وحدة العراق و حق تقرير مصير الشعب الكوردي

صباح محمد امين
sabah195695@yahoo.com

2017 / 4 / 25

لعل أدق وصف بخصوص الدولة العراقية المصطنعة التي اقامها الإنكليز بهذا الشكل الفسيفسائي الغريب هو ما قاله ملك لدولة العراق هو الملك فيصل
( أقول وقلبي ملآن أسىً… إنه في اعتقادي لا يوجد في العراق شعب عراقي بعد، بل توجد تكتلات بشرية خيالية، خالية من أي فكرة وطنية، متشبعة بتقاليد وأباطيل دينية، لا تجمع بينهم جامعة، سمّاعون للسوء ميالون للفوضى، مستعدون دائماً للانتفاض على أي حكومة كانت، )، (انتهى الاقتباس)

البلاد العراقية هي جملة من البلدان التي ينقصها أهم عنصر من عناصر الحياة الاجتماعية ذلك هو الوحدة الفكرية والمالية والدينية وسبب نقصان او استحالة وحدة العراق هو العراق كيان مصطنع أسسها البريطانيون 1921 ببنيان يضمن مصالح بريطانيا ويغبن مصلحة ومستقبل الشعوب العراقية وسببت العنف المتصاعد والمتمثل بالثورات الإحتجاجات مابين الطوائف الدينية وما بين القوميتين العربية والكوردية ،اضافة الى سياسة الأنظمة المتعاقبة والحالية في الحكم على مقدرات الشعب الكوردي بعدم تحديد القضية الكوردية ولم تحاول إظهار أي تعاطف أو شفافية تجاهها ، بل سعت وتسعى الى منح جزء من حقوق الشعب الكوردي وبشرط ضمن الوحدة العراقية .. فبالنسبة لحكومة المهيمنة الحالية قد لا تتوانى في يوم من الايام أن تُجهض هذا الجزء من الحق ،لان التاريخ السياسي الكردي كان ضحية الوعود الكادبة والمفترية ،فعلى وجوب التذكير اجهاض الحكم الذاتي من قِبل حكومة البعث له بكل السبل وباقسى العمليات سواء بأنفلة خمسة الألف من قرى وقصبات الكوردية ، أو قيامها بعمليات الإبادة بالاسلحة والسموم الكيماوية ، او بحملتها التعريبية في المناطق والمدن المذكورة والمعروفة للملأ ، وتلك المناطق أقسمت الحكومة العراقية الحالية بدستورها ضمن المادة 140 على القيام بحلها وارجاع الحقوق لمنصتها، غير انها تماطلت واحنثت بالقسم ،
هذه وتلك هي الحكومات العراقية المهيمنة التي جنحت وتجنح الأثم تجاه فلنقل الإنسانية ولا نسميها القضية الكوردية ،
الأنظمة المهيمنة في كل مراحلها لم تميل الى التفاوض مع القيادات الكوردية الوطنية الا عندما يشعرون أن وضعهم العسكري أضعف من أن يخاطروا بمزيد من المصادمات مع المقاتلين الكورد ، وهذا النوع من المفاوضات لا يشير بأي حال من الأحوال الى رغبة صادقة لحل القضية الكوردية سلماً بل مثلت إجراءً تكتيكا غرضه كسب الوقت ليس الا ( كما هي الحال اليوم حيث يدلون بتصريحات لا تؤيد الاستفتاء بتقرير مصير الشعب الكوردي ، اما بقولهم بان الوقت غير مناسب ، او بلجؤهم الى التباكي على وحدة العراق ) هذه الوحدة الجميلة المنطق لكنها ملطخة بالدماء والمنزوعة لحقوق الانسان ، أو بادعائهم بإحدى التهم الجاهزة على ان الكورد انفصاليون وشوفينيون او عملاء للاسرائيل
وهذا التراكم التاريخي الماساوي جعل الكورد يحملون في ذاكرتهم صورة قاتمة عن الأنظمة والجهات لنكرانها وللاستخفافها ولمحاربتها بتطلعاتهم وبحقوقهم
سؤالٌ لابد من طرحه هنا على الجهات المناوئة لحق مصير الشعب الكردي :
هل من هناك إمكانية لتكوين دولة وحكومة افلاطونية تستطيع ان تعم العدالة والحقوق للأفراد بشكل تذوب فيها كل الخلافات والاحقاد والتي تكمن وتنمو بشكل سرطاني والتي تنهش الجسد العراقي ؟
من الممكن الإجابة على هذا السؤال ، وبإقرار الجميع ... انه مستحيل ! طالما ان العراق فسيفساء قبورها وغراب تحوم في أرضها وسماءها
ان المستقبل الفعلي للعرب والكورد في العراق يكمن في كيانين منفردين متكافئين يحترم أحدهما الاخر ، ونشير الى حقيقة يدركها حتى غير السياسي ،، ان كيانان مستقلان اقتصاديا وسياسيا أفضل من أتحاد لا يرضى الطرفين وأفضل بكثير من اتحاد ملطخ بالدماء أو ارتباط آخر غير مأمون العواقب
فإقامة دولة كوردية على تربة أقليم كوردستان العراق لايؤدي قطعا الى تفكيك العراق بل يتم تصحيح الخطأ التاريخي الذي رافق تأسيس الدولة العراقية لذلك مهما حاول البعض من تجميل الوحدة العراقية فان العراق سيتفكك عاجلاً أو آجلاً فمن المستحيل ان يستمر الخطأ الى الأبد ،وفِي الوقت نفسه لانه سيحقق مصلحة عربية ومصلحة كردية وسيحقق للجميع أمالهم وتطلعاتهم ، فإعادة الحق الى أهله يزيل من أجواء الخوف والكراهية بين شعوب المنطقة ، فالشعب الكوردي كبقية الشعوب له الحق في الاستقلال بالكامل ، ومن جانب اخر يخطأ من يصور ان كورد في كوردستان العراق يطالبون بالاستقلال علو انه صراع بين القومية العربية والكوردية ، أو لان الكورد عانوا من الأنظمة العراقية القمعية فحسب
بل انه يتعلق بحق طبيعي للأمة الكوردية ، حتى ولو سادت الديمقراطية في العراق ودول الشرق الأوسط كافة ، كما انه يَصْب في خدمة العرب وشعوب المنطقة جمعاء ، فالحل الحضاري للقضية الكوردية يتم بالاستفتاء لضمان حق تقرير المصير والذي هو خير للعراق وللأمة العربية والدول المجاورة ، لانه سيمكن عرب العراق وكرد العراق من فتح صفحة جديدة تقوم على علاقات حسن الجوار والمصالح المتبادلة ، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ، إضافة الى ان العلاقات مع دول الجوار الكردستاني ستكون قائمة على نفس الأسس والمقومات الدبلوماسية .
فالكورد لايخطأون اذا أعلنوا دولتهم ، ولكن يخطئون اذا لم يعلنوها وإلا أصبحوا خارج التاريخ يعدم إمكانيتهم للإدارة علاقات دبلوماسية مع دول العالم ويحجب صدى السياسة الكوردية عن وصولها للقوى العظمى لكونهم لايمتلكون استقلالهم على وطنهم كوردستان ، وكذلك غير مالكة ( للروليتكا النفطية ) [ رولتيكا النفطية هذه الطاولة تلعب الدولة الاقتصادية الكبيرة فقط، اما الصغيرة فتقف وتتطلع من بعيد متعاطفة مع الطرف او ذاك منطلقة من مصالحها الذاتية ، كل ذلك اللعب بمقدراتنا ووجودنا اليوم يرفضه المواطن الكوردي ولا يقبل بالخنوع والخضوع ، فله الدور المشرف في محاربته وتصديه للارهاب والظلم وينتظر بفارغ الصبر ( الحنجرة الذهبية ) الذي يعلن على الملئ إعلان دولة كوردية بعد طول الانتظار .... حق مشروع



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن