الاوائل في الفلسفة والعلوم (3)

داود السلمان
dawdbagad@yahoo.com

2017 / 7 / 29


مبدأ العلة الكافية
أول من صاغ هذا المبدأ الفيلسوف الالماني غوتفريد لايبنتس (١٦٤٦١٧١٦). (عبد الرحمن بدوي، مدخل جديد الى الفلسفة ص159).
ومبدأ العلة الكافية "مبدأ عام في المنطق بمقتضاه لا تُعد القضية صادقة إلا إذا كان يمكن صياغة العلة الكافية بالنسبة لها، فالعلة الكافية قضية أو مجموعة قضايا معروف أنها صادقة، منها يمكن اشتقاق النتيجة منطقياً، ويمكن التدليل على صحة العلة بالتجربة، أو يمكن اشتقاقها من صدق قضايا أُخرى، وهذا المبدأ يُميز ملمحاً جوهرياً للتفكير السليم منطقياً وهو البرهان" (الموسوعة الحرة).
ولد جوتفريد فلهلم ليبنتز في 3 يوليو من عام 1646م من أسرة اشتهر الكثير من أفرادها بالميول العقلية لاسيما في ميدان القانون، وقد توفى أبوه وهو في السادسة من عمره، وحرصت أمه على أنْ تنشئه تنشئة بروتستانتية، وعُرف عن ليبتنز في صباه بأنه طفلاً معجزة لتمتعه بذكاء غير عاد.
قبل انتهاء دراسة الفلسفية تحول إلى دراسة القانون، وأخذ في الوقت ذاته يدرس الرياضيات، فألف في عام 1666م كتاب "الفن الجامع"، ولفت هذا الكتاب أنظار بعض الأوساط العلمية خارج مدينته إليه، وحينما تقدم إلى جامعة "آلتدورف" للحصول على درجة الدكتوراه في القانون في نفس العام وهو 1666م، كان بحثه ممتازًا لدرجة أنه تلقى وهو في هذه السن المبكرة عرضًا للأستاذية في نفس الجامعة، لكنه رفض العرض معتذراً بأن "لديه أشياء أخرى في باله".
كان أتجاه ليبنتز النادر إلى المطالعة والبحث في كل أنواع المعارف أيًا كان نوعها هو ما أدى إلى اتساع نطاق معارفه إلى حد مذهل أحاط شخصيته أثناء حياته وبعد مماته بهالة أسطورية، تمثل فيها مفكرًا وعالمًا تتحدى عبقريته كل التصنيفات والتقسيمات الشائعة.
إن النظرة السائدة عند معظم مؤرخي الفلسفة الذين تناولوا فلسفته بالدراسة والنقد حتى أواخر القرن التاسع عشر هي أنّ فلسفته يغلب عليها الطابع الرياضي؛ فحكموا عليه بأنه عالم رياضي أكثر منه فيلسوفًا، غير أنّ في القرن العشرين قد تغيرت هذه الفكرة تمامًا، وذلك بفضل ما نشره "لويس كوتوراه" من مخطوطات لم يسبق نشرها من قبل، وبفضل ما أوضحه "برتراند راسل" من آراء حوله وذلك في كتابه "عرض نقدي لفلسفة ليبنتز"، فأصبح الرأي السائد في النصف الأول من القرن العشرين هو أنه فيلسوفًا أكثر منه رياضيًا، حيث اختلف مؤرخو ليبنتز بعد ذلك، ففريق يرى أنه ميتافيزيقيًا يقوم مذهبه على أسس ميتافيزيقية خالصة كفكرة الجوهر أو الوحدة العنصرية البسيطة، والبعض الآخر يرى عكس هذا.
ليبنتز قسم مبدأ العلية الكافية الى ثلاثة اقسام:
1- العلة الكافية للوجود.
2- العلة الكافية للحدوث.
3- العلة الكافية للحقيقة.
ويقول ليبنتز: "لا يحدث شيء دون علة كافية، أعني أنه لا يحدث شيء دون أن يكون في وسع من يعرف الاشياء أن يبين السبب الكافي لكونه هكذا وليس على نحو آخر". (بدوي، المصدر السابق ص160).



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن