إيران: الحرب والنساء

عطا درغام
atta_dorgham@yahoo.com

2017 / 6 / 27

من خلال المعايشة والمتابعة وقراءة الواقع يروي الكاتب الجزائري "خالد عمر بن قفة" في كتابه "إيران: الحرب والنساء" أحداث إيران من الداخل وقت الحرب والسلم مركزًا علي المواقف المختلفة للقيادات الإيرانية ، والإشارات والإيحاءات لمساندة العراق. ويحلل موقع المرأة داخل المجتمع الإيراني ومساهمتها في أنشطة الحياة المختلفة، وموقفها من زواج المتعة ، وهو قضية مثارة علي مستوي النص، وتكاد تكون غير مطبقة علي مستوي الواقع.
"إيران.. الحرب والنساء" يكشف عن الوجه الآخر لأحد الأجنحة الرئيسية للأمة الإسلامية، قبولًا أو رفضًا ، إعجابًا أو استهجانًا ، ما نزال نجهل عنها الكثير رغم الصخب الإعلامي الذي تحدده توجهات السياسة.
ويذكر الكاتب في مقدمته أنه واجهته مشكلات متعددة ، حين تكلم عن "إيران" بكل صدق ولم يبخس أفعالها علي المستوي المجتمعي، فاتُهم بالولاء، وأحيانًا بالتشيع، ووُضع في خانة الذين يقدمون إلي المجتمع أفكارًا لا تتطابق مع تراثه الحضاري والثقافي، ويلمس العذر في الاتهام الأخير خاصة ؛لأنه تكلم عن "زواج المتعة" من منطلق إعلامي دون التعمق في الجانب الفقهي.
ويضيف أنه يحب البحث عن الحق ، وما كاد له من الناحية الإعلامية إلا التأكد من ذلك ميدانيًا، فكان كتابه الذي لا يحمل مدحًا ولا ذمًا للإيرانيين ولا حتي لغيرهم، وإنما يتكلم عن جانب من حرب الخليج الثانية ، وفي تصوره أن الصحافة العربية لم توله اهتمامًا ،وربما لأن الجانب الإيراني لم يساهم في تلك الحرب.
ولم يكن اهتمامه بإيران يخصه وحده، ولكنه كان توجهًا عامًا للمجلة التي كان يعمل محررًا بها ( مجلة الوحدة)، ذلك لأن الحس الإعلامي سيطر علي إدارتها .
يحتوي الكتاب علي أربعة فصول ، ففي الأول منها ، وهو بعنوان" الطريق إلي إيران" تناول فيه رحلته الأولي إلي إيران وخلفياتها من خلال "رفض الجهاد المقدس" ، وأبرز العلاقة التاريخية بين الإيرانيين والجزائرين علي عدة مستويات، وأتبع ذلك بالكلام عن خروج النساء الإيرانيات عن الضبط الاجتماعي في جنيف.
ويذكر الكاتب في هذا الفصل أن جميع القضايا الخاصة قد تداخلت بالقضايا العامة ، ولم يستطع الفصل بينها ، كما يذكر أنه لم يتمكن من إلغاء إعجابه الكبير بالمواقف المتناقضة والمختلفة بين مختلف طبقات وفئات الشعب الإيراني.
يركز الفصل الثاني من الكتاب وجاء بعنوان ( حرب الخليح) ،ويبين الكاتب فيه موقف الشارع الإيراني من حرب الخليح والصراع بين جماعة الخميني وبين جماعة الرئيس رفسنجاني، كما يتحدث عن المساعدات الإيرانية للعراق ، وعن الخسائر التي تكبدتها قوات التحالف في الأيام الأولي للحرب ، وينتهي بالموقف العلني والصريح لوزير الداخلية الأسبق والنائب البرلماني –آنذاك-"علي أكبر محتشمي".
ويتطرق الفصل الثالث بشكل واضح للتركيز علي المراة الإيرانية وزواج المتعة، وعلي العلاقات داخل المجتمع الإيراني بين الرجال والنساء وأماكن تواجد المراة ، ويتابع وضعية الحجاب وينتهي إلي مسألة زواج المتعة والنقاشات التي دارت حولها.
يتحدث الفصل الرابع والأخير عن القضية الفلسطينية من خلال المؤتمر الذي عقد في اكتوبر 1991 لدعم الانتفاضة الفلسطينية وشاركت فيه عدة وفود ، وانتهي إلي توصيات لكن كاد أن ينفجر أكثر من مرة لولا حنكة وصبر بعض المسئولين الإيرانيين.




https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن