أزمة التّفكير وآفاق النّهضة

الأسعد بنرحومة
lassadtahrir21@gmail.com

2017 / 3 / 22

ان أخطر ما وقع فيه علماء وفلاسفة الحضارة الغربية هو عدم الاهتداء الى واقع التفكير أو العملية العقلية .وكان جراء الانحراف في ادراك واقع التفكير أن انحرفوا بعقولهم عن ادراك حقيقة هذا الوجود وما يتعلق به وما حوله .فمنهم من قال بأن الحياة الدنيا خالدة فهي كالشعلة تضيء الى ما لا نهاية. وآخرون وان هم أقروا بوجود "اله" لكنهم رفضوا أن يكون هو المنظم للعلاقات .ووصل بالكثير منهم أن اعتبر الانسان تطور مستمر عن نسخة أولى من الحيوان ,فآخوا بكلامهم بين الانسان والحيوان ,ومن غبائهم نعم من غبائهم اعتبروا الحيوان كائن حي لديه القدرة على التفكير.ونشأ عن هذا الفهم المغلوط لواقع التفكير ولواقع العملية العقلية مجموعة "آراء"اعتبروها أفكارا ,وجعلوا منها قواعد وأسس تبنى عليها الدول أو تقوم عليها نهضة الشعوب .وجعلوا أساس الرابط الذي يجب أن يربط بالانسان حين يسير في طريق النهضة هو ذاك الذي يقوم على ما توهموه أنه رابط فكري منهض كالوطنية والقومية مثلا.وكان من جراء عدم ادراكهم مفهوم العقل أو التفكير أو الادراك أن بنوا على كلامهم الأول الكثير من الأفكار الأخرى الخاطئة والفاسدة وغير المطابقة للواقع ومن سطحية التفكير لديهم أن أطلقوا على هذه الأفكار "علوما" فظهر ما يسمى"علم النفس"و"علم التربية"و"علم الاجتماع".ورغم أنها أفكار تقوم على الملاحظة والاستنتاج الا أن خطورتها على الانسان تكمن في أمرين:*المسألة الأولى:هي عدم اهتدائهم لتعريف العقل من كونه "انتقال حس الواقع الى الدماغ مع وجود معلومات تفسر هذا الواقع. فليس الفكر هو انعكاس للواقع المادي على الدماغ كما يقول بعض أغبياء الشيوعية. ولا هوتجمع لأربعة حالات منفصلة اثنتين خارج الدماغ وهما الواقع وصورة الواقع واثنتان داخله وهما موقع الصورة عند النظر وموقعها بعد النظر في الدماغ ,وأن الدماغ ينقسم تبعا لذلك الى مراكز مختلفة وقد نفوا أو أنكروا ضرورة المعلومات المسبقة بحجة أنها تنشأ وتتولد تباعا من خلال تجارب الانسان.وكان سبب أخفاقهم الثاني بعد الأول والذي هو عدم معرفتهم لواقع العقل ,هو عدم اهتدائهم للتفريق بين دماغ الانسان ووظيفة هذا الدماغ ,ودماغ الحيوان.فدماغ الانسان يقوم بوظيفتين:وظيفة أولى وهي "القدرة على استرجاع الاحساس" ووظيفة ثانية وهي "القدرة على الربط".,فعدم ملاحظة الفرق بين القدرة على الربط التي تكون في كل شيء ,سواء في الحكم على الواقع أو فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية. وبين عملية الربط الحاصلة نتيجة الاحساس بالشيء وتكرار الاحساس مرات عديدة فيما يتعلق فقط باشباع الطاقة الحيوية عنده وهذا كله وظيفة يقوم بها الدماغ .عدم ملاحظة هذا الفرق يؤدي الى الفهم المغلوط الذي وقع فيه هؤلاء الفلاسفة والمفكرون من نفيهم للمعلومات المسبقة أو اعتبارهم أن الحيوان كائن مفكر مثل الانسان .فما يتعلق بالحكم على الواقع هو عملية تفكير .والحكم على الواقع يكون في كل شيء .سواء ما كان حكما على واقع أو ماكان يتعلق بالطاقة الحيوية.أما ما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية فهو ناتج عن الاحساس بالشيء وتكرار ذلك الاحساس ,فينتج عن تكرار هذا الاحساس معلومات ,ولكنها معلومات ليست خارجة عن ذات الواقع بل أنتجها الشيء نفسه فيما يتعلق بكونها تشبع أو لا تشبع ,وهذا لا يسمى تفكير بل ادراكا غريزيا أو ادراكا شعوريا فقط . فمثلا :الانسان الذي ليس له أي معلومات عن ثمرة"المنغا" ولا عن كونها تشبع حاجة من عدمها , فاذا جاع وأمامه هذه الثمرة ,فانه في أول الأمر يتحسسها لكنه لا يأكل منها لأنه لا يعرف هل تؤكل أم لا , فاذا ارتفع جوعه أكثر ,فانه يتحسسها ويقلبها ويتشممها وربما يتذوقها ,لكنه لا ينتج سلوك , واذا ما اشتد جوعه فانه يتذوقها قضمة فأخرى ثم يقرر أكلها بناء على مفهوم أنتجه الشيء نفسه من حيث كونه يشبع , في هذه المستوى هو مثل الحيوان يسمى "التمييز الغريزي". ولكن الانسان له القدرة على الارتفاع عن هذا المستوى , فهو يحس بالشيء ويكرر الاحساس ويجرب أوضاعا مختلفة عند تحسس الشيء ,فقد يتذوق "ثمرة المانغا" وبعدها يتذوق أنواعا أخرى من الثمار كالموز أو الأنناناس مثلا ,فلا يكتفي بأكل كل واحدة منها على حدة ,وانما تتولد لديه معلومات من الشيء نفسه تدفعه لأن يربط هذه المعلومات فينتج مثلا "سلاطة غلال" بخلط الأنواع مع بعضها , فهذا ليس عملية تفكير وانما ادراك شعوري أو ادراك غريزي لأنه وان كان ربطا حصل في الدماغ بالمعلومات ,لكنه ربطا لا يصلح للحكم على الواقع ماهو ,بل هو فقط يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية من حيث الاشباع ,فهو ليس فكرا ولا ادراكا ولا عملية عقلية بل هو الادراك الغريزي . وهو أيضا ليس "استرجاعا "كما في الحيوان لأنه نتيجة عملية القدرة على الربط , ولكن ليس ربطا للحكم على الواقع بل هو فقط فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية.وكذلك فكون الانسان يعرف من عوم الخشبة أنه يمكن أن يجعل من الخشبة سفينة ,هي مثل كون القرد يعرف أن اسقاط الموزة من قطف موز معلق يمكن أن يحصل من ضرب قطف الموز المعلق بعصا أو أي شيء . فكله متعلق بالغرائز والحاجات العضوية ,وحصوله حتى لو ربط وجعل معلومات هو عملية استرجاع وليس عملية ربط .ولذلك لا يكون عملية عقلية ولا يدل على أن هناك عقلا أو فكر.وما يقوم به الانسان الذي ليس له أية معلومات ويريد أن يقطع واديا فيمسك عصا ليقيس عمق الماء حتى لا يغرق هو مثل الحصان الذي يرتبك في أول مرة يقطع فيه واديا ولكنه في المرة الثانية يسترجع الاحساس الأول فيقطع الوادي مباشرة.الا أن الفرق بين الانسان والحصان هو كون الانسان احساسه بواقع الوادي والماء الجاري وتحسسه عمقه وقوة دفع الماء ,وتكرار هذا الاحساس ولد لديه معلومات أنتجها الواقع نفسه وليست معلومات سابقة من خلال عملية الربط فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية وليس الحكم على الواقع ,وهذا كله ادراكا شعوريا أو ادراكا غريزيا ."ويمكن أن يكون حكما على واقع اذا كان بناء على معلومات سابقة وحينها يكون تفكيرا".وهذا بخلاف واقع الحصان الذي قطع الوادي نتيجة عملية الاسترجاع وهو التمييز الغريزي الناتج عن الاسترجاع.وكذلك من أمثلة الفرق بين القدرة على الربط فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية والتي عند الانسان ويطلق عليها"الادراك الشعوري أو الادراك الغريزي "هو ملاحظة الانسان أن هناك حيوانات تعيش على أكل الحشيش وهي ليست مفترسة وأخرى مفترسة ومن خلال تكرار الاحساس بهذا الواقع "في غياب المعلومات السابقة" توجد لدى الانسان معلومات عن امكانية استعمال بعضها من أجل التنقل وحمل الأثقال فيتخذ له أحصنة وأحمرة ,فهذا كله وان كان نتيجة ربط الواقع المحسوس بالمعلومات التي أنتجها الشيء نفسه لكنه لا يسمى تفكيرا بل هو ادراكا شعوريا أو ادراكا غريزيا لأن الفكر أو التفكير هو الحكم على الواقع ماهو ,وهو نتيجة المعلومات السابقة .هذا الذي لم يهتد اليه مفكروا الغرب وفلاسفته جعلهم يخلصون الى آراء وأفكار هي في واقعها هدامة للمجتمعات وخطيرة على الانسان ممن مثل أفكار الحرية وضرورة الاختلاط بين الأنثى والذكر بحجة منع الكبت,واباحة الشذوذ وغيرها من مثل فصل الدين عن الحياة والوطنية والقومية.ومن الأفكار الخطيرة على المجتمعات وعلى الانسان لأنها تولد الكراهية والبغضاء والقطيعة , وتصنع الحروب والفتن المدمرة هي الأفكار المتعلقة بالوطنية والقومية .فهي وان سميت أفكارا لكنها لم تأت نتيجة عملية التفكير أي عن طريق الاحساس بالواقع المادي المنقول الى الدماغ وتفسير ذلك الواقع بالمعلومات السابقة.وانما هي أفكار جاءت عن طريق الادراك الغريزي أو الادراك الشعوري الحاصل عند الانسان .فالانسان وهو يعيش في مكان ما ,وعند تعرضه لتهديد ما ,ومن خلال تكرار ذلك التهديد في حالات وأوضاع مختلفة لاحظ أن فرص نجاحه في رد التهديد وهو وحده أقل وأضعف من اجتماعه مع غيره ,فاستنتج أنه بالاجتماع والتقارب مع الآخر تزيد فرص بقائهم أحياء وتغلبهم على هذا التهديد , ونتج عن ذلك مجموعة من المعلومات من هذا الواقع نفسه وهو أن فرص المجموعة أقوى من فرص الفرد في البقاء حيا عند التهديد.ولكن في هذا الاجتماع يحصل أن يكون المحدد له هو مظهر الخوف الرجع الطبيعي لغريزة بقاء الذات فتنشأ تبعا لذلك"الرابطة الوطنية"بأن يكون المحدد للارتباط هو الأرض. ويحصل أن يكون مظهر السيادة وهو الرجع الطبيعي لنفس الغريزة فتظهر"الرابطة القومية"اذ يكون الدم والعرق هو المحدد لهذا الاجتماع وهذا الارتباط.وفي كلتا الحالتين ,سواء كان المحدد للاجتماع والارتباط هو "الأرض" كما في الوطنية,أو كان المحدد لهذا الارتباط هو "العرق والدم"كما في القومية ,لكنها يشتركان في كونها ليست فكرا وليست تفكيرا ولا هي ناشئة عن العملية العقلية, بل هي روابط غريزية نشأت عن "الادراك الغريزي أو الادراك الشعوري المتكون نتيجة المعلومات التي تنتج عن الاحساس بالشيء وتكرار هذا الاحساس والقدرة على الربط بين الاسترجاع والمعلومات المتكونة عن الشيء فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية فقط .وليس في غيرها .ولذلك هي ليست فكرا.فالمعلومات السابقة التي يختزنها الدماغ من أفكار سابقة عن الواقع المحسوس فيحتفظ بها الى وقت الحاجة اليها في عملية التفكير نوعان:*الأفكار السابقة عن الواقع المحسوس ,وهو ما يلزم للحكم على هذا الواقع الذي له علاقة بهذه المعلومات ,وهو ما نسميه :الحكم على الشيء ما هو .*المعلومات التي تنتج عن استرجاع الدماغ لاحساساته السابقة التي لها علاقة بالواقع المحسوس ,لأن الاحساس بالشيء وتكرار عملية الاحساس بالواقع فيما يتعلق بالاشباع مباشرة فقط,أي اشباع الغرائز والحاجات العضوية ,ينتج معلومات عن هذا الواقع تحصل من الواقع نفسه ,ويقوم الدماغ بربط هذه المعلومات المتكونة من الشيء والمتعلقة بهذا الاشباع فقط في ظروف وأحوال مختلفة ومتعددة ,ولكنها دائما تتعلق بالشيء نفسه يشبع أم لا يشبع ,ولا يصلح للحكم على هذا الواقع.فدماغ الانسان يختلف عن دماغ الحيوان اختلافا كبيرا من حيث مهمته ووظيفته ,اذ دماغ الانسان كما فيه القدرة على استقبال الاحساس واسترجاع ذلك الاحساس ,وهو ما هو موجود عند الحيوان : وفي هذا المستوى تسمى هذه العملية التمييز الغريزي.كذلك فيه القدرة على الربط : وسواء كان هذا الربط فيما يتعلق بالحكم على الأشياء أو على الواقع :وهو العملية العقلية أو التفكير.وأيضا فيه القدرة على الربط فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية ,وهو ما نسميه :الادراك الغريزي أو الادراك الشعوري .فدماغ الانسان الى جانب القدرة على الاسترجاع وهو ما يشترك فيه مع الحيوان ,كذلك فيه القدرة على الربط في كل شيء ,سواء فيما يتعلق بالحكم على الأشياء أو فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية .الا أن الربط في الحكم على الواقع يسمى:العملية الفكرية أو العملية العقلية أو التفكير. وأما الربط فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية فهو وان كان ربط بالمعلومات الا أنه لا يسمى فكرا ولا تفكيرا ,بل هو الادراك الشعوري أو الادراك الغريزي.***هذا الخلط في وظيفة الدماغ ,والخلط تحديدا بين ما هو "عملية استرجاع " وهي وان كانت عند الحيوان كما عند الانسان,ألا أن دماغ الانسان له القدرة على الربط بالمعلومات المتكونة عن الواقع نفسه فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية وبالتالي يتكون لديه "ادراك شعوري أو ادراك غريزي"يمكنه من توظيفه في تجارب أخرى مع الشيء للوصول الى وضعيات أخرى وحالات مختلفة متعددة فقط فيما يتعلق بالاشباع وليس الحكم على الشيء.وبين ماهو ربط للحكم على الشيء ,هذا الخلط هو الذي أدى بعض علماء الغرب وفلاسفته من "علماء التربية" وعلماء الاجتماع " وكذلك فلاسفة"الوجودية"الى اعتبار أن الانسان تطور عن الحيوان,أو أن الحيوان له القدرة على التفكير.فهم لم يفرقوا بين فعل الانسان عندما يشاهد خشبة تطفو على سطح ماء نهر جار ,وتتكر مشاهدته لهذا المشهد الذي يدفعه لتحويل الخشبة الى سفينة عائمة تنقذه من أخطار الغرق والفيضان ,وبين القرد في القفص الذي وبعد محاولات للوصول الى الموز المعلق دون نجاح وبجانه عصا و طاولة ,وبعد تكرار المحاولة يتمكن من انزال الموز باستعمال العصا والصعود على الطاولة . فكلاهما ليس تفكيرا ,ولا هو عملية عقلية لأنه يتعلق فقط بالغرائز والحاجات العضوية من حيث الاشباع .الا أنه عند القرد هو تمييز غريزي ناتج عن "الاسترجاع"لمجموع الاحساسات المتكررة, وعند الانسان الذي حول الخشبة الى سفينة يسمى الادراك الشعوري أو الادراك الغريزي لأن الربط الذي حصل في الدماغ هنا ليس ربطا بالمعلومات يمكنه من الحكم على الشيء أو على الواقع ,بل هو ربط فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية من حيث الاشباع فقط,فهي معلومات متكونة من الشيء نفسه بعد الاحساس بذلك الشيء وتكرار ذلك الاحساس .وعليه فالانسان وحده هو الكائن المفكر والذي يتميز عن غيره بالقدرة على التفكير فيما يتعلق بالحكم على الواقع ,و القدرة على الربط فيما يتعلق بالغرائز والحاجات العضوية . ولذلك كان الانسان وحده هو القادر على الاجابة على التساؤلات الكبرى والمحيرة عن هذا الكون والحياة والانسان ,أي القادر عن حل العقدة الكبرى حلا صحيحا يوافق الفطرة ويقنع العقل فيحدث الطمئنينة الدائمة أي :السعادة.ولا يكون ذلك الا من خلال التفكير والعملية العقلية.والانسان يستطيع أن يحكم بأن الرابط الوحيد الذي يصلح للربط بين الانسان حين يسير في طريق النهضة هو الرابط الذي يجمع بين العقيدة وبين المعالجات وكيفية تنفيذها ,وهو الذي يجمع بين الفكرة والطريقة ,أي هو الرابط المبدئي عقيدة ينبثق عنها نظام للحياة .أما الوطنية والقومية فهي روابط منخفظة منحطة غريزية لا علاقة لها بالفكر والتفكير ,وهي لا تصلح لأن تربط بالانسان اذ هي تخلق الكراهية وتوجد العداوة وتولد الحروب والفتن هذا علاوة على قدرة الغير على توظيفها للتحكم بالشعوب .وعليه: ما أنتجه فلاسفة الغرب من الوجوديين والداروينيين والشيوعيين وفلاسفة التنوير من أفكار عن التفكير والغرائز,وعن حياة الأفراد والجماعات ,وعن نظرتهم للمجتمع وللدولة وللسلطة,وعن الحرية والسيادة كلها أفكار فاسدة لا تطابق الواقع لأنها أساسا كانت من خطأ جسيم في فهم العقل والتفكير نتج عنه عدم ادراك حقيقة الكون والحياة والانسان من حيث هو ومن حيث ما قبله وما بعده وعلاقة الماقبل بالمابعد .أي خطأ في فهم الفكر الأساسي والقاعدة الفكرية التي ستبنى عليها كل فكر فرعي متعلق بالسلوك وكل فكر عن الحياة.هذا الادراك لحقيقة الأزمة التي يعيشها مفكرو الغرب وفلاسفته وهي عدم اهتدائهم لواقع التفكير يطرح عدة تحديات أمام مفكرينا نحن وفلاسفتنا نحن وسياسيينا الذين يرفعون شعار "الوحدة"و"النهضة".اذا كان الأساس الفكري للفلسفة الغربية يقوم على نظرة خاطئة لواقع التفكير نتج عنه انحرافا في النظرة الكلية للكون والانسان والحياة .هذا الانحراف والذي بات أثره ظاهرا للعيان في أوروبا وأميركا وغيرها:تخبط وحيرة وأزمات وصيحات فزع ...وهو ترجمة فعلية عن خطورة الأفكار التي يرعون بها شؤونهم من ديمقراطية وحرية واشتراكية وحقوق كونية ودولة مدنية وغير ذلك .اذا كان اليوم التخريب والفوضى واليأس والتخبط الأسري والمجتمعي حاصل في كامل الدول التي تطبق هذه الأفكار ,فلماذا لا يزال هؤلاء في بلادنا يرفعون هذه الشعارات وهذه العناوين كأساس للنهضة؟؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن