومية الأبرز التي تمثل الإسلام السعودي، العام 1971 وتضم لجنة محدودة من الشخصيات الدينية في البلاد جميعهم فقهاء مجتهدون من مدارس فقهية متعددة (في السابق كانوا من مدرسة فقهية واحدة)، ورئيسها هو مفتي الديار السعودية، وهي مخولة بإصدار الفتاوى وإبداء آرائها في عدة أمور. يرأسها حالياً الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ.
هيئة الأمر بالمعروف
تحولت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشهيرة إلى نافذة لتطبيق القوانين. يقع على عاتق أعضائها، ومنهم موظفون في الدولة ومنهم متطوعون، الحفاظ على التعاليم الإسلامية الصحيحة كما تحددها السلفية الرسمية؛ وغيرها من المؤسسات الرسمية كوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد كما كانت تسيطر المؤسسة الدينية الرسمية على ثلاث مجالات حيوية هي التعليم، القضاء، والوعظ غير أن التعليم جرى سحب قيادته منها، هذا بالإضافة إلى أن نصف أعضاء مجلس الشورى البالغ عددهم 150 قبل تعيين20% من أعضاء المجلس من النساء2013م، هم من السلفية الرسمية. وتدير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر470 مكتباً في أنحاء المملكة يشغلها نحو4400 موظف.
مجلس القضاء الأعلي
يأتي "مجلس القضاء الأعلى" في المرتبة الثانية ضمن هرم الزعامة الدينية، وقد أنشئ في 1975. وكان يرأسه عادة من يعتبر أرفع القضاة منزلة. لكن الحكومة مالت في السنوات الاخيرة الى ملاحظة دواعي التطوير القانوني والإداري عند اختيارها لأعضائه. والمجلس هو مرجع قضاة المملكة. وترجع اليه القضايا الكبرى التي يتعذر حسمها في المحاكم، أو التي يجب ارجاعها اليه بحكم القانون، مثل أحكام القتل. في المرتبة الثالثة تأتي الوزارات الدينية المتخصصة وأهمها العدل والأوقاف، ثم الهيئات الدينية المستقلة مثل هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، رابطة العالم الإسلامي، المجمع العالمي للفقه الإسلامي، وأخيراً الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
جامعات إسلامية
هناك جامعتان دينيتان: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية في الرياض. وهما يتبعان، إدارياً ومالياً وزارة التعليم العالي. وكان التقليد الجاري يأخذ بعين الاعتبار رأي كبار العلماء عند تعيين قياداتهما الادارية والأكاديمية. وظهرت أخيراً دلائل على أُفول هذا التقليد، سيما بعدما عين الملك في مارس 2007 رئيسين للجامعتين من خارج الدائرة التقليدية المعتادة، هما د. محمد علي العقلا للجامعة الإسلامية و د. سليمان أبا الخيل لجامعة الامام.
أنشطة أخرى
يزيد عدد الوظائف الدينية، أو التي تخضع لإشراف رجال الدين عن ربع مليون وظيفة، أي نحو 25% من إجمالي الوظائف الحكومية في 2008. وقال تقرير صحفي في 2010 أن وزارة الأوقاف ستعين 140 ألف مؤذن وإمام مسجد كموظفين متفرغين.ويصل عدد المساجد في المملكة الى 72 الفا.
ويمارس العديد من رجال الدين أدواراً ثقافية واجتماعية تقع في ظل المؤسسة الدينية الرسمية، فهي تخضع لإشراف اسمي من جانب الدولة، لكنها تعمل بصورة مستقلة عنها. ولعل ابرز هذه النشاطات هي الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن التي تدير – طبقا لاحصاءات جمعها الكاتب في 2010- ما يزيد قليلا عن 25 الف حلقة تحفيظ، تضم 515 ألف طالب، ويعمل فيها 26,500 معلم وموظف. ولا تشمل هذه الارقام الحلقات التي يديرها رجال دين خارج اطار الجمعيات المذكورة. ومن بين النشاطات المشابهة، والتي يبرز فيها دور رجال الدين نذكر ايضا جمعيات البر، التي يرأس معظمها امراء المناطق، لكن ادارتها بيد رجال دين. وهي تمارس عملا مستقلاً– الى حد بعيد – عن مؤسسة الدولة.
ومن هذا النوع من النشاطات ايضا المكاتب التعاونية للارشاد والدعوة وتوعية الجاليات، وهي تنتشر في جميع محافظات المملكة، وفي 2010 كان عددها 210 مكاتب، تمارس كما هو واضح من اسمها نشاطا دعويا مباشرا يتضمن تنظيم المحاضرات والدروس وتوزيع المطبوعات وحفلات افطار الصائمين ...الخ.
عدا عن الهيئات الدينية المتخصصة، فان جميع وزارات الدولة تدير عملا دينيا كنشاط جانبي. فهناك ادارة التوجيه المعنوي في القوات المسلحة، وقد اسسها رجل دين معروف هو د. سعود الفنيسان، ومعظم موظفيها من خريجي الكليات الدينية، كما تعين وزارة الخارجية ملحقا دينيا في عدد كبير من سفارات المملكة في الخارج. وتعتبر وزارة التربية من اهم قنوات التوظيف لخريجي المدارس الدينية، اذ تستوعب الآلاف من هؤلاء لتدريس الثقافة الدينية التي كانت تشكل نحو 31% من مجمل الجهد التعليمي في 2010. ويتبع وزارة التربية أيضا 2077 مدرسة متخصصة لتحفيظ القران.
الارتباط الوظيفي بمؤسسة الدولة والاعتماد عليها في المعيشة، يعتبر امراً طبيعياً في التيار الديني السلفي. ولم يكن باعثا للجدل في مصداقية او استقلال رجل الدين. لكن عدا الجانب المعيشي، فان كثيرا من رجال الدين، ولا سيما في المستويات الوسطى والعليا، يستفيدون من مواقعهم الوظيفية وعلاقتهم مع رجال الدولة، في تعزيز نفوذهم الاجتماعي وترسيخ مكانتهم بين الجمهور.
الاكثرية الغالبة، من رجال الدين السعوديين، يصنفون على تيار السلفية التقليدية. ويدعو هذا التيار إلى مسايرة الدولة باعتبارها الحارس الوحيد لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والمذهب السلفي. وهم يعتبرون حكم العائلة المالكة شرعياً وطاعتها واجبة، حتى ارتكبت منكرات ما لم تصل مستوى الكفر الصريح . وهم ينصحون كبار رجال الحكومة، لا سيما في القضايا المثيرة للجدل. إلا أنهم يتفهمون حقيقة أن جهاز الدولة يعمل بطريقة قد لا تتوافق دائماً مع تلك النصائح. ومن بين الأمثلة الحديثة الفتوى التي أصدرتها هيئة كبار العلماء في أواخر أكتوبر 2010 بتحريم عمل النساء بائعات في المتاجر، بعدما سمحت وزارة العمل به في أغسسطس من العام نفسه. ويعرف الجميع أن الفتوى لن تلقى ترحيباً عاماً بين كبار المسؤولين في الدولة، لكن هيئة كبار العلماء لم توجه ايضا نقدا مباشرا إلى هؤلاء، وهي بالتأكيد لن تثير ضجة إذا لم تلتزم وزارة العمل بفتواها.
تعتبر المؤسسات الدينية الرسمية مصدر عزة وغلبة لتيار السلفية الرسمية على ما سواها من سلفيات في السعودية وعلامة فارقة على حجم المشاركة في السلطة. وقد أعطيت تسمية التيار ب(السلفية الرسمية) نسبةً لتلك المؤسسات ولكونها لسان السلطة السياسية دينياً. لذلك لا يتردد مسؤولو الدولة في التأكيد دائما على دعمهم الصريح لتيار السلفية الرسمية، وقد صرح بذلك اكثر من أمير في الأسرة السعودية المالكة، بشأن تمسك المملكة بمنهج الشيخ محمد بن عبد الوهاب والدفاع عنه. ونظرا لوجود المملكة في قلب العالم الإسلامي، ووجود الحرمين الشريفين فيها،الى جانب تبنيها مشروع التبليغ الديني ونشر الاسلام، وفق الطريقة السلفية التقليدية، ضاعف من مكانتها الروحية في العالم الإسلامي، وعمق نفوذها ؛ إنتهى النقل .

مفتي السعودية والتكفير والتحريض على الإرهاب

ورسالته : حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله نموذجا !

ويقول فيها نفس فكر داعش !!


أما حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهي متضمنة لأمور ، رأسها وأساسها الإيمان به ، وذلك بالإيمان واليقين التام بأنه رسول الله حقا سورة الفتح الآية 29 مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وأن رسالته عامة للبشر ، عربهم وعجمهم ، يقول الله - سبحانه - : سورة الأعراف الآية 158 قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا ويقول - عز وجل - : سورة سبأ الآية 28 وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا
ويقول - صلى الله عليه وسلم - : [ صحيح البخاري ] واللفظ له ، و [ صحيح مسلم ] ، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة ، وبعثت إلى الناس عامة متفق عليه ، ويقول أيضا - صلى الله عليه وسلم
والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار رواه مسلم [ صحيح مسلم ]
بل رسالته تعم الجن أيضا : سورة الأحقاف الآية 29 وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ إلى قوله تعالى : سورة الأحقاف الآية 31 يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآَمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ سورة الأحقاف الآية 32 وَمَنْ لَا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ
ومن الإيمان به : الإيمان بأنه - صلى الله عليه وسلم - عبد لا يعبد ، ورسول لا يكذب . ومن الإيمان به : الإيمان بأنه خاتم الأنبياء
والمرسلين ، وأن كتابه القرآن الكريم هو آخر الكتب المنزلة المهيمن عليها ، وشريعته الناسخة للشرائع قبلها ، يقول - عز وجل - : سورة الأحزاب الآية 40 مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ الآية ، ويقول - عز وجل - : سورة الأعراف الآية 157 الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ويقول - سبحانه - : سورة آل عمران الآية 85 وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ
وقد أجمع المسلمون على ذلك ، وهو عندهم من العقائد الثابتة بيقين ، والإيمان بالرسول - صلى الله عليه وسلم - قد جاءت به الآيات صريحة قاطعة للمعذرة ، يقول الله - عز وجل - : سورة النساء الآية 170 يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ ويقول - سبحانه - : سورة الأعراف الآية 158 قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ويقول - سبحانه - : سورة النساء الآية 136 يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ
بل إن الله أخذ ميثاق النبيين على الإيمان بمحمد - صلى الله عليه وسلم - ونصرته ، فلا يسع أحدا منهم لو كان حيا وقت بعثته صلى الله عليه وسلم إلا اتباعه ، يقول الله - عز وجل - : سورة آل عمران الآية 81 وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ سورة آل عمران الآية 82 فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
ومن حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله : طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، والاستجابة لدعوته - صلى الله عليه وسلم - فقد جعل الله طاعة الرسول طاعة له سبحانه ، وقرن طاعته بطاعة الرسول في أكثر من موضع في كتابه ، يقول - عز وجل - : سورة النساء الآية 80 مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ ويقول - سبحانه - : سورة النور الآية 54 قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ويقول - عز وجل - :
سورة النساء الآية 59 يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ
وعلق الهداية على طاعته - صلى الله عليه وسلم - فقال - سبحانه - : سورة النور الآية 54 قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ
وجعل من حقق طاعة الله ورسوله في زمرة أشرف الخلق فقال - عز وجل - : سورة النساء الآية 69 وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا
بل علق على طاعة الله ورسوله الفوز العظيم ، ألا وهو دخول الجنات ، قال - سبحانه - :
سورة النساء الآية 13 وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
وأما تصديق خبره فهو حقيقة الشهادة ، ولا تتم الشهادة إلا بتصديقه ، وإلا كان كاذبا منافقا ، وقد أثنى الله على المسلمين بتصديقهما النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال - عز وجل - : سورة الزمر الآية 33 وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ
قال مجاهد وقتادة والربيع بن أنس وابن زيد : الذي جاء بالصدق هو الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وقال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : سورة الزمر الآية 33 وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سورة الزمر الآية 33 وَصَدَّقَ بِهِ قال : المسلمون .
وقد ذم الله من كفر بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وتوعده بأشد العذاب قال تعالى : سورة الزمر الآية 32 فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ وقال في سورة المدثر فيمن كذب خبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - فيما جاء به من القرآن - يقول الله - عز وجل - : سورة المدثر الآية 11 ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا سورة المدثر الآية 12 وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا سورة المدثر الآية 13 وَبَنِينَ شُهُودًا سورة المدثر الآية 14 وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا سورة المدثر الآية 15 ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ سورة المدثر الآية 16 كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا سورة المدثر الآية 17 سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا سورة المدثر الآية 18 إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ سورة المدثر الآية 19 فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ سورة المدثر الآية 20 ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ سورة المدثر الآية 21 ثُمَّ نَظَرَ سورة المدثر الآية 22 ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ سورة المدثر الآية 23 ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ سورة المدثر الآية 24 فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ سورة المدثر الآية 25 إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ سورة المدثر الآية 26 سَأُصْلِيهِ سَقَرَ.
بل إن سنة الله فيمن كذب رسله ماضية في نزول العذاب والهوان بهم ، يقول الله - سبحانه - : سورة ص الآية 14 إِنْ كُلٌّ إِلَّا كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ عِقَابِ ويقول - سبحانه - :
سورة المؤمنون الآية 44 ثُمَّ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا تَتْرَى كُلَّ مَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُهَا كَذَّبُوهُ فَأَتْبَعْنَا بَعْضَهُمْ بَعْضًا وَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ فَبُعْدًا لِقَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ
ودليل الاستجابة لدعوته - صلى الله عليه وسلم - قوله تعالى : سورة الأنفال الآية 24 يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ
فأمر بالاستجابة للرسول - صلى الله عليه وسلم - ، وقرنها بالاستجابة لله - سبحانه وتعالى - ، وسمي ما يدعو إليه - صلى الله عليه وسلم - حياة ، لما فيه من نجاتهم وبقائهم ، وحياتهم بالإسلام بعد موتهم بالكفر ، وحذر من عدم الاستجابة للرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال - سبحانه - : سورة القصص الآية 50 فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
ومن حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله : محبته - صلى الله عليه وسلم - ونصرته وموالاته وتعظيمه ، وبعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - تكون النصرة لسنته صلى الله عليه وسلم .
فدليل محبته - صلى الله عليه وسلم - قوله - صلى الله عليه وسلم - : [ صحيح البخاري ] ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده وفي حديث أنس عنه - صلى الله عليه وسلم - : [ صحيح مسلم ] لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين متفق عليه وقوله - صلى الله عليه وسلم - : [ صحيح البخاري ] ، واللفظ له ، [ صحيح مسلم ] من حديث نس رضي الله عنه ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما . . . الحديث.
وتوعد الله - سبحانه - من قدم محبة أحد - كائنا من كان -
على محبة الله ورسوله ، فقال - سبحانه - : سورة التوبة الآية 24 قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ
ولما [ مسند الإمام أحمد ] واللفظ له ، و [ صحيح البخاري ] قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه وأرضاه - لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : والله يا رسول الله ، لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا نفسي ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون عنده أحب إليه من نفسه " . قال عمر : فأنت الآن والله أحب إلي من نفسي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الآن يا عمر.
ودليل النصرة والتعظيم قوله تعالى : سورة الأعراف الآية 157 فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وقال - سبحانه - : سورة الفتح الآية 8 إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا سورة الفتح الآية 9 لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ويقول - سبحانه - : سورة آل عمران الآية 81 ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ
ووصف طائفة من المؤمنين ، وأثنى عليهم بقوله - سبحانه - : سورة الحشر الآية 8 لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ويقول - سبحانه - :
سورة التوبة الآية 40 إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ ويقول - سبحانه - : سورة النور الآية 63 لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا
ودليل الولاية قوله تعالى : سورة المائدة الآية 55 إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ سورة المائدة الآية 56 وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
ومما يدخل في حقيقة هذه الشهادة العظيمة : التسليم له - صلى الله عليه وسلم - ، وتحكيم شرعه ، والتحاكم إليه ، والرضا به ،
والدليل قوله تعالى : سورة النساء الآية 95 لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا
وقال - سبحانه - في صفة المؤمنين مثنيا عليهم ومشيدا بهم : سورة النور الآية 51 إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وقال - سبحانه - واصفا المنافقين الذين يظهرون خلاف ما يبطنون : سورة النور الآية 47 وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ سورة النور الآية 48 وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ سورة النور الآية 49 وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ سورة النور الآية 50 أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ
وقال - سبحانه - أيضا فاضحا أمرهم ، مشددا في ترك طريقهم : سورة النساء الآية 60 أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا سورة النساء الآية 61 وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا .

فتحكيم شرع الله وما جاء به الرسول - صلى الله عليه وسلم - في كل صغيرة وكبيرة ، الأفراد على أنفسهم ، وكذلك الحكام وولاة الأمر على رعاياهم ومن تحت أيديهم - واجب فرض متحتم ، لا محيد عنه لمؤمن مسلم ، بل هو من حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله .
ومن حقيقة هذه الشهادة العظيمة - شهادة أن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الاقتداء والتأسي به - صلى الله عليه وسلم - ، واتباع سنته ، والرد إليه في حياته عند التنازع ، وإلى سنته بعد وفاته - صلى الله عليه وسلم - ، وتقديم سنته على رأي كل أحد كائنا من كان ، والحذر من مخالفته ومشاقته ومحادته صلى الله عليه وسلم .
يقول الله - عز وجل - : سورة الأحزاب الآية 21 لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ويقول - عز وجل - : سورة الحشر الآية 7 وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
ولما ادعى أقوام محبة الله - سبحانه - أنزل آية الامتحان في سورة آل عمران ، وهي قوله تعالى : سورة آل عمران الآية 31 قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
ويقول أيضا - جل وعلا - : سورة النساء الآية 59 فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ويقول - عز وجل - : سورة الحجرات الآية 1 يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ويقول - سبحانه وتعالى - : سورة الأحزاب الآية 36 وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا وقال - سبحانه وتعالى - : سورة النور الآية 63 فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء ، أقول : قال رسول الله ، وتقولون : قال أبو بكر وعمر ؟ !
وقال الشافعي - يرحمه الله - : أجمع العلماء على أن من استبانت له سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكن له أن يدعها لقول أحد .
وقال الإمام أحمد - رضي الله عنه - : عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته ، يذهبون إلى رأي سفيان ، والله تعالى يقول : سورة النور الآية 63 فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة : الشرك ، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك . أ هـ .
هذا قول أحمد فيمن اتبع رأي سفيان ، وهو : الثوري الإمام الزاهد العابد الثقة الفقيه ، إذا كان رأيه يخالف الحديث فكيف بمن هو دونه ؟ !
ويقول الله - عز وجل - : سورة النساء الآية 115 وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا
وقال - سبحانه - : سورة الأنفال الآية 13 ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ويقول - عز وجل - : سورة التوبة الآية 63 أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدًا فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ
هذه هي حقيقة شهادة أن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء من التفصيل والبيان .
وقد أجملها بعض أهل العلم - وهو الشيخ محمد بن عبد الوهاب - يرحمه الله - فقال في معناها : طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وألا يعبد الله إلا بما شرع .
ركن سماحة المفتي .الشيخ عبد العزيز أل الشيخ. ؛ انتهى النقل من موقع شبكة سحاب السلفية وهو موقع إرهابي تكفيري يحرض على الآخر المخالف المسلم وغير المسلم .

الحكومة السعودية تمول الإرهاب والتكفير
الأدلة

http://mazin.01.ma/94137.htm

http://www.alifta.net/Fatawa/FatawaDetails.aspx?languagename=ar&View=Page&PageID=8418&PageNo=1&BookID=2#P7

http://www.alifta.net/Fatawa/fatawaChapters.aspx?languagename=ar&View=Tree&NodeID=15&PageNo=1&BookID=6

https://www.sahab.net/forums/index.php?app=forums&module=forums&controller=topic&id=87745



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن