بين عفاريت عدلي علام وعفاريت مولانا الشيخ

جاسم محمد كاظم

2017 / 6 / 17

في منتصف العقد لتسعيني ظهر في مدينتا شيخ يدعي معرفة العفاريت والطناطل وتحضير الجن إضافة إلى كشف المستور من الغيب ومعالجة الإمراض .
وحقق الشيخ في غضون شهر واحد شهرة فائقة تمثلت بمرآته السحرية ذات القدرة الفائقة على اكتشاف وتحديد إحداثيات الأشياء البعيدة بدقة متناهية تفوق قوة الرادارات المتقدمة وتخلد أسمة كنبي لا يدانيه احد في كشف المستور .
وأصبح بيت الشيخ مرتعا لكل من تعرض إلى عملية سطو أو سرقة سيارته أثناء الليل وبين ليلة وضحاها تخلد أسمة كنبي قادر على كل الأشياء . .
وشاءت الصدف أن التقية يوما ما فجذبني الفضول بسؤاله:_
هل يستطيع رؤية الأشباح والجن حقا ؟
وهل لهذه الأسماء من وجود فعلي في ارض الواقع ؟
ولأني بصراحة لا أؤمن بهذا الأشياء التي ذكرتها الآداب القديمة وجسدت فيما بعد أربابا لأقوام متعددة وكما يقول عنها مارسيا الياد في معتقدات الشعوب وغاتشيف في الوعي والفن بأنها كانت تتطور مع قوى الإنتاج من العفريت غير المرئي حتى التمثال والرب الساكن في السموات المتعالية .
وأجاب الشيخ الذي لم يتجاوز الثلاثين من بنعم.
مثلما يستطيع عدلي علام أو عادل أمام يستطيع رؤية هذه الأشباح بشكل هندسي مجسم ورائع الجمال بشخصية سلا وأبيها كبير العفاريت .
.وحدد لنا موعدا لرؤية الأشباح المخفية بمكان قدسي يمتلئ برائحة البخور ومسك مرآته الكبيرة التي لا تختلف عن مرآة الساحرات في الأفلام وخاصة مرآة زغل صاحبة الزعيم الأزرق وميساء وبلبة في مغامرات سندباد .
ولان الإنسان لم يجد تمثيل حقيقي لهذه الأشياء في ارض الواقع فجسدها أخيرا بشكل فني لذيذ ورائع يحاكي فيه عقلية أولئك القوم في زمانهم بشكل مسلسلات أو رسوم متحركة .
اخبرنا الشيخ بأننا لا يمكننا رؤية هذا المخلوق السحري لأنة محجوب عن الإبصار فلا يستطيع رؤية احد .
وحين ألححت علية عاد فاخبرني بان الأطفال دون سن العاشرة يستطيعون رؤية بكامل قوامة الخلاق .
وفي اليوم الموعود أحضرت ابنتي حنان – داندي – ذات ال5 سنوات وبعد جلسة تحضير أرواح في غرفة مظلمة مليئة برائحة أعمدة البخور الخانق من الدخان كما كان يفعل اليهود حين يقدمون التضحيات على المذبح للرب لان الرب ينزل من سماءه المتعالية ليتجلى حينها بعمود من الدخان .
ردد الشيخ أسماء مضحكة للسمع مثل برغور وشاقول وحرفوش وفرفوش ظن العرب بان هذه الأسماء يهودية الطابع أولا وان كان اليهود أنفسهم يظنون العكس بأنها من اختراع عربي فبقيت هذه الأسماء لغزا محيرا على دارسي التاريخ لتحديد هويتها الحقيقية .
وان سمعنا من أجدادنا الأقدمين بان السحر بقي ممارسة خاصة بطائفة الصابئة لتحضير الجن والعفاريت وقراءة الأشياء غير المرئية .
ومن بين سحب البخور واغمده الدخان المتصاعدة طلبنا رؤية العفريت الذي لا يرى وكلما سألنا الشيخ قال ستراه الطفلة الصغيرة الآن .
ووصفت حنان – داندي - كل من في الغرفة بدقة متناهية حتى أعداد عيدان البخور ألا أنها لم ترى عفريت الشيخ .
ومرت الأيام وانكشف سر الشيخ وعفاريته بأنها خدعة من جهاز الأمن لأجل الدخول إلى أعماق المجتمع من خلال الشيخ وتبين فيما بعد أن السيارات المسروقة كانت بتدبير جهاز الأمن نفسه .
عادل أمام اليوم يعود ليدخل من أبواب الموجة الدينية بمسلسل ربما لا يخلو نقده من مرارة بأنة لا يختلف عن جكايات الفوازير أو مسلسلات الرسوم المتحركة بشخصيات الزعيم الأزرق وميساء الساحرة وربما يريد عادل أمام هذه المرة من تقمص دور سندباد جديد يستطيع ترويض الساحرات والزواج بهن بعدما كان سندباد الحقيقي قد روض وتزوج حوريات الماء والبحار .

////////////////////////////////////
جاسم محمد كاظم



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن