جُثّة... هامدة - 5 -

بابلو سعيدة

2017 / 3 / 26

جُثّة... هامدة " 5 "

أمّ سعيد والكيس تؤامان لا ينفصلان . في الليالي المقمرة ، والأيام المشمِسة والماطرة والباردة ، لم تفارق أم سعيد ، الدمعة، ولا الشكوى. ولم تعرف في مجرى حياتها، الضحكات، ولا الابتسامات، ولا البحر . ولا الحبّ . وقَضَت سنوات كهولتها بائعة متجوّلة متّكئة على عكّازتها الخشبيّة التي لا تفارقها . وترتدي ثياباً سوداء في نومها، ونهارها . ويُغطّي وجهَها وشعرَ رأسها، منديلٌ أبيض . وتحمل على كتفيها كيسا . وتفترشه يوميّاً على الأرض في ساحة المدرسة لبيع التلاميذ الشكْلِس والبسكوت والشِّبس والدروبس .وفي يوم عاصف، تحوّلت حفر المدرسة إلى بحيرة مائيّة صغيرة .ومع إشراقة الشمس، صباح اليوم التالي حزن . التلاميذ من أعماقهم ، عندما وجدوا صاحبة الكيس ، ملقاة على الأرض ، جُثّة... هامدة .



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن