الجهاد في سبيل الله............. كلام فارغ

فارس الكيخوه
faresalkehwa20@yahoo.com

2017 / 5 / 10

الله محبة ..قاعدة ذهبية،صالحة لكل زمان ومكان..بين الخالق والمؤمن ،لا علاقة أقوى من المحبة . ولا إيمان بالله إلا وهو من نابع من الداخل ،فالله خلق البشر ليكونوا أحرارا وذي عقول واختيار.عارفين الخير من الشر.محبين البعض للبعض بغض النظر عن اللون والعقيدة...أخلاقهم و وجدانهم وأعمالهم الصالحة النابعة من الذات،هي رابطة التواصل مع الخالق ،فعلاقتنا العمودية هي نفسها الذي يدعو الخالق إلى أن تكون أفقية اولا.لان لا محبة لله بدون محبة الإنسان لأخيه الإنسان أولا... تذكر.." اعمل للآخرين كما تحب ان يعملوا لك" ،قاعدة ذهبية اخرى صالحة لكل زمان ومكان .
إذن لماذا يحتاج الله إلى القتل وسفك الدماء وإهدار قدرات البشر من أجله؟ هل الله ،يبتهج بنشر الدمار وذبح البشر لأخيه البشر من أجله ؟ هل الله فعلا متعطش للدماء ؟ الم يخلقه على صورته؟ هل الله عاجز فعلا بجعل الإنسان يحبه ويؤمن به بدون سفك دمه ؟ وما الغاية في ذلك الحب والإيمان وخشية الخالق ،والثمن دماء الأبرياء وهو خالقهم ! ما الحكمة في ذلك ؟
اسئلة كثيرة ،ومحيرة ،فالله الخالق في القرآن هو أيضا محب لازهاق ارواح اناس ابرياء لا ذنب لهم، لا بل في بعض الأحداث ينزل الملائكة للذبح وتقطيع الأجساد.وفي بعضها يكونوا​ هم السبب في الطرد والذبح ،كما في بني النضير وبني قريظة...,والقتل ايضا يعني تنحي الرحمة والضمير والوجدان جانبا ،وتغلب صفة القسوة والهمجية في قلب الإنسان لأخيه الإنسان .اليس القتل الا في سبيل نفس الله ،الله الرحمن الرحيم ؟ الله العادل المحب ؟ فالمعادلة تحتاج إلى استنتاج !
يقولون " السلام يخلق ابطال فقط .والحرب تخلق ابطال قليلين وسفاحين ولصوص كثيرين " .والمسيح يقول " طوبى لصانعي السلام،لأنهم أبناء الله يدعون " ،والقرآن أيضا يقول " وان احييت نفسا،فكانما احييت الناس جميعا ".......فالله دائما وابدا يحب السلام ومن يدعو له.لان السلام من عطاياه الكثيرة للبشر….
***الجهاد في سبيل الله ، بمعناه البسيط الذي يفهمه الجميع.هو القتال في سبيل الله ، إذن هناك مقاتلين وقتال ،وغاية من القتال ! والجهاد حلل بعد خروج محمد من مكة إلى المدينة مباشرة..ففي مكة كان الجهاد في سنوات سبات ، لأن المعادلة لم تكن متوازنة ….
ولكن ما الغاية في دفع المقاتلين للقتال في سبيل الله ؟ وما هي علاقة الله من هذا القتال ؟ وهل السيف فعلا هو الوسيلة للوصول إلى الغاية ؟ العملية صراحة،لا تحتاج الى تمعن كثير.انه بالحرف الواحد الجهاد في سبيل محمد !ولكن كان لابد لمحمد من ربط الجهاد بالله ،لتخويف ودفع المقاتلين للقتال ،فأما الغنيمة الأرضية ،بعد القتل وسفك الدماء وانتهاك الأعراض وسبي النساء والأطفال والاستيلاء على الغنائم باشكالها وانواعها.أو الغنيمة السماوية .وهنا حدث ولا حرج ،فالسفاح يصبح شهيدا وتبتهج السماء وتمطره بوابل من حور العين ،لا وبل يستطيع أن يشفع 70 من أهل بيته ،فأين يا ناس عدالة الله في ذلك ؟ ماذا لو ان بعض من هؤلاء السبعين مثلا أناس أشرار أو نصابين أو منافقين أو بلا رحمة وشفقة وبلا ضمير ووجدان وووووووو ؟
ولو كان هذا الجهاد دفاعا عن الأرض والعرض ،لكان مفهوما، لا وحتى واجب أخلاقي وبديهي قبل كل شي ،وهذا ايضا لا يحتاج إلى تشريع أو دين سماوي ليحلل ذلك، فحتى الفلاح الصيني في قرية نائية يعرف حق المعرفة ذلك ،،ولكن كما هو معروف فإن معظم قتال المسلمين (غزوات وسطوات وسرايا ) كانت خارج المدينة...
**فبعد فشل الدين الروحي في مكة ،لفشله تحدي قريش له وإقناعهم بأن قرآنه من الوحي،وارتداد عبدالله بن أبي السرح(من كتاب الوحي) كان أيضا لعدم إيمانه بأن القرآن من الوحي فأهدر محمد دمه ...رغم الآيات ال86 ومحاولات محمد بكل الطرق حتى بتهديد قريش بإنزال العذاب والنار وحتى إسقاط السماء على رؤوسهم..كانت الحصيلة متواضعة ،فبعد 13 سنة .هاجر إلى المدينة مع عشرات من المؤمنين برسالته..ولكن لتبدأ بعدها صفحة جديدة وهي الدين السياسي وليحلل الجهاد على قريش والمشركين والكفار وحتى أهل الكتاب رغم امتداحهم لهم أول الأمر! والعامل المشترك لكل هؤلاء ،هو فقط وأقول مرة أخرى،هو فقط، عدم إيمانهم برسالته..فهل هذه رسالة الله لخاتم الأنبياء ؟ قطع الأعناق وهتك الأعراض ؟ سبايا وعبيد واطفال ومذابح وغنائم ؟ اين رحمتي في الدنيا وسعت كل شي ؟ اين نجد بالضبط كل شي ؟ هل سمعتم برحمة بعد الذبح ؟ خالفوك في الدين والعقيدة …….مهلا ، ولنكن منصفين اكثر هنا،خالفتهم انت بالدين والعقيدة ،وانت القائل لكم دينكم ولي ديني ،فكان الجهاد ضد الجميع وحتى لكل من يقول نعم لله ولكن لا لمحمد ،أشهد أن لا إله إلا الله ….أليس هذا كافيا ؟ فإذا كان هؤلاء يعرفون الله قبل محمد ،لماذا الجهاد ضدهم الآن ؟
هل في سبيل أن تكون كلمة الله هي العليا ؟ وهل الله يناقض نفسه كل مرة ؟ وهل الله في مكة هو غير الله في المدينة ؟
أين ،من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر...ولا إكراه في الدين...
***** الله الخالق هو ،هو ،شريعته الاخلاق والضمير والمحبة للآخر، يبارك الجميع لأنه محب للجميع ،وتذكر "ليست الشجاعة أن تحمل سيفا بل ضميرا" فالله يبتهج للسلام لا للحرب... ….وكل من يدعو من الأديان كافة، لقتل الآخر في سبيل الله الخالق فهو باطل وزائف….
والمسمى "الجهاد في سبيل الله"...………..كلام فارغ .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن