أية طبخة مغشوشة وراء مقال عدنان حسين: (قضية الشاعرين حميد سعيد وسامي مهدي) !!!

كريم عبد
karimabid977@ymail.com

2017 / 3 / 20


أية طبخة مغشوشة وراء مقال عدنان حسين:
(قضية الشاعرين حميد سعيد وسامي مهدي) !!!


كريم عبد

رغم كل هذا الخراب الرهيب الذي نعيشه نحن العراقيين في الداخل والخارج، نحاول جاهدين أن نصنع أملاً ونتشبث به، فليس بوسعنا أن نعيش من دون أمل خصوصاً وقد أزهقت أرواحنا شراهة عمار وسفالة المالكي وخيانة برزاني - طالباني وسفاهة الجعفري.
وها نحن نقف متفائلين لعلمنا أن ما سيحصده الخونة والعملاء هو الخزي والعار والهزيمة الأكيدة.
ولكن بين وقت وآخر يظهر علينا البعض ممن نعتقد بأنهم يقفون إلى جانب هذا الشعب المظلوم، وإذا بهم يخسفون بنا الأرض كي نفقد توازننا فنسقط في هاوية الإستفزاز والابتزاز .. !!
وآخر هؤلاء الزميل الصحفي عدنان حسين محرر جريدة المدى بزاويته العجيبة الغريبة بتاريخ 10- 3 – 2017 المعنونة :
(قضية الشاعرين حميد سعيد وسامي مهدي) !!
كيف نفهم هذا الدفاع الغريب عن إثنين من أوسخ شخصيات نظام البعث المقبور الملطخة ضمائرهم بدماء مئات الآلاف من ضحايا الحروب الظالمة والمقابر الجماعية والموت تحت التعذيب وبين أيادي الجلادين وسموم الثاليوم والاغتيالات داخل العراق وخارجه ؟!
فهل يمكن فهم بادرة عدنان حسين هذه خارج إطار الشبهات ؟!
لا أعتقد ذلك، لأن مقاله غريب ومفاجئ فعلاً.
فلو كان جميع العراقيين قد حصلوا على حقوقهم ولم يبق سوى هذين الشخصين لكان الأمر مفهوماً وطبيعياً. ولو كان حميد وسامي ميتين والمقال يطالب بالحقوق التقاعدية لعائلتيهما لكان الأمر ضرورياً ومفهوماً أخلاقياً وقانونياً.
ولكن وبما أن الأمر لا هذا ولا ذاك، وإن هناك ملايين الأرامل والأيتام لم يأخذوا حقوقهم بعد، بالإضافة للكثير من معارضي وضحايا النظام السابق من مختلف المهن لم يأخذوا حقوقهم لحد الآن، لم يعادوا إلى وظائفهم ولم يحصلوا على تقاعدهم، فإن هذا المقال لا يمكن أن يكون بريئاً أبداً، بل وراءه ما وراءه !!
وإذا لم يكن الأمر كذلك، فهو ليس بريئاً أيضاً، بل يدل على تسيب فكري خطير لا بدَّ من مواجهته خصوصاً وأن أجهزة سلطة البعث لا تزال تقود المنظمات الارهابية وتساهم بتنفيذ المجازر والتفجيرات بينما تتناثر جثث الضحايا كل أسبوع وكل يوم في شوارع بغداد.
سامي مهدي وحميد سعيد مجرمان لا بد من إحالتهما إلى القضاء عاجلاً أم آجلاً. فهما ينتميان إلى حزب البعث المحظور بسبب جرائمه، وهما إن كانا خارج التنظيم، ربما، لكنهما لم يقدما أي إعتذار لضحايا حقبة البعث المظلمة التي كانا من رموزها ومن المستفيدين منها.
وإذا كان من المعروف أن سامي مهدي كان يتباهى بنازيته أمام أقرانه وهو بشهادة شهود حضر عملية التعذيب التي استشهد خلالها حسين الرضي (سلام عادل) في 1963 فإنه وقبل سقوط النظام بسنوات، أي في التسعينات، كانت جريدة (أخبار الأدب) المصرية قد نشرت مقابلة مع حميد سعيد، وفي العدد اللاحق نشرت الجريدة ذاتها تعقيباً من الروائي العراقي المقيم في المغرب آنذاك فيصل عبد الحسن اتهم فيه حميد سعيد بأنه قاتل لأنه يحمل درجة (عضو عامل) في الحزب، مشيراً إلى حقيقة معروفة وهي إن البعثي لا يمكن أن يحصل على درجة (عضو عامل) إذا لم يقتل أو يساهم بقتل واحد أو أكثر من (أعداء الحزب والثورة). ولم يرد أو ينفي حميد سعيد هذا الإتهام. وما ينطبق عليه ينطبق على سامي مهدي رئيس تحرير (جريدة الجمهورية) التي كانت تقطر من صفحاتها دماء الضحايا ودماء الحقيقة فهي إحدى صحف النظام المتخصصة بالكذب والتضليل وقلب الحقائق على رأسها.
فلماذا تدافع عن المجرمين يا عدنان حسين؟
إن العفو عن المجرمين في حالتنا العراقية لا يُنتج مصالحة، بل هو إهانة للضحايا والشهداء. إذا كنتَ معارضاً للنظام الحالي فهذا لا يعني إن كل ما تكتبه صحيح أو مقبول. خصوصاً وإنك رئيس تحرير جريدة تحتمي بسلطة الإقليم المتصهينة لتدين سلطة بغداد الفاسدة والعميلة أيضاً. أن إزدواجية جريدة المدى هذه تفرض عليك مزيداً من التحفظ وليس إستفزاز مشاعرنا يا عدنان حسين؟
إن من حق المتابعين للشأن السياسي أن يربطوا بين مقالك هذا وما ذكره سمسار السياسة البعثي الرخيص حسن العلوي عن رسالة عزة الدوري والتي استلمها في أربيل أيضاً.
وإذا أردت نفي مثل هذه التوقعات، عليك أن تعتذر عن مقالك المذكور، تعتذر من ضحايا البعث ومن عموم الشعب العراقي المظلوم.
هناك الكثير مما يمكن قوله في خلفيات ما يجري، ولكن لكل حادثة حديث.
Karimabid977@ymail.com




https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن