لن يغرق الشهداء أبدا في بحر النسيان...

حسن أحراث
hassanaharrath@yahoo.fr

2017 / 5 / 11

في الذكرى السادسة لرحيل الرفيق عبد الرحيم علول
(مجموعة مراكش 1984)
.


في 12 ماي 2011 فارق الحياة الرفيق العزيز عبد الرحيم علول.. الفقيد/الشهيد الرابع في صفوف مجموعة مراكش 1984 (44 معتقلا سياسيا)، بعد الشهيدين بوبكر الدريدي ومصطفى بلهواري.. والفقيد/الشهيد محمد عباد، كان محكوما بخمس سنوات سجنا نافذا.

لن أجد غير هذه الكلمة البسيطة لأستحضر من خلالها ذكرى رفيق عزيز رحل قبل الأوان، ولأقول بصوت مرتفع "لن تنالوا من ذاكرتنا" رغم الحصار ورغم التشويش. فنحن أقوياء بقوة قضيتنا، قضية شعبنا:

"شهيدان آخران بعد الشهيدين (الدريدي وبلهواري)، عباد وعلول"

مات عبد الرحيم علول في زحمة تخاذلنا؛
وفي فوضى "انشطاراتنا"..
فهل كان يجب أن يموت الآن؟
بعد 20 فبراير..
وفي زمن اللجن والمجالس.. والشعارات والوعود..
ما معنى أن يموت عبد الرحيم الآن؟
أين محترفي التضامن؟ أين مسوقي الوهم؟
مات عبد الرحيم.. "بخرو" بتضامنكم، وتضامنوا مع من لا يحتاج الى تضامنكم..
سقط الكثيرون جراء صمتكم، وسيستمر السقوط في ظل النظام القائم المحمي بصمتكم وتواطئكم..
حمل عبد الرحيم ألمه على كتفه في صمت ولسنين طويلة. وتلك كانت حال رفيقه محمد عباد. سقطا قبل الأوان، وقبل أن ينتبه إليهما "الإنصاف" وأن تعانقهما "الحقيقة"..
وقسرا، سنحمل همنا/ألمنا على أكتافنا حتى حتفنا، وحتى انتصارنا اليوم أو غدا...
إننا نؤدي الرسالة.. إننا نقوم بالواجب النضالي..

شهيدان آخران بعد الشهيدين..
عباد وعلول بعد الدريدي وبلهواري..
أبطال مجموعة مراكش 1984، مجموعة الصمود والتحدي..
قالوا: "لا"، عندما كان قول/فعل "لا" يعني الموت؛
عندما كان قول/فعل "لا" يعني السجن؛
عندما كان قول/فعل "لا" يعني التعذيب؛
وعندما كان قول/فعل "لا" يعني التشريد؛
والآن، تريدون أن نموت أو نخون/نركع..
لا وألف لا، قد نموت، فقط قد نموت. لكن، لن نخون، لن نركع أبدا...
إننا نموت بخيانتكم؛
إننا نموت بتواطئكم؛
إننا نموت بصمتكم؛
إن موت علول قتل لنا جميعا..
إن موت عباد قتل لنا جميعا..
إنه القتل ألف مرة..
إنه الغدر، غدر "الرفاق" وغدر "الأصدقاء" وغدر الأعداء... وغدر/ظلم "الرفاق/الأصدقاء" لأشد مضاضة من غدر الأعداء (كما قال الشاعر عن حق، بتصرف)...
إنه الإجرام، إجرام النظام وإجرام حواري النظام وخدام النظام...
ورغم ذلك، سنصمد، سنقاوم.. ولن نخون.. لن نركع، لن نستسلم...
وإذا قتلنا، سيصمد رفاقنا حتى تزهر شجرة شعبنا.. فلن يغرق الشهداء أبدا في بحر النسيان. ومن لم يخلص لعهد رفيقه/رفاقه لن يخلص لقضية ولا لشعب ولا حتى لنفسه...

* إضافة 1: تحية لعائلة الفقيد/الشهيد عبد الرحيم بهذه المناسبة/الذكرى..، وخاصة رفيقته المخلصة ونجليه الكريمين...
* إضافة 2: الكلمة منشورة بكتاب "مجموعة مراكش.. تجربة اعتقال قاسية" (2012) لمؤلفه حسن أحراث، (بتصرف).



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن