هل التأسلم يُعَلِّم البجاحة والوقاحة؟؟

ياسين المصري
yasiensm@gmail.com

2017 / 3 / 16

"المُنحطّون في حاجة إلى الكذب .. إنه إحدى شروط بقائهم" - فريدريش نيتشه

في مقال لي، نشِر على هذا الموقع بتاريخ 2015 / 7 / 21 وعنوان : "الكذب الإسلاموي المقدَّس":
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=477080
إنبرى للتعليق شخص من المتأسلمين الذين لا يروْن: إمَّا لأنهم عميان، أو أن لا عقول لهم .. على حد تعريف الفارسي ابن المقفع، وذكر في تعليقه الحديث التالي:
" قيل لرسول الله (صلعم) : أيكون المؤمن جبانا ؟ قال : نعم ، فقيل له : أيكون المؤمن بخيلا ؟ فقال : نعم ، فقيل له : أيكون المؤمن كذابا ؟ فقال : لا "
ولأنه أحد اللذين لا يَرَوْن، فلا يدرك أن حديث مغرِض مثل هذا يمكن أن يفصل أمَّته المتأسلمة إلى قسمين: قسم يدعي أنه هو المؤمن الحق، لذلك لا يكذب، ومن ثم يتَّهِم القسم الآخر بالكذب لعدم إيمانه. الواقع أن هذا الادعاء محض كذب لأن الإيمان المزعوم لم ولن يتم قياسه بمسطرة أو يتم وزنه بميزان. كما أن قائل الحديث يردد ما قاله إلهه، وهو: {إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} [النحل 105]. وممَّا لا شك فيه أن مثل هذه الأقوال السائلة كانت ردَّا على اتهام قريش في مكة لمحمد بأنه كذاب، وأقواله ما هي إلَّا أساطير الأولين ... إلخ.
إن هذا النفي القاطع للكذب عن المؤمن المزعوم يضع الأمة المتأسلمة بكاملها في أزمة مستعصية، إذ يتم استعماله مع غيره من الأحاديث في الاتهامات المتبادلة بين المتأسلمين، وأولها الاتهام بالكذب لعدم الإيمان أو ضعفه، الأمر الذي نراه ونسمعه كل يوم من الدواعش والسنة والشيعة وغيرهم من الفرق المختلفة!!!!
ألا تؤكد مثل هذه الأحاديث الهدف المقصود بما كتبه الخبثاء للأغبياء أو الذين لا عقول لهم؟؟
*****
السلوك المتَّسِم بالبجاحة والوقاحة وما يليهما من سلوكيات في نفس المضمار يبدأ دائمًا بالكذب، والكذب المتداول بين البشر دون غيرهم -.كما جاء في المقال المذكر عاليه - عبارة عن التزييف المتعمَّد للحقائق إمَّا جزئياً أو كلياً أو خلق الروايات والأحداث غير الواقعية، بقصد الخداع والاحتيال لتحقيق أهداف معينة قد تكون ماديةً أو نفسية أو اجتماعية، وهو بالتأكيد عكس الصدق. ولأنه خاصية بشرية ضارة، فقد حذّر منه الفكر الإنساني على مر العصور، ضمن الوصايا والنصائح الأخلاقية التي يقدمها باستمرار لضبط سلوك البشر. ففي مصر القديمة نجد الحكيم "بتاح حتب" الذي عاش في أوائل القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد، يقول في وصاياه:
لا تكن متكبرًا،
لا تضيع وقتك إذا كان لديك عمل تقوم به،
لاتشتهي ما يملكه غيرك،
لا تحتقر من تظن أنه أقل منك مرتبة،
لا تتعدَّى على حقوق الناس،
لا تكن كسولًا أو خمولنا،
لا تكذب،
لا تقرب نساء غيرك،
لا تُرَدِّد كلامًا في ساعة غضب ...
إلى آخر وصايا ونصائح هذا الحكيم المصري القديم.
كذلك تعاملت الأديان مع الكذب على أنه من الخطايا والأفعال المحَرَّمة، فجاءت الوصية التاسعة من الوصايا العشر في العهد القديم من الكتاب المقدس تقول:
"لا تشهد علي قريبك شهادة زور"
ولا أدري لماذا اختص إله العبرانيين اليهود قريبه وحده بعدم الكذب عليه؟؟، وهل هذا يعني أنه مباحٌ على غيره؟؟؟!!.
أما لدي المتأسلمين فالأمر أكثر التباسًا، إذ أن الخبثاء الذين فبركوا الديانة كانوا على معرفة تامة بطبيعة أسيادهم الجدد المنتصرين، وأنهم ليسوا أغبياء أو بلا عقول فحسب، بل أيضًا كذابين محترفين بالفطرة، ولكي يُضِلِّلونهم مدي الدهر ويجعلونهم يتخبطون في ظلمات لا نهاية لها مدى الحياة، وضعوا لهم أقوالًا عديدة تحرِّم عليهم الكذب في جانب وتحلّله في جوانب أخرى، منها على لسان إلههم: {إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب} [غافر: 28]، و{وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} [الحج:[30، وأيضًا الآية المذكورة في بداية المقال والكثير غيرها.
[يلاحظ يوجه عام أن هذا الإله المتأسلم يتكلم في جميع الآيات (تقريبًا) بضمير الغائب وكأن الكلام لم يصدر منه، ويربط الكذب دائما بسلوكيات معينة، لايرضي بها، مثل الإسراف أو عدم الإيمان بآياته.... ]، ومنها على لسان نبيهم قوله:
"أحذِّر الكذب فالكذب يؤدى إلى الضلال والضلال يؤدى إلى النار".
ولأن الكذب يجري في عروق الأسياد الجدد مجرى الدم، ورأوْا أن يكون لهم نبي خاص بهم، كان من الطبيعي أن يكون هذا النبيُّ الذي يحذرهم من الكذب، هو نفسه من أبرع الكذابين واختلاق الروايات، كانت صناعته الكذب والتزييف المتعمَّد للحقائق، وترويجهما بين البدو العربان بما توفر لديه من تقية ثم من سيوف ورماح فيما بعد، بقصد خداعهم والاحتيال عليهم، فتمكن من تحقيق أهدافه الماديةً والنفسية والاجتماعية، لذلك يطلق عليه "الصادق الأمين" ويصبح أسوة حسنة للتابعين له بإحسان إلى يوم الدين. فكان للخبثاء أن يبيحوا لأسيادهم الكذب ويشجعونهم عليه في ثلاث حالات: في الحرب والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها. وبقليل من التأمل نجد أن هذه الحالات الثلاثة يمكن أن تشمل كل نواحي الحياة.
قد يكون الكذب بسيطاً ولا يسبب ضررًا، إذ يلجأ إليه المرء لتحقيق مصلحة شخصية لا يمكنه تحقيقها بالصدق، وهذا النوع من الكذب أعطاه العربان صفة "الأبيض". كما أن الكذب غالبا ما يقترن ببعض المهن أو الأدوار العامة في مجال السياسة والدبلوماسية أو الحرب النفسية الأعلامية. ولكن خطورته تكمن في تطوره والتصاق المرء به، فيصبح كذبًا مرضيًا، يمكن أن يفضي إلى ارتكاب عدد من الجرائم مثل الغش والنصب والخداع والسرقة والقتل، وهذا النمط المتطرف من الكذب أعطاه العربان صفة "الأسود"، حيث لا يتقلص أو يختفي الصدق تمامًا من التعاملات بين البشر فحسب، بل يصير الكذب احترافًا ووسيلة للحياة، مما يحْمِل الكذَّاب على إتباع أساليب البجاحة والتناحة والوقاحة، ومن ثم السفالة والانحطاط لفرض أكاذيبه على الآخرين. فالكذب والبجاحة، وما يليها من أخوات، صنوان متلازمان لا يفترقان، والكذَّاب المحترف لا يتردد في القَسَم أو الحلف بالله العظيم أو بالنبي الكريم ألف مرة في اليوم على أنه صادق أو أنه على حق، ولا يتورع أيضا عن سبِّ وشتم ولعن الآخرين والاعتداء عليهم إذا كشفوا كذبه وفضحوا أمره. ألَّا نلاحظ أن الشعوب المتأسلمة من أكثر شعوب العالم لجوءا للقسم والحلفان ؟؟؟!!
في مقال للأستاذ سامى لبيب على هذا الموقع بتاريخ 2013 / 1 / 26 وعنوان "ثقافة الكذب المقدس - لماذا نحن متخلفون؟" تحدث باستفاضة وموضوعية عن الأكاذيب والأساطير الموجودة في الأديان اليهودية والمسيحية والإسلاموية، وكيف أنها هذه الأديان بالتوالي تداولتها بقدر متصاعد من التزييف والخداع. وذهب إلى أن: "الزيف هو الإبن الشرعى للكذب ونحن نكذب لأننا لا نملك الثقة فى أنفسنا ووجدنا مشروعية فى داخلنا غير معلنه لنكذب، فالله يكذب فى كتبه فلنمرر الكذب من خلال الكذب المقدس".
وكما هو الحال في شأن الإرهاب، يمكن القول: إنَّ كل متأسلم ليس وقحًا وسافلًا ومنحطًا باختياره، ولكن كل وقح أو سافل أو منحط متأسلمٌ بالضرورة.
الأستاذ جهاد علاونة نشر أيضًا على هذا الموقع (في (1.12. 2014 مقالًا بعنوان "بجاحة المسلمين" عرض فيه أمثلة واقعية عديدة عن بجاحة ووقاحة المتأسلمين ، سواء الذين يعيشون في منبع ديانتهم: مملكة آل سعود أو الذين يعيشون خارجها. وبيَّن كيف أنهم يتجرأون ويتبجحون على المخالفين لهم والمختلفين معهم وينعتونهم بأقذع النعوت وأسوأ السباب والشتائم ويصبون عليهم لعناتهم وسفالتهم في كل زمان ومكان، ومع ذلك: "وبنفس الوقت يستعملون في مكة والمدينة كل المبتكرات العلمية والاختراعات العلمية التي يخترعها لهم المسيحيون واليهود، وبأسلوب هزلي مضحك ومحزن ومبكي يقولون عن هؤلاء بأنهم كفرة، وعلما أن هؤلاء الكفرة أناروا لهم شوارعهم وبيوتهم ومدنهم ودخلت مخترعاتهم بيوتهم وجيوبهم مثل الكمبيوترات والموبايلات وكل الأجهزة الكهربائية التي لم يخترعها أي مسلم على الإطلاق". وخلص إلى أنهم "يبصقون في الصحن الذي يأكلون منه".
لا جدال إذن في ان المتأسلين قد استعدوا العالم أجمع وعبَّأوه ضدهم وضد ديادنتهم، فالمظاهر السلوكية الشاذة الملازمة للكثيرين منهم أينما وجدوا لا تحتاج إلى دليل أو برهان، لأنهم يعايشونها ويمارسونها بأنفسهم جهارًا نهارًا منذ ما يقرب من 1500عام أسوة بنبيهم الكريم، الأمر لا يتعلق هنا بنزوة عابرة أو فورة غاضبة، ولكن بمنظومة ثقافية ممنهجة، تأصَّلت في نفوسهم وترسَّخت في وجدانهم، بحيث لا يسلم منها حتى أتقياؤهم الذين لم يأخذوا دورهم فيها بعد، أو أنهم رفضوا عن قناعة شخصية اتخاذ دور فيها. وقد انسحب ذلك الآن على العالم برمته ليعاني منه الآخرون. ولكن ما يحتاج إلى دليل وبرهان ولا يعرفه الآخرون هو مصدر ومنبع هذه البجاحة وأخواتها المقدَّسة والمعزَّزة والمكرَّمة من أين جاءت؟؟ ولماذا؟؟
الثقافة الإسلاموية الطاغية في المجتمعات المتأسلمة، قائمة أساسًا على نصوص فولاذية وضعها مجموعة من الخبثاء من أجل الأغبياء في كتب عديدة أهمها ما يسمَّى بـ"القرآن" وما يُعرَف بـ"كتب الصحاح" وغيرها، وجميعها تفوح منها رائحة البدو في صحرائهم الجرداء، وتحمل مرآة صادقة لحياتهم وطبيعة سلوكهم، وتغذي حياتهم بالأكاذيب والتناقضات والهذيانات والهلوسات الإلهية، هذه الكتب تسببت في نشوء مجالٍ رحبٍ، بلا معالم محدودة أو حدود محدَّدة، ليتبارى فيه كم هائل من العملاء والمرتزقة الكذابين والمخادعين والدجالين والملفقين والمدلسين والقتلة وقطاع الطرق المجرمين وأصحاب الأمراض النفسية والمختلين عقليًا وسلوكيًا من العاملين والمؤثرين في الشأن العام، ليدلون فيه بدولهم تبعًا لما يرونه هم وحدهم، ولأنفسهم وحدها، بإسم الله الأكبر ونبيه الأكرم، ويجدون دائمًا في هذا المجال نصوصًا وأفعالها مقدسة تدعِّم إدِّعاءاتهم وتقوي سطوتهم وتعمل على بسط نفوذهم في مجتمعات مقهورة ومُجَهَّلة وُمغَيَّبة وشديدة الانحطاط. إنهم يكذبون بأعلى أصواتهم، ويملأون المشهد العام بصراخهم، لأنهم يكذبون على أنفسهم وعلى الآخرين، وهم بذلك يتخذون من الكذب دينًا كما يقول السياسي والمحامي التونسي شكري بلعيد الذي قتله الرعاع بسبب أشاعة أنه تبوَّل على القرآن.
من الثابت أن هذه الثقافة، كأي ثقافة فاشية - عنصرية، لا تطغى ولا تسْتأسِد إلَّا بتبنَّيها البحث الدائم عن عدو وإيجاده ومناصبته العداء. هذا العدو قد يكون مخالفًا أو مختلفًا من أهل الذمة (اليهود والنصارى) أو الخوارج أو الدواعش المجرمين أو الكفار والمنافقين أو الملحدين والعلمانيين أو الديموقراطيين أو الشيوعيين أو الليبراليين أو الشيعة والبهائيين أو الوثنيين أو عبدة الشيطان الرجيم .... أو غيرهم من قائمة طويلة ومتجدد كل حين. فإذا تعذر على أتباعِها إيجاد العدو المناسب، إرتدوا بعدائهم إلى أنفسهم، وبذلك يعادون العالم من حولهم ويعادون بعضهم البعض بالمثل. ويبدأون عداءهم كما هو حادث بسبِّ العدو المزعوم وشتمه ولعنه وإصدار الأحكام المسبقة عليه، ومعاقبته إمَّا بالنفي أو بالجلد أو بتقطيع يديه ورجليه من خلاف أو ثمل عينيه بالمسامير المحمَّاة بالنار أو رجمه أو حرق جسده أو إزهاق روحه وحرمانه من الحياة وسبي من يمت إليه بصلة من النساء واغتصابهن بإسم الله الأكبر ونبيه الأكرم.
أنظر مقالًا لي بعنوان "الثقافة الإسلاموية وصناعة الأعداء" على الرابط التالي:
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=524264
إنها ثقافة مؤسسة وقائمة وشائعة على الكذب (الأسود) وحده منذ بدايتها، فعندما تزعم أنها خير أمة أخرجت للناس لا تعني سوى أنها أسوأ أمة على الإطـلاق، وعندما تصف نبي الأسلمة بالصادق الأمين لا تعني سوى أنه الكاذب الخائن، وعندما تقول إن الأسلمة دين الحق، لا يعني هذا سوى أنها دين الباطل والضلال ...... وهكذا، وهناك إشارات إلى هذا واضحة وصريحة مبثوثة بين ثنايا الكتب لمن يقرأها بعقل متفتح وبتجرُّد من التقديس الأعمى والهوس العاطفي. وذلك لأن ثقافة البحث الدائم عن عدو تتطلب تقديم الكذب كغذاء يومي للناس، كي يعيشوا حياتهم على الكذب ويُنْهوها بالكذب. يقول الجامعي والروائي الجزائري الأستاذ واسيني الأعرج: "الكذب في بلادنا ليس استثناء، ولكنه من فرط التكرار صار [ يشبه الحقيقة ]"، وقد جانبه الصواب إلى حد ما في تعبير [ يشبه الحقيقة ]، فالكذب في بلاده كما هو الحال في كل بلاد المتأسلمين، هو الحقيقة الواضحة والساطعة كالشمس، فهو ليس شبه حقيقة، كما أنه ليس استثاءً، بل هو أحد القواعد الإسلاموية العتيدة ومَعْلَم أساسي من معالم التأسلم، وهو الغذاء اليومي للمتأسلمين في كافة بقاع الأرض، لأن نبيهم الكريم كان بارعا في اختلاق الأكاذيب وفرضها على النفوس والعقول بحد السيف. فأصبح للكذب فقهٌ خاصٌ في صحاح البخاري ومسلم ومالك وسائر أئمَّة الفرس الآخرين. ثم جاء العملاء وأمثالهم لينقلوا الكذب الوضيع والممارسة المحمدية السياسية الشائنة في الفقه المقدس إلى الحقل الثقافي العام، بل إنهم جعلوا من هذا الكذب ذاته ثقافة يعملون من أجلها ويقتاتون من ترويجها ونشرها، ولا يجد أحدٌ منهم أدنى غضاضة أو أقل حياء إذا واجهه الناس بكشف أكاذيبه، لأن شيمته البجاحة والوقاحة وأخواتهما المقدَّسة المكرَّمة المعزَّزة. وغالبًا ما تحمله بجاحته ووقاحته وسفالته إلى معاقبة من اكتشف أكاذيبه ليفرضها على نفوس وعقول الآخيرين بالقوة، إن نبي الأسلمة يجب أن يبقى أسوة حسنة له.
وقاحة إله الأسلمة في قرآنه المجيد، تقتضي بحثًا خاصًا بها، أمَّا نبيه الكريم وأسوة المتأسلمين الحسنة، فعدِّد وقاحاته وأخواتها بلا حرج أو طرمخة ... مما سجلته لنا كتب التراث الإسلاموي المقدَّسة:
(ملحوظة: كلمة طرمخة فى العامية المصرية تحمل معانى مثل: تسوية الخلافات عن طريق إخفاء الفضائح أو تستر عليها أو تجاهل عمداً امراً شائناً. والكلمة مُحرَّفة عن كلمة «Tarmac» في اللغة الإنجليزية وفى بعض اللغات الأوروبية، وتعني: رصْف الطرق، وهى مكونة من مقطعين: «تار»، ويقصد بها القار، وهو ناتج ثانوى من عملية تقطير الفحم الحجرى ، ويشبه الزفت والأسفلت، و«ماك» هو اسم مهندس الطرق الأسكتلندى العبقرى «ماك ألن»، مبتكر طريقة الرصف الحديثة، باستخدام كسر الزلط «الحصى»، المخلوط بالقار.. بدلا من الحجارة، لتكون طرقا مستوية ناعمة..)
أليس من الوقاحة والسفالة والانحطاط،
أن يصف نبي نفسَه بأنه سيد الخلق أجمعين، وأنه سيدهم يوم القيامة وأنه فُضِّل على الأنبياء جميعًا لأنه نُصِر بالرعب و أُحِلَّت له الغنائم؟!
ويتخذ من أفخاذ خديجة برهانا على نبوته؟!
ويفاخذ صغيرة السن، ويشتهي طفلة فوق الفطيم؟!
ويأمر بقتل الناس بمن فيهم النساء والأطفال وحرقهم؟!
ويعاقب قبيلة بأكملها (بني قينقاع) ويحملها على الهجرة عن بكرة أبيهم ويصادر أموالها وأراضيها وكل ممتلكاتها بسبب زعم أن شخصًا واحدًا وهو شاب يهودي تحرش بامرأة متأسلمة، مع أن التحرش بكل نساء العالم يجري الآن على أيدي المتأسلمين أينما وجدوا؟!.
ويقطع الأيدي والأرجل من خلاف ويسمر الأعين بمسامير، ويترك الضحايا تحت أشعة الشمس الحارقة يكدمون الأرض بألسنتهم حتى الموت؟!
ويقتل رجال بني قريظة و يتقاسم نساءهم وأطفالهم وأموالهم بين أتباعه!
وأن يقاتل جميع الناس حتى يقولوا أنه رسول الله وإلاَّ قتلهم وأخذ أموالهم؟!
ويشق أم قرفة المرأة العجوز بين جملين؟!
ويقول بأن قطع يد السارق في ربع دينار فصاعدًا أو بيضة!
ويقتل كنانة بن الربيع (زوج صفية بنت حيي) وأبوها وعمها وكل قومها ويسرق الكنز والغنائم ويأسر صفية ويأخذها لنفسه، وينكحها في نفس اليوم!
ويشتهي زينب بنت جحش (امرأة ابنه بالتبني زيد بن حارثة) لنفسه و يتزوجها؟!
وأن يكون طريق الجنة هو السرقة و الزنى؟!
ويقر الجنس و الدعارة في الجنة و في محضر إلهه؟!
وأن يكون نبيًّا ويتسم بقلك الأدب وسوء الأخلاق، فيسب ويلعن، ويعري ابنته فاطمة أمام العبيد، ويزني مع ماريا القبطية!، ويشترط لعودة الحياة الزوجية بعد الطلاق وجود محلل يتذوق العسيلة؟!
ويمج في الماء و يغسل قدميه و يتوضأ ثم يأمر الناس أن تشرب منه؟!
ويتزوج ميمونة و هو محرم، وأن يضاجع الحائض، أو تتزر زوجته وهي حائض ثم يباشرها، مما يتعارض مع قرآنه: {يقولوَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} البقرة [222]؟!.
ومن الوقاحة أن يقول: إذا تزوج العبد بغير إذن سيده كان عاهرا؟!
ويسارع إلهه في هواك فتهب المرأة جسدها له؟!
ويمص لسان عائشة أو يباشرها و هو صائم أو يقرأ القرآن ورأسه في حجرها وهي حائض ويأتيه الوحي وهو في لحافها؟!
ويصلي ويغمز أفخاذ عائشة لتغلق رجليها واذا قام بسطتهما؟!
ويطوف على نسائه بغسل واحد؟!
ويضطجع مع امرأة ميتة في قبرها؟!
ويصلي من غير وضوء؟!
ويأمر بالوضوء بماء مخلوط بحيض و لحم كلاب و نتانة؟!
ويحك النخامة و المخاط و البصاق بيده؟!
ويتبرز أمام الناس و يأمرهم أن يأتوه بثلاث أحجار؟!
ويتنخَّم ويأخذ الناس نخامه ويدلكون به وجههم وجلودهم ويتباركون بفضلاته القذرة، لأن لها رائحة المسك، وقبل أن تبتلعها الأرض؟!
ويحلل نكاح الرجل ابنته من الزنى أو أخته من الزنى أو بنت ابنه من الزنى؟!
ويحلل زواج المتعة، انكح و ادفع الأجر؟!
ويحلل الزنى لنفسه ويحرمه على غيره، ترجى من تشاء منهن وتئوي إليك من تشاء؟!
ويرشي الآخرين ليتأسلموا(المؤلفة قلوبهم)؟!
ويحتقر العميان ويعبس في وجوههم، ويطرد الفقراء؟!
ولا يسمح لأحد أن يكلمه إلا بعد أن يدفع له نقود؟!
ويمص لسان علي بن أبي طالب و يغذيه من ريقه المبارك؟!
ويلبس مرط عائشة فتبقى عارية وهو مضطجع كاشفا فخذيه ويستقبل زائريه وعندما يدخل عثمان عليهما يطلب من عائشة أن ترتدي ثوبها [اجمعي عليك ثيابك]؟!
(المِرط عبارة عن كساء من الصوف تضعه المرأة مابين السرة والعانة)
وأن يحضن ويقبل الرجال وهو عريان؟!
ويطلب من أميمة بنت النعمان أن تهب له نفسها، فترد عليه: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة (أولاد الشوارع والصعاليك)؟!
ويحترف الكذب ويقتل من يفضح أكاذيبه؟!
ويحلل لنفسه ما يحرمه على الآخرين ؟!
ويدعي بعد هذا وغيره الكثير أتباعه بأنه كان على خلق عظيم وأنه جاء ليكمل مكارم الأخلاق مالم يكن مفهوم الأخلاق مختلفًا تماما لديه؟!.
ومع مر العصور والأزمنة تضامن العملاء مع الخبثاء وتجمعوا حول ممارسات نبيهم هذه وحولوها إلى الحقل الثقافي العام، فسيطرت على مفاصله، وطغت على بنوده بعد بلورتها في تحريم الفعل وتحليل مقابل له، فمثلًا:
تحريم القتل وتحليل قتل الكافر والمرتد …
تحريم السرقة وتحليل الغنائم من الغزو…
تحريم الزنى وتحليل اغتصاب ملكات اليمين والعبيد وسبايا الحروب…
تحريم الكذب وتحليله في الحالات الثلاث المذكورة آنفا، بحيث تشمل مقومات الحياة جميعها أو إتباع التقية والتوْرِية والمعاريض وجميعها كذب فوَّاح…
(التقية هي ببساطة أن يتمسكن المرء حتى يتمكن، والتورية والمعاريض هي أن يقولَ الشخصُ لفظًا هو ظاهرٌ في معنًى، ولكنّ المرادَ به معنًى آخرُ).
تذكر كتب التراث أنه بعد موت نبي الأسلمة وجد المتأسلمون أنفسهم أمام ديانة سياسية في المقام الأول وسائلة وغير محددة المعالم والأهداف، وتمس مباشرة حياتهم التي من المفترض أن تكون ملكًا خالصًا لهم كالبشر الآخرين، فكان لا بد من انقسامهم وتفرقهم إلى عشرات الفرق والجماعات التي يتزايد عددها كالسرطانات من حين لآخر. تسعى جميعها وبشتى الطرق الإنسانية واللا إنسانية لاستغلال الدين والاستفادة منه أسوة بنيهم الكريم، وراحت جميعها تدعي أنها تلتزم بتعاليم الإسلام الصحيح والسير على هدي سيد الخلق أجمعين، وأنها هي الفرقة الناجية من النار والفرق الأخرى مصيرها جهنم وبئس القرار، وجميعها تتهم بعضها البعض بالكذب والتزييف والافتراء على نبيهم الكريم، وتحولت ثقافة الكذب الإسلاموية المحمدية هذه إلى مسخرة هزلية لا ينتبه إليها الكثير من الناس لاعتبار أنها أمرا طبيعيًا، ولا مانع نفسي أو أخلاقي أن تتطور تلك الخلافات إلى حد الاقتتال والقتل، فالعدو - مهما كان قريبًا أو بعيدًا - يجب أن يكون حاضرًا باستمرار، كي تظل المنظومة العفنة على قيد الحياة.
ولأن الإسلاموية ديانه سياسية سائلة وغير محددة المعالم ، فبعد انهيار الخلافة الإسلاموية المزعومة تبلور أسلوب رعايتها وحراستها والاستفادة منها في أيدي فريقين من الحكام يتقاسمان معًا الكذب الوضيع والممارسة المحمدية الشائنة أحدهما يختص بالسياسة المجردة (رجال السياسة) والآخر يختص بالسياسة الدينية أو الدين السياسي (رجال الدين)، على أن يعملا معًا في نفس الحقل الثقافي العام، لما يحققه لهما من مصالح مشتركة. ولكن تحقيق المصالح بين شركاء يخضع دائمًا للعبة "شد الحبل"، فالفريق الأول الذي بيده السلاح يحاول السيطرة على الفريق الثاني بِجَعْلِه خاضعًا لحمايته ورعايته، والفريق الثاني الذي بيده الأيديولوجية، يحاول السيطرة على الغوغاء والرعاع وستغلالهم فرادى أو جماعات لقتل المعارضين له، وأيضا في محاولة للتخلص من سيطرة الفريق الأول عند الضرورة. إن الرعاع والغوغاء هم الرصيد المخزون من الزخيرة الحية وأسلحة الدمار الشامل لدي رجال الدين.
يجري بين الفريقين صراع خفي من أجل تحقيق المصالح الخاصة على حساب قهر الناس وتضليلهم، وهم يعتمدون في ذلك على مرجعية سياسية دينية واحدة تحقق لهما مصالحما الخاصة والعامة وتعمل على بقائهما مسيطرين على عقول ونفوس الرعاع والغوغاء كلاهما يلتزم بقدر لا محدود من نفس الممارسات الوضيعة سواء كان ذلك في الخفاء أو في العراء.
كان لابد إذن أن تبلغ الوقاحة وأخواتها المكرَّمة المعزَّزة المقدَّسة قمتها، ليس لدي رموز السياسة وحدهم، بل أيضا، وفِي المقام الأول، لدي رموز الأسلمة الكبار، وعلى رأسهم شيخ المؤسسة الأزهرية المتعَلِّم في أوروبا على حد قوله، فيحملون منها قدرا غير معقول أو متوقع عندما يخاطبون الآخرين، لقناعتهم المسبقة بأن أولئك الآخرين أغبياء بلهاء ويعادون الله ورسوله ويكنون للأسلمة كرها أبديًا، ويحسدون المتأسلمين على نعمتها التي أنعم الله عليهم بها من دون البشر أجمعين، الأسلمة في حد ذاتها نعمة منَّ الله عليهم بها، دونما اعتبار يذكر لما تسببه لهم من سفالة وانحطاط وما يتسببون بها في إلحاق الأذى بالآخرين. يحاولون بث أكاذيبهم في عقول متفتحة ونفوس متحررة بدلًا من أن يتكلموا عن ضرورة إصلاح ديانتهم وتنظيف اليات عمل ثقافتهم، بحيث تدعم القيم الإنسانية والأخلاق الحميدة والسلوكيات الرشيدة ويطلبون من تلك العقول والنفوس المتحضرة ومن ساسة العالم مساعدتهم في إخراجهم من نفق الاٍرهاب ومن ظلمات البداوة التي طال أمدها إلى نور الإنسانية، وتخليصهم من أفكار الثقافة العفنه وأمراضها التي تغلغلت في عقول وكيان ووجدان غالبية الناس.
يذهب شيخ المؤسسة الأزهرية إلى الغرب ويحاول بكل وقاحة وصفاقة إسقاط عفونة ثقافته ووقاحتها على معتنقي الأديان الأخرى، دون خجل وحياء، وكأنه بهلولًا، يخاطب بهاليل مثله، لا يعرفون القراءة والكتابة وليست لديهم عقول يفكرون بها، أو عمل يشغلون به أنفسهم، وجاءوا ليتسلوا بطلعته البهية، ويروِّحوا عن أنفسهم بكلماته الندية.
إن رموز الأسلمة المحمدية يخدعون أنفسهم ويخدعون الرعاع والغوغاء في بلادهم، ويحاولون خداع الآخرين الذين يعرفون عنهم وعن ديانتهم أكثر مما يعرفون هم أنفسهم، ويعرفون حق المعرفة ما يخفونه عمدًا ومع سبق الإصرار من ثقافتهم الدينية الحمقاء في محاولات عبثية أو ساذجة، كما يعرفون أنهم يخدعون شعوبهم بنجاح منقطع النظير بعد قهرها وتجْهيلها وتغييب وَعْيها.
أليس من وقاحتهم أن يطرمخوا على فضائح نبيهم الكريم أو يحاولوا نبريرها بسذاجة لم تعد تخفي على أقل الناس ذكاء وفطنة؟؟.
أليس من وقاحتهم أيضا أن يقدموا الأسلمة [أسلمتين] إحداها للعالم المسيحي واليهودي والوثني المتحضر بصفتها دين المحبة والسلام إلى آخر الكذب، والأخرى للعالم المتأسلم الفاسد المتأخر.... إلى آخر المعلوم فيه من السلوكيات والأخلاقيات المشينة بالضرورة؟؟.
وأخير، أليس من الوقاحة والصفاقة والحماقة أن يترك المجال العام لسيطرةُ وطغيان الغوغاء والرعاع على العقل الجمعي في المجتمعات المتأسلمة، وقهر العقل الحُر وحرمانه من التعبير عن نصيبِه في إثباتِ وجوده وتأكيد مشاركته في بناء الإنسان في هذه المجتمعات المريضة من العالم...؟؟؟



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن