2017 / 2 / 3
الشمولية و عقلية العسر و اليسر
تضع الانظمة الشمولية التي عرفتها البشرية الشيوعية العالمية كما فهمت في الاتحاد السوفيتي السابق على قدم و ساق مع الانظمة العنصرية الدموية كالنازية الالمانية و الارهابية الاسلامية لانها تحتكر الحقيقة المطلقة و لانها تعتبر نفسها الانظمة الوحيدة التي تصلح للانسانية و لكنها اي الشيوعية المثالية كفكرة طبعا بعيدة كل البعد عن الارهاب و الثأر و غيرها من الميزات الدموية التي اشتهرت بها النازية و تشتهر بها الحركات الارهابية الاسلامية.
توفر الحركات الشمولية خاصة في العالم الحاضر المعقد و الملون و المتعدد الاطراف للانسان الساذج موطن او قاعدة ثنائية سياسية مبنية على عقلية الصديق (الربع في العامية العربية العراقية) و العدو و ترى العالم باللونين الابيض و الاسود فقط او تقسمها الى قسمين: الرحمن و الشيطان – المؤمن و الكافر – الخير و الشر – العسر و اليسر.
لهذه العقلية الثنائية البسيطة اسباب نفسية اجتماعية اقتصادية و ثقافية و هي تستند عادة على الطبقات الفقيرة المحرومة من المال و الثقافة و المكانة الاجتماعية و التي تشكو بسببها من مشاكل نفسية. هكذا بدأت جميعها و نجحت لانها بسيطة في فكرتها لا تتطلب التفكير و رؤية اطياف الالوان و الشك. يحتل الاسلام هنا موقع الصدارة لانه لا يثقل كاهل المؤمن بالتفكير و يترك كل شيء لله و تهيأ العربية له الارضية اللغوية بعبارات كثيرة لا تعد و لا تحصى: الله اكبر و اعوذ بالله و الحمدلله و انشاءالله و...... لاتزال عقلية الانسان الشرقي تشكو من عمى الالوان لا ترى الا الابيض و الاسود.
www.jamshid-ibrahim.net
https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن