البارزاني و الرهان على حصان اردوغان الخاسر لامحاله.. لماذا؟

هشام عقراوي
akreyii@gmail.com

2017 / 3 / 17

البارزاني و قيادته دخلت في علاقات قوية و مصيرية مع اردوغان بطريقة يمكن القول ان نجاح اردوغان يعني نجاح البارزاني و العكس صحيح. و عندما تتوحد خطوات طرفين و تنعدم الاختلافات بينمها فان مصير الطرفين يكون مرتبطا ببعضهما البعض .
المتتبع لتحركات البارزاني و أردوغان يرى بوضوح مدى الترابط الاستراتيجي الذي بينهما استخباراتيا، أمنيا، عسكريا، اقتصاديا، أعلاميا و حتى أجتماعيا. الترابط بين البارزاني و اردوغان وصلت الى درجة و كأن اردوغان هو الكوردي و حزب العمال الكوردستاني و حزب الشعوب الديمقراطي هما تركيان.
و هذا يعني أن مصير البارزاني صار مرتبطا بمصير اردوغان و لم يبقى للبارزاني الوقت الطويل من أجل التراجع عن هذا الارتباط المصيري لاننا نعتقد بأن اردوغان سوف يخسر في القريب العاجل و ان عمرة السياسي و العسكري بات قاب قوسين او ادنى و لهذه الاسباب:
1. الخلافات بين اردوغان كشخص و رئيس وصلت الى حد اللارجعة مع أوربا و من المستحيل ان تعود علاقات تركيا بقيادة اردوغان مع اوربا الى سابق عهدها حتى لو تنازل اردوغان لاوربا الشئ الذي من الصعب ان يحصل. اوربا عندما تريد أعادة العلاقات مع اية دولة فانها تعيدها مع رئيس اخر و ليس مع نفس الشخص، اي ان اوربا لو ارادت أعادة علاقاتها مع تركيا فأنها ستقوم بذلك ولكن مع شخص اخر غير اردوغان حيث أن الشعوب الاوربية كلها باتت على قناعة ان اردوغان دكتاتور.
استمرار علاقات البارزاني مع اردوغان ستلحق الضرر بعلاقات البارزاني مع اوربا ايضا.
2. أمريكيا فأن العلاقات التركية هي ليست بأفضل من علاقات اوربا مع تركيا. كما أن امريكا نفسها سوف لن تستطيع الوقوف موقف المتفرج بين ما يحصل بين تركيا و اوربا. كما أن الادارة الجديدة في امريكا لا تتردد في قطع علاقاتها مع اردوغان و خاصة ان العلاقة بين دول حلف شمال الاطلسي الاوربية قد تازمت مع تركيا.
و قد ياتي اليوم الذي تقوم فيها امريكا ايضا بوضع البارزاني أمام خيارين: اما التخندق مع تركيا او امريكا.
3. على المستوى العراقي فأنه من المستحيل ان تتفق المصالح و السياسة التركية مع العراقية في بغداد و البارزاني لا يستطيع أن يستمر مع العراق و في نفس الوقت يحافظ على المصالح التركية في العراق و اقليم كوردستان. فعلية ايضا الاختيار بين بغداد و انقرة.
4. كورديا: لكي يستطيع البارزاني تمرير السياسة التركية في اقليم كوردستان و العراق علية ان يحصل على تأييد الاتحاد الوطني الكوردستاني و حركة التغيير على الاقل و هذا ان لم يكن مستحيلا فانه قريب من المستحيل و لو استمر البارزاني في سياساته الحالية فان تقسيم اقليم كوردستان سيصبح امر واقعا و بدلا من ان يعلن استقلال الاقليم فانه سيكون السبب في تقسيم الاقليم و هذة مغامرة لا نعتقد ان الشعب الكوردي سيوافق علية.
5. اما من ناحية تاثيرات علاقة البارزاني المصيرية باردوغان على القوى الكوردية الاخرى في شمال و غربي كوردستان فانها خطيرة جدا و قد تتحول الى مصدر لاندلاع قتال كوردي كوردي.
و بهذا فان البارزاني و لكي يحافظ على علاقاته مع اردوغان علية ان يعادي السياسة الاوربية و الامريكية و العراقية و الكوردية في اقليم كوردستان و شمال و غرب كوردستان. وهذه معادلة صعبة جدا و خطيرة و خسارة اردوغان فيها اكيدة ان لم يكن على مستوى تركيا و العالم فان خسارة اردوغان في العراق على الاقل و امام اوربا و امريكا أكيدة وهذا يعني ان الورقة الاردوغانية خاسرة لا محال ان لم يكن في هذة السنة ففي السنوات الثلاث القادمة.
اردوغان لن يبقى قويا و سيكون اضعف في حالة فوزة او خسارته في الانتخابات الدستورية القادمة في 16 من نيسان. فلو فاز فسيصبح دكتاتورا بشكل رسمي و لو خسر فان شوكته ستُكسر عالميا و قد يقدم حينها على مغامرة صدامية الطباع و نتيجتها سوف لن تختلف عن نتيجة مغامرات صدام.
لذا نرى من الاولى للبارزاني ان يتراجع عن علاقاته المصيرية مع اردوغان و لا نقول علاقاته الدبلوماسية الطبيعية. اردوغان لم يعد ذلك الرئيس الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع أوربا و امريكا كي يستمر البارزاني على الرهان على هذا الحصان الخاسر بل انه تحول الى عدو لجهات يعتبر البارزاني نفسة حليفا لها كاوربا و امريكا.
أردوغان خرج من المحور الامريكي الاوربي و سيكون ذكاء من البارزاني لو خرج هو ايضا و لكن من المحور الاردوغاني الخاسر و بقى في المحور الامريكي الاوربي.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن