خواطر لمن يعقلون – ج101

مالك بارودي
malekbaroudi77@gmail.com

2016 / 12 / 24

خواطر لمن يعقلون – ج101
.
1..
هزيمة داعش لن تُوقف حمّام الدّم. هزيمة الإسلام فقط يُمكنها أن تُوقف الإرهاب. لا ينفعُ تقليمُ شجرة الإرهاب، بل يجب إقتلاعها من جذورها. وجذورها هي الإسلام.
.
2..
يحتفلون بمولد محمّد بن آمنة ويرددون ما يعجبهم من حكايات عن خصاله وأخلاقه ينتقونها من كتب تحوي بين طياتها آلاف الجرائم والفضائع والفضائح التي إرتكبها من يقولون أنه "سيد الخلق" ومن يصف نفسه في هلوساته القرآنية بأنه "على خلق عظيم". إذا كان ما تروونه صحيحا فيجب أن تذكروا نقيضه المذكور في نفس الكتب؛ وإن كانت هذه الجرائم والفضائح مفتراة على إبن آمنة فمن أدراكم أن ما تصرون على تعليمه للناس وحشو أدمغتهم به ليس مفترا عليه هو أيضا؟ أليس العيب الذي يطال الجزء هو عيب في الكل أيضا؟ أليس الشك في حديث واحد سببا وجيها للشك في الكتاب الذي إحتوى على ذلك الحديث، وأعني الشك في الكتاب بأكمله؟ أم أن لديكم موازين أخرى لا تخضع للمنطق المتعارف عليه تقيسون بها الأمور؟ هل يصح أن يكون الرجل كاذبا وصادقا في نفس الوقت؟ أم أن لسان حالكم هو القائل: ليسقط المنطق من أجل عيون زعيم عصابتنا، نبي اللحمة؟
.
3..
لا يتوقف المسلمون عن التباكي على حالهم المنحط والمتخلف ويتهمون العالم بأنه دبر وحاك ومازال يحيك المؤامرات للإطاحة بالمسلمين و - بطبيعة الحال - بالإسلام؛ بل أكثر من ذلك، ففي نظر معظم المسلمين، لا همَّ للعالم كله سوى التآمر ونصب المكائد للمسلمين؛ لكن المسلمين معذورون، فما تم تلقينه لهم على إمتداد أربعة عشر قرنا من الخرافات والخزعبلات أدى بهم إلى حالة عمى ميؤوس منها، فمهما حدث لن يقتنع المسلمون بالحقيقة التي خلاصتها أن ما وصلوا له لم يكن أبدا نتيجة مؤامرات أو بفعل الآخرين من أتباع الديانات الأخرى، بل بسببهم هم أنفسهم ونتيجة أفعالهم هم أنفسهم وبسبب الإسلام.
.
4..
هلل العرب في 2011 لما حدث في تونس وإعتبروه ثورة، رغم أن ما حدث لا يتجاوز حالة غدر تعرض لها رئيس الدولة وقتها في خضم إنفلات أمني مصحوب برغبة شعبية في ممارسة السرقة والنهب والسطو على أملاك الغير. (إلى الآن، كثيرون هم الذين يتهمون زين العابدين بن علي بالسرقة ونهب المال العام وإستغلال النفوذ لتحقيق مصالح له ولعائلته. ولكن بعد رحيله إتضح أن كل التونسيين على بكرة أبيهم سارقون وناهبون للمال العام والخاص وتبين أنهم لا يتورعون لحظة عن إستغلال نفوذهم ومناصبهم لتحقيق مصالحهم. لكن، كما يقول المثل: الجمل لم ير سنامه ولكنه رأى سنام صاحبه. أو لنقل أن ما فعلوه يشبه شخصا في عينه خشبة ولكنه يريد نزع قشة من عين صاحبه.) هلل العرب لذلك وإعتبروه حدثا تاريخيا لا مثيل له وعلقوا عليه الآمال وأرادوا إستنساخه في دول أخرى، ولم يتفطن أحد لأهم أسئلة كان يجب على العرب طرحها والتفكير فيها (ربما لأنهم لا يفكرون، أو أنهم لا يعرفون معنى التفكير أصلا): ما معنى كلمة ثورة؟ وهل العرب قادرون على القيام بثورة أصلا؟ وعلى أية بنية تحتية فكرية سيبنون ما بعد الثورة؟ لو طرحوا هذه الأسئلة وفكروا فيها لعلموا زيف ما سموه ثورة ولعرفوا أنهم فارغو الوفاض لا يوجد لديهم أي فكر يمكن أن يفضي إلى ثورة وبالتالي لا شيء لديهم يمكن أن يبنوا عليه ما بعدها، ولما تكبدوا كل هذه الخسائر التي حلت بهم خلال السنوات الست الماضية... الثورة ليست مجرد تغيير نظام حكم وليست مجرد إستبدال دستور قديم بدستور جديد. الثورة تغيير في كل شيء، من أبسط عادات الفرد إلى أعقد أمور السياسة. الثورة التي لا يسبقها فكر ولا مفكرون ليست ثورة بل مجرد دوران في حلقة مفرغة.
.
5..
حربنا ليست مع الآلهة، فنحن مقتنعون بعدم وجودها وبعدم وجود أي دليل عليها، وبالتالي فمن الحماقة أن نحارب أشياء لا وجود لها. مشكلتنا الأساسية والرئيسية مع الخرافة والفكر الخرافي الذي يؤمن بالآلهة وينسب بها ما يريد رغم تعارض هذه الإدعاءات مع أبسط قواعد المنطق والعقل. نحن نحارب الخرافة وذلك لإقتناعنا بأن فكرة الآلهة والأشباح لن تموت طالما أن هناك مكان للخرافة في عقل الإنسان.
.
-----------------
الهوامش:
1.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب على مدوّناته:
http://utopia-666.over-blog.com
http://ahewar1.blogspot.com
http://ahewar2.blogspot.com
http://ahewar5.blogspot.com
2.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
https://archive.org/details/Islamic_myths
3.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/malekbaroudix



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن