انتظرَ، لينتظر

راضي كريني
radi.kara@gmail.com

2017 / 4 / 5

5-4-20175
انتظرَ، لينتظر
راضي كريني
في استطلاع للرأي، أجرته قناة الكنيست، في اواخر 2015، أظهرت نتائجه أنّ 43% من الإسرائيليّين يؤيّدون عوْدة ساعر إلى الساحة السياسية في إسرائيل، فيما عارض ذلك 19% . وبحسب الاستطلاع فإنّ 58% مِن المشاركين يؤيّدون عوْدة ساعر إلى حزب الليكود، فيما تمنّى 24% مِن المشاركين في الاستطلاع عودة ساعر إلى حزب آخر غير حزب الليكود. وحبّذ 10% مِن المشاركين في الاستطلاع أن يشكّل الوزير السابق ساعر حزبًا جديدًا برئاسته.
بعد 30 شهرًا من الانتظار، أعلن جدعون ساعر، الوزير السابق في حكومة بيبي، عن عودته للنشاط السياسيّ، في إطار حزب الليكود.
ساعر الذي أشغل في شبابه منصب مركّز شبيبة حزب هتحياه (الانبعاث) اليمينيّ المتطرّف الذي شكّلته جيئولا كوهن مع الكاتب موشي شمير و...، أيتام عصابات الإرهاب الليحي والإيتسل الذين انشقّوا عن الليكود في 1979، على أثر توقيع مناحم بيجن اتّفاقيّات كامب ديفد.
ساعر هو وصمة عار على جبين أوري أفنيري اليساريّ الصهيونيّ الذي فتح له، في الماضي، صفحات مجلّة "هعولام هزه"، و ....
ساعر سوف ينافس على مقعد في الكنيست، مِن خلال قائمة الليكود، ويعمل ليحصل على المقعد الأوّل في القائمة، وليشغل منصب وزير، كما في السابق، قبل الاعتزال، ويبدأ فترة انتظار واستعداد للانقضاض على رئاسة الليكود وبالتالي الحكومة!
ساعر شاطر بالانتظار، وفي خدمة بيبي؛ فهو شاطر بعبادة الشخصيّة، خصوصًا إذا كانت فاشيّة أو أكثر، هو شاطر في إعادة النظر في تفكيره، على قاعدة التأمّل اليمينيّة والتطرّف وأرض إسرائيل الكبرى، شعاره لا عودة لحدود 1967! وهو مستعدٌّ أن يفكّر بما يتّسق مع رأي وتطلّعات القائد بنيامين نتنياهو-بيبي، هو شاطر في الخلط بين تقديس الفكر اليمينيّ المتطرّف وبين تقديس الشخص، وهو مستعدّ للتضحية اللانهائيّة من أجل تحقيق طموحات القائد بيبي، هو مستعدّ أن يكون "كيس الملاكمة" ليتلقّى الضربات عنه. هو مستعدّ أن يكون ورقة التين التي تستر فضائح بيبي ... هو مستعدّ لينفّذ أوامر بيبي، بشرط أن يبقيه في خانة الانتظار والانقضاض على رئاسة الحكومة مِن بعده.
ساعر مستعدّ أن يستطرد في عبادة شخصية بيبي، وأن يتمادي في التملّق المفرط له ولسياساته العدائيّة والحربيّة، و أن يكون ناطقا وبوقا إعلاميًّا ودعائيّا له أفضل من بيطن وألكين ويريف و...! وهو أشطر منهم باستخدام وسائل الإعلام والتواصل، وفي تبرير الوسيلة من أجل الهدف، وفي شيطنة الآخر؛ من فلسطينيّين، ويساريّين، ومنافسين، و....
هو أشطر في التّعالي والتعصّب، وفي تصوير وتطوير كاريزما القيادة والنظام! هو مستعدّ أن يسيطر على وسائل التربية والتعليم من أجل تبجيل الاحتلال ونظام الفصل العنصريّ وجعل الفكر الليكوديّ الطريق الوحيد المفضي لدولة يهوديّة وديمقراطيّة مأمولة ومشتهاة!
وأخيرا نقول لساعر:
بلاد ألفناها على كلّ حالة وقد يُؤلَف الشيءُ الذي ليس بالحسن
ونستعذب الأرض التي لا هوًا بها ولا ماؤها عذبٌ ولكنّها وطن



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن