الابداع جمعي ..!

ميشيل زهرة
michaelzahra38@gmail.com

2017 / 7 / 17

أعتقد أن العقل المبدع ليس فردا ..هو جماعي بالعلاقة ، و التفاعل .. فما قيمة الفرد المبدع إن لم تكن له حاضنة تتلقى الوعي و تخصبه ، في علاقة جدلية ما بين ملقي و متلقي ..؟
الحاضنة تحفّز وعيه ، تؤسطره ..تعبئه في الوعي العميق لها ، و تشحنه بطاقة الخلق الجديد للفكرة حتى يصبح رمزا يشحن الجماعة بالطاقة في المنعطفات الكبرى الخطرة ، كما يحدث في هذه المرحلة من تاريخ المنطقة ..!
الجماعة في محيطنا موجودة لكنها ملغاة ، وذائبة في الشخصية الفردية المطلقة للأمير ، أو الشيخ ، أو سواه .! ذائبة في شيخ القبيلة المنشيء الأول لمنظومة التجمع ، في ظاهرة تراتبية ، ( رتلية ) يتقدمها ( الكبش الأعظم ) و يسيطر عليها سيطرة المخدّر في غرف العمليات . وبما أن عقلية الذوبان ، و التماهي ، في الفرد المطلق ، هي السائدة : (الكلي ، الأدنى ، في الجزئي الأعلى .! )، نشأت أسطرة الفرد المطلق وتعظيمه ، والهيمان في حضرته الجليلة . لذلك تراجعت الشخصية الفردية الخلاقة ، . فهل هناك مساحة للفرد العادي أن يتحرك خارج مساحة قدس الأمير القبلي الأعلى ..؟؟
و بما أن الجماعة الزائبة في الأنا ( الأعلى ) للأمير ( السامي ) فقد اضمحلت الشخصية الفردية ، الإيجابية الخلاقة ، في حضرة الأمير المطلق الذي تخضع له جميع رقاب الجماعة التي تحارب ، و تغتال كل من يخرج عن الحالة القطيعية للجماعة الراكعة للأمير الأعلى .! تقدمت هذه الشخصية الاجتماعية المغتالة الوعي بسبب هيمانها في الفرد الأعلى . لتلغي الحضور الفردي ، أو تكبته ، فيتحول نكوصا إلى ذاته العميقة ، مشكلا شخصية سلبية حالمة ، او زاهدة ، او مريضة بالقلق ، و الاكتئاب ، و الفصام ، و غير ذلك من أمراض اجتماعية نفسية تهدم الزمن في وعي الجماعات و الأفراد معا .
لكن هذا لا يعني عدم ظهور افراد متفوقين ، خرجوا من شرنقة ذاكرة الجماعة ، و أثروا فيها ، رغم المعاناة ، و الألم المرعب الذي يعانيه المتمرد على القطيع ، و بالتالي على الأمير المطلق .
و هذا يحصل ، عادة ، من خلال تأثيرات ، و تأثرات بعقل خصيب خارج مساحة الجماعة العاقرة الوعي .
هذه الشخصية المتمردة ، و المُخصبة ، تعود إلى الجماعة لمحاولة إخصابها من جديد رغم المعاناة مع أمراض رحم الوعي المتلقي للخصوبة .!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن