صحوة سعودية أم ماذا؟

حسين علي الحمداني
hus_hus64@yahoo.ca

2017 / 8 / 1

تحرك عراقي نحو العرب،وتحرك عربي نحو العراق،هذا ما يمكن أن نلمسه بوضوح في الأسابيع القليلة الماضية التي شهدت زيارات متبادلة بين العراق وبعض دول المنطقة وأهمها بالتأكيد العربية السعودية التي استقبلت رئيس الوزراء العراق ومن ثم وزير الداخلية وأخيرا السيد مقتدى الصدر،وزيارة ألأخير للرياض أثارت الكثير من الأسئلة حولها بين مشكك بنوايا الرياض وآخر متحمس لفتح صفحة جديدة معها وهي المتهمة من قبل الكثير من العراقيين إنها تقف خلف الإرهاب الذي ضرب العراق منذ 2003 وحتى الآن، بما في ذلك دعمها لداعش.
وأنا أجد إن أثبات حسن نوايا الرياض يحتاج لوقت ومراحل عدة وأن تكون هنالك بوادر حسن نية أكبر مما هي موجودة الآن في ظل التجربة المريرة لنا كعراقيين من موقف الرياض إزاء التغير في العراق .
ونجد إن كل المسؤولين العراقيين السابقين قد زاروا السعودية بما فيهم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي التي زارها في حكومته الأولى كما فعل ذلك رؤوساء الجمهورية ووزراء الخارجية وهذا يعني إن العراق كان يبحث عن عمقه العربي هذا العمق الذي يرفض العراق الذي تحول حسب وجهة نظره إلى(إيراني)،ما الذي تغير حتى نجد الرياض تبتسم بوجه العراق ؟هل تغير العراق أم تغيرت السعودية؟أم إن رسائل أمريكية طالبت المملكة بأن تغير سلوكها مع العراق؟ أم هي محاولة سعودية لاحتواء العراق العربي وأبعاده عن إيران؟ وأيضا عزل(قطر) المحاصرة جغرافيا؟
تبدو كل هذه الأمور واردة في ظل المعطيات السياسية وتغير وجهات النظر لدى أمريكا والغرب من جهة،ومن جهة ثانية إن العراق فرض نفسه في المنطقة من خلال انتصاره على الإرهاب وتحرير الموصل وهذا ما يعني إن العراق الآن أقوى من قبل وقادر على أن يأخذ دوره في المنطقة،الجانب الآخر يتمثل بإن العالم وفي مقدمته أمريكا التي كانت تدير لعبة الإرهاب باتت اليوم بحاجة لأن تتخلص من هذه اللعبة وطالبت الداعمين للإرهاب بالتوقف وفتح صفحة جديدة مع العراق،وهذه الصفحة بدأتها السعودية عبر زيارة وزير خارجيتها ومن ثم الزيارات الكثيرة لمسوؤلين عراقيين كان الترحيب بهم كبيرا في السعودية.
لهذا يمكننا القول إن زيارة السيد مقتدى الصدر للسعودية تأتي في سياق نهج عراقي طالما نادى بها الساسة في العراق بضرورة التواصل مع الرياض التي ظلت(متعنته) في إقامة هذه العلاقات وبالتالي يمكننا القول إن السعودية الآن تختلف أو تبدو هكذا .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن