لماذا هذا المديح لقيادة الحزب؟

مازن الحسوني
mazin.basra@hotmail.com

2016 / 12 / 23

رعت الانتباه بعد نهاية المؤتمر العاشر للحزب كتابة مقالات للرفيق جاسم الحلفي يكيل فيها المديح للرفاق الجدد الفائزين بعضوية اللجنة المركزية (يعني مو من أعيد انتخابه مجددا) وعنون بعضها بأسماء البعض منهم.
هذه الحالة يمكن فهمها بعدة أوجه.
إذا كانت تصب بباب دعم هؤلاء الرفاق الجدد بسبب عدم امتلاك الخبرة الكافية لهكذا مهمة فهذه الوجهة كان من الممكن تسويقها بطريقة أخرى من خلال العمل والمساندة لهم بمهامهم والوقوف بجانبهم في كل محنة.
أما بهذا الشكل العلني وبأول أيام انتهاء أعمال المؤتمر، فالقضية تتحمل أبعادا متعددة جلها لا يصب في مصلحة الحزب وتفتح الأبواب لاحتمالات كثيرة قد تكون صحيحة أو خاطئة وهو ما أوقع الرفيق نفسه والحزب بهذه الإشكالية سواء كان يدرك او لا يدرك رغم معرفتي بالرفيق بأن ما أقدم عليه كان مدروسا وليس عفويا.
ما يؤكد كلامي هذا هو مواصلة المديح ليس للرفاق الجدد فقط بل رسالة يمدح فيها أبو داود، وبالتالي ما الغاية من هذا المديح؟
* سأناقش ما كتبه أبو أحلام بحق أبو داود ومنه نستشف هل كانت الغاية تخدم الحزب أم تقف وراءها دوافع أخرى؟
- يذكر بالمقالة أن أبو داود قاد مشروع التغيير بالحزب منذ عام 1993!
* كيف يقود التغيير من يرفض تحديد فترة زمنية للسكرتير؟
* كيف يقود التغيير من يرفض انتخاب السكرتير داخل المؤتمر أسوة ببقية الأحزاب اليمينية واليسارية بالعالم وليست الشمولية؟
- قدرته على اتخاذ الموقف المناسب في الوقت المناسب!
* يوم أدخل الحزب بمجلس الحكم من بوابة كونه شيعي وليس ممثل لحزب وبالتالي ساهم مع من ساهموا ببناء اللبنة الأولى لنظام المحاصصة، هل كان هذا قرارا مناسبا؟
* يوم اتخذ قرار الموافقة على المعاهدة الامريكية العراقية هل كان هذا قرارا مناسبا؟
* يوم اتخذ قرار الموافقة على الدستور الملغوم بكل ما يعيق بناء دولة مدنية حديثة هل كان هذا قر ارا مناسبا؟
* يوم لم يشرك القاعدة في اختيار من يمثل الحزب بالانتخابات البرلمانية، هل كان هذا قرارا مناسبا؟
- العمل الجماعي بعيدا عن محاور التخندق!
* لم يعد خافيا مدى الانقسام داخل قيادة الحزب حول الكثير من القضايا ووجود صراع كبير بين المحافظين والاصلاحيين وبالتالي قاد الرفيق أبو داود جبهة المحافظين لسنوات عديدة وتخندق حوله الكثيرون وبالتالي كانت واضحة لنا ماهية الصراع الدائر داخل اللجنة المركزية ومن هنا نفهم لماذا كان يرغب ببقاء جميع القرارات العقدية التي تهم الحزب داخل إطار اللجنة المركزية وليس المؤتمر أو أخذ الرأي العام الحزبي.
* هذا التخندق لازال حاضرا في عمل قيادة الحزب ولن ينتهي إلا بشعور قادة الحزب بعدم الحاجة لمثل هكذا تخندقات طالما لدينا مؤسسة حزبية نزيهة ورفاق واعون لعملهم ومسؤولياتهم التي تفيد الحزب ويجري اختيارهم حسب الكفاءة.
- الخطاب الموسوم بالثورية والحكمة والاعتدال!
* الخطاب السياسي للحزب تتفق عليه الأغلبية الساحقة كونه لم يكن يواكب الظرف الحالي ولم يستقطب حوله الكثير من الناس وبالتالي لم يكن بالثورية التي تصفها وهذا ما تؤكده جميع تنظيمات الحزب والأصدقاء وتطلب على الدوام تغيير هذا الخطاب.
* أتفق معك كونه يتصف بالاعتدال وهذه الصفة التي لم تفد الحزب بشيء.
- اما خروج أبو داود من قيادة الحزب فهذا الموضوع أملته أسباب عديدة ولكن قراره يمكن وصفه بهذا المثل (مكره أخوك لا راغب).
- المؤتمر العاشر كرم الرفيق أبو داود على تضحياته وسنوات عمله وهو يستحق ذلك ولكن تقييم فترة قيادته للحزب بحاجة للتقييم بهدوء والتمحيص بكل القرارات التي هو مسؤول عنها ومدى فائدة الحزب او الضرر الذي لحق الحزب من خلالها لأن خطأه دفع الحزب جميعا ثمنه وهو ثمن باهض جدا.
* نحن أحوج ما نكون اليوم لرفاق يعون أن الحزب هو جسم واحد يتعافى متى ما كانت جميع أعضاءه معافاة وتكمل بعضها البعض.
* الحزب بحاجة لروح رفاقية سليمة ونظيفة وهذه الروح هي كانت السبب الأول لاستعداد الآلاف منهم للتضحية بالروح وبكل ما يملكون لأجل هكذا حياة رفاقية حلوة.
* دعونا نحافظ على هذه الروح السليمة لأنها المغذي الأساسي لجسم الحزب وهو ما تحسدنا عليه الأحزاب الأخرى.
* ويبقى السؤال الأهم هل يعون من هم معنيون بهذه الحالة بخطورة ما يعملون؟ وهل سنرى وقفة جدية لهيئات الحزب المختلفة من هكذا حالات قبل أن تستفحل ويصعب تجاوزها مستقبلا؟
الجواب في ملعبكم يا قيادة الحزب الجديدة.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن