بنيامين ريش: لا يعرف الشعبان العربي والاسرائيلي لغة الشعب الأخر

مازن لطيف علي
mazin774@gmail.com

2017 / 3 / 26

في كتابه "دوائر الوجودية في دراسة الواقع في القصص القصيرة للاديبين اليهوديين شالوم درويش وسمير نقاش" استنتج الباحث الاسرائيلي بنيامين ريش ان سمير نقاش وشالوم دوريش أديبان يهوديان نزحا من العراق, بأنهما "أُدباء بلا قراء", وذلك لأن معظم مؤلفاتهما كُتبت باللغة العربية. على الرغم من ان مهد ثقافة وأصول هؤلاء الأدباء هي الثقافة الشرقية والإسلامية، إلا اننا نجد نقاط قياس مقابلة ومفاجئة بين أنماط وجود أبطال القصص وأفكار بعض العلماء المفكرين البارزين من تيار الوجودية في الثقافة الغربية (سارتر ونيتشه، وكيركغارد وكامو). ريش المولود في اسرائيل عام 1950 الحاصل على دكتوراه في اللغة العربية وادابها، جامعة بار ايلان P.hd ويعمل محاضر للادب العربي في كلية "احوة"
وترجم المجموعة القصصية"احرار وعبيد" من العبرية الى اللغة العبرية للاديب اليهودي شالوم درويش.

الادب العبري حافل بالإنجازات والابداع الإنساني لكنه لم يصل العالم العربي سوى القليل منه...برأيك
ما السبب؟
حسب رأيي السببان في أن لم يصل الأدب العبري الحافل بالانجازات العالم العربي سوى قليل منه هما :
أ‌- حاجز اللغة. لا يعرف الشعبان العربي والاسرائيلي لغة الشعب الأخر. وبدون معرفة اللغة لا يستطيع العرب معرفة الأدب والثقافة العبرية وكذلك لا يعرف اليهود الثقافة العربية والأدب المفاخرعندهم.
ب‌- ولا شك ان حالة الحرب وعلاقات الكراهة القائمة بين البلدان العربية واسرائيل أدت الى قلة المهتمين بالثقافة الشعب الأخر وقليل فقط- وأنت بينهم- يحاول ايجاد الجسر لتفاهم ولمعرفة ثقافة الشعبيين.
في كتابك عن شالوم درويش وسمير نقاش والحلقة الوجودية ماذا توصلت بهذه المقارنة؟
توصلت بالمقارنة بين شالوم درويش وسمير نقاش في كتابي الى الاستنتاجات كما يلي:
يُعتبر هذان الأديبان, وهما أديبان يهوديان نزحا من العراق, بأنهما "أُدباء بلا قراء", وذلك لأن معظم مؤلفاتهما كُتبت باللغة العربية.
على الرغم من ان مهد ثقافة وأصول هؤلاء الأدباء هي الثقافة الشرقية والإسلامية، إلا اننا نجد نقاط قياس مقابلة ومفاجئة بين أنماط وجود أبطال القصص وأفكار بعض العلماء المفكرين البارزين من تيار الوجودية في الثقافة الغربية (سارتر ونيتشه، وكيركغارد وكامو).
يصف الأديبان في مؤلفاتهما " الإنسان الصغير" المقيد بالقيود. فلدى درويش نجد البطل يقيد نفسه بقيوده ذاته, بينما لدى نقاش نجده على الغالب مقيد بقيود المجتمع .
لقد بَيّن دروىيش من وجهة نظر بعيدة وساخرة, الطرق التي استعملها أبطال القصص في فِرارهم من أنفسهم وبسلبهم ذاتهم, عندما كان طَلبُهم أن "يصبحوا ما ليسوا هم".
خلافًا لذلك, وصف نقاش من وجهة نظر مؤلمة أبطالاً آمنوا بالخير الإنساني وبالقيم الانسانية, وتصرفوا وفق أوامر داخلية. ولكنّ رغبتهم في الأصالة, وفي إيمانهم بالصدق الداخلي وفي محاولتهم "أن يصبحوا ما هم", وعلى الرغم من الأعراف الإجتماعية، فانّ الأبطال يضطرون إلى الدفع بحياتهم ثمناً. هؤلاء الأبطال يمثلون توقعات نقاش المتشائمة والذي تأثر بآراء المفكر الشرقي أبو العلاء المعري (الذي لا يترك أملاً للحياة)، وهذا بخلاف وجهات نظر المفكرين الوجوديين الأكثر تفاؤلاً, والمنتمين إلى الثقافة الغربية.
وتجد نتائج المقارنة بين الأديبين أكثر توسعا من ذلك في فصل التلخيص (الفصل الخامس) في كتابي.
ظهرت في الفترة الأخيرة كتب ودراسات وروايات عن يهود العراق..ماذا تعزي السبب لهذا الاهتمام؟ سبب الاهتمام هو رغبة اليهود النازحين من العراق ان يكتبوا ذكريات حياتهم في العراق في سبيل الجيل الجديد كما فعل البروفيسور شموئيل موريه والبروفيسور ساسون سوميخ وابراهيم كحيلة وكما فعل نيسيم قزز في بحثه.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن