-حذفتم- لينين فعلام تستشهدون به الآن؟

طلال الربيعي
talalalrubaie@hotmail.com

2017 / 6 / 29

كتب الزميل العزيز اسو كرمياني مقالا بعنوان
"الديقراطيون لا يتنكرون لحق الشعوب في تقرير مصيرها، بما فيه الاستقلال كدولة فما بال الماركسيين"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=563731
وبسبب طول تعليقي بعض الشئ ارتأيت نشره كمقال قصير.
-----------------
ان الكاتب المحترم و الحزب الشيوعي الكردستاني العراق الذي يمثل الكاتب وجهة نظره يتذكران الآن فقط لينين للأستشهاد به. فيبدو ان البعض يتسلق على اكتاف لينين متى ما وائمه الامر, ومن ثم يركله الى الارض بعدها عند انتفاء الحاجة اليه ويمرغه في الوحل وبعتبره عقبة كأداء ينبغي التخلص منها, كما اعلن الحزب الشيوعي العراقي ذلك في مؤتمره الذي سماه مؤتمر الديمقراطية والتجديد في عام 1993 ومصادقته على تشكيل الحزب الشيوعي الكردستاني ـ العراق.

وهناك حاجة ماسة الى التذكير بضرورة احترام لينين وذكراه باقصى قدر وعدم التعامل النفعي الضيق والمصلحي مع افكاره وبانتقائية سمجة. انها بداية سيئة تماما لمن يستشهد الآن بلينين لتعزيز قضيته بشكل تعسفي فظ. لقد تخلى الحزب الشيوعي العراقي عن لينين بحجة, كما يقول احد قادة الحزب الشيوعي العراقي السابقين جاسم الحلوائي:
"على الصعيد الأيديولوجي، لم تعد مرجعية الحزب الشيوعي العراقي وهويته الفكرية محصورة بالماركسية ـ اللينينية، فقد بات يسترشد (كما تشير وثائق المؤتمر الخامس، ص 100) بالماركسية، مستفيداً من سائر التراث الإنساني الاشتراكي و مستلهماً كل ما هو تقدمي في حضارة شعوب وادي الرافدين والرصيد النضالي لتاريخ شعبنا العراقي...الخ. وحذفت اللينينية"
مؤتمر الديمقراطية والتجديد (1993) منعطف مصيري في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=155690

يا زميلي العزيز انتم حذفتم لينين او اللينينية منذ عام 1993 لانكم زعمتم انكم تريدون الديمقراطية ومراعاة روح العصر! ولكنكم تستشهدون بلينين الآن لتبرير انفصال كردستان! اليس هذا تناقضا ونفاقا وامرا معيبا كل العيب بالنسبة لكم؟
ثم ما علاقة القوى الرجعية والاقطاعية في كردستان من برزاني وغيره بلينين وبالديمقراطية؟ ان موضوعة الاستقلال تهدف هنا اساسا لحرف الانظار عن الصراع الطبقي الذي يجعل الاغلبية الكبرى من شعب كردستان بدون رواتب وتعاني من البطالة والفقر في حين تتنعم الطبقة الاقطاعية برفاه خرافي وتسيئ استخدام الاموال العامة وتخرق القواعد الديمقراطية, وهي تستحق بذلك اشد العقوبات الجنائية. واي استشهاد بلينين او بغيره سوف لن يغير من هذه الحقائق قيد شعرة.

اذن اتركوا لينين لشأنه ولا تزاودوا بلينين ولا تفتحوا فمكم ابدا بالاستشهاد به لانكم ستسيؤون ليس الى لينين وذكراه فقط, بل وايضا الى الملايين من الناس في ارجاء المعمورة الذين لم يحذفوا لينين ولا زالوا, على عكسكم, يعتبرونه رائد الديمقراطية الحقيقية.

فلا تهينوا لينين وتوقفوا عن لعب لعبتكم السمجة والمقززة! فلا احد سيصدقكم بانكم تسيرون الآن على هدى لينين!

وبخصوص الانفصال ايضا, ان الدستور العراقي والذي وافقت القوى الكردية عليه هي الاخرى ينص على ان العراق دولة اتحادية. الانفصال سيخالف الدستور الحالي وعند حدوثه من طرف واحدة سوف لا تعترف المحكمة الدستورية او الاتحادية به فتصبح دولة كردستان المنشودة حالها حال دويلة شمال قبرص او اسوء, دويلة ضعيفة ومعزولة عالميا وفاشلة.
يقول دستور العراق
"الباب الاول
المبادئ الاساسية
المادة (1):
جمهورية العراق دولةٌ اتحادية واحدة مستقلةٌ ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوريٌ نيابيٌ (برلماني) ديمقراطيٌ وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق"
تقول المادة (13):
"اولاً :ـ يُعدُ هذا الدستور القانون الاسمى والاعلى في العراق، ويكون ملزماً في انحائه كافة، وبدون استثناء.
ثانياً :ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع هذا الدستور، ويُعد باطلاً كل نصٍ يرد في دساتير الاقاليم، او أي نصٍ قانونيٍ آخر يتعارض معه."
سادساً :
أ ـ مساءلة رئيس الجمهورية بناءً على طلبٍ مسبب، بالاغلبية المطلقة لعدد اعضاء مجلس النواب.
ب ـ اعفاء رئيس الجمهورية، بالاغلبية المطلقة لعدد اعضاء مجلس النواب، بعد ادانته من المحكمة الاتحادية العليا، في احدى الحالات الآتية:
1ـ الحنث في اليمين الدستورية.
2ـ انتهاك الدستور.
3ـ الخيانة العظمى
http://www.cabinet.iq/PageViewer.aspx?id=2

اذن ما معنى وجود فؤاد معصوم رئيسا للدولة, الذي يشغل منصبه كنتيجة محاصصة طائفية واثنية؟ واذا كان هناك نية للاستقلال يتفق معها معصوم وحزبه, فلماذا لا يعلن معصوم استقالته؟ ان واجب معصوم دستوريا هو ضمان الدستور الذي ينص على وحدة العراق, وهذا ايضا ينطبق على كل النواب الاكراد في البرلمان العراقي الذين اقسموا على مراعاة الدستور فقبضوا بذلك, حالهم حال كل البرلمانيين, مبالغا طائلة تعود للشعب العراقي اضافة الى امتيازات اخرى فاحشة, فمعصوم مثلا عين بناته عنده كمستشارات. وفي حالة الحنث بالدستور يترتب على كل هؤلاء اعادة مجموع رواتبهم واموال امتيازاتهم الى الدولة لانهم لم يكونوا سحيصلوا على هذه الرواتب والامتيازات الا من خلال قسم حنثوا به بعدها وهم لا زالوا في وظائفهم. ان الحنث باليمين من قبل معصوم والنواب الاكراد ستترتب عليه تداعيات اخرى هائلة, بعضها جنائية, مما قد يعني قضائهم سنوات خلف القصبان.

وعند الانفصال , قد تغلق الدول المجاورة الاجواء والحدود البرية مع كردستان, كما حدث مع قطر الآن من قبل الدول المجاورة. فكيف ستعيش كردستان وشعبها عندئذ وبتوقف بغداد عن تزويدها بالاموال؟ فهي لا تستطيع دفع رواتب موظفيها الآن, فما الذي سيحصل عند الاستقلال؟

ان من يدعو الى الاستفتاء هو البرزاني وهو رئيس منتهي الصلاحية وبالتالي فقراراته بموجب دستور كردستان نفسه غير دستورية وهي ايضا غير ديمقراطية. يضاف الى ذلك ان البرلمان والحياة الدستورية في كردستان العراق مشلولة بالكامل.

ان مقال الزميل اسو كرمياني كلمة حق يراد بها باطل. فعلى الشيوعيين والديمقراطيين الحقيقيين في العراق كنس سلطة المنطقة الخصراء وتأسيس دولة ديمقراطية علمانية يعامل فيها العراقيون كلهم سواسية كاسنان المشط. هذا هو هدف الديمقراطيين والماركسيين العراقيين الآن لا غير!



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن