من الاليزيه إلى قرطاج

جميل فتحي الهمامي
jim.hm87@gmail.com

2017 / 4 / 24

عندما هاجمت مرشحة اليمين المتطرف للانتخابات الرئاسية الفرنسية مارين لوبن بشدة مرشح الوسط ايمانويل ماكرون قالت بأنه سيعطى "اندفاعه للنزعة الإسلامية" فى حال وصوله إلى السلطة وذلك خلال تجمع فى بيربينيان جنوب غرب فرنسا أمام 1500 من انصارها.
ومستهدفة المرشح الذى تصنفه استطلاعات الرأى خصمها الرئيسى قالت لوبن: "من الأهمية بمكان أن يدرك الفرنسيون أنه فى حال انتخب لسوء الحظ رئيسا، فان ماكرون سيسرع أكثر وتيرة غرق المجتمع الفرنسى فى انحراف التعددية الثقافية".
وتساءلت لوبن عن وجود مسئول محلى فى صفوف حركة "إلى الأمام" بزعامة وزير الاقتصاد السابق فى الحكومة الاشتراكية معروف بصلته بالتيار الإسلامي.
و قالت أيضا : "لماذا يرفض ماكرون إبعاد هذا الشخص من حركته ؟ لأنه يخضع لضغوط تمارسها مجموعة تناهض كره الإسلام فى فرنسا واصفة خصمها بأنه "بدون مبادئ".
اعتقد جيّدا أنّ لوبن لم تغيّر من الواجهة السياسية لحزبها طيلة السنوات المنقضية بعد الهزيمة النكراء التي تعرّضت لها امام هولاند. هذا التجذّر في الموقف لن يدفع بها إلى الامام بحسب رأي الخبراء. في المقابل يحظى ماكرون بدعم فئة كبيرة من الشباب و رجال المال و الاعمال وهو ما يجعله الاوفر حظّا في الدورة الاخيرة.
ستنعكس هذه المواجهة السياسية و الانتخابية بلا ادنى شكّ على الواقع السياسي التونسي لاعتبارات عديدة منها التاريخي و السياسي و الاقتصادي. سيدفع فوز ماكرون الكثير من التونسيين إلى اعتماد الانتخاب الموازي على طريقة السلع الموازية بمعنى أنّه لن يمنح صوته لأحزاب سياسية تقليدية مصفّفة على واجهات المحلاّت الانيقة بل سينحو نحو جهة سياسية تتخذ من الرصيف ملجأ ، ربّما ...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن