ابن تيمية ..ينفي ذكر أهل البيت، حتى ينتفي معهم أصل التوحيد

نزار الخزرجي
nazaralkazraji1@gmail.com

2016 / 11 / 27

ابن تيمية ..ينفي ذكر أهل البيت، حتى ينتفي معهم أصل التوحيد

كلمة (لا إله إلاّ الله) هي أساس الدين الإسلامي بل أساس كلّ دينٍ سماوي أنزله الله تعالى ، و معناها : لا معبود إلاّ الله ؛ فإنّ الله تعالى أرسل الرسل لهذا الغرض ، كما قال تعالى في سورة الأنبياء (و ما أََرسلْنا مِنْ قبلِكَ مِنْ رسولٍ إلاّ نوحي إليهِ أنّهُ لا إلهَ إلاّ أنا فاعبُدونِ)
و قال أبو جعفر محمّد الباقر ع :"ما من شيءٍ أعظم ثواباً من شهادة أن لا إله إلاّ الله لأنّ الله تعالى لا يعدله شيءٌ و لا يشركه في الأمر أحد."
وقالَ أمير المؤمنين سلام الله عليه في خطبته المشهورة خطبة الأشباح رقم 90 في نهج البلاغة و نقتبس منها ( فَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ شَبَّهَكَ بِتَبَايُنِ أَعْضَاءِ خَلْقِكَ، وَتَلاَحُمِ حِقَاقِ مَفَاصِلِهِمُ الْـمُحْتَجِبَةِ لِتَدْبِيرِ حِكْمَتِكَ، لَمْ يَعْقِدْ غَيْبَ ضَمِيرِهِ عَلَى مَعْرِفَتِكَ، وَلَمْ يُبَاشِرْ قَلْبَهُ الْيَقِينُ بِأَنَّهُ لاَنِدَّ لَكَ، وَكَأَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ تَبَرُّؤَ التَّابِعِينَ مِنَ المَتبُوعِينَ إِذْ يَقُولُونَ: (تَاللهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلاَل مُبِين * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ) كَذَبَ الْعَادِلُونَ بِكَ، إِذْ شَبَّهُوكَ بِأَصْنَامِهِمْ وَنَحَلُوكَ حِلْيَةَ الْـمَخْلُوقِينَ بِأَوْهَامِهمْ، وَجَزَّأُوكَ تَجْزِئَةَ الْـمُجَسَّماتِ بِخَوَاطِرِهِمْ، وَقَدَّرُوكَ عَلَى الْخِلْقَةِ الْمخْتَلِفَةِ الْقُوَى، بِقَرَائِحِ عُقُولِهِمْ. فَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ سَاوَاكَ بِشَيْء مِنْ خَلْقِكِ فَقَدْ عَدَلَ بِكَ، وَالْعَادِلُ كَافِرٌ بِمَا تَنَزَّلَتْ بِهِ مُحْكَمَاتُ آياتِكَ، وَنَطَقَتْ عَنْهُ شَوَاهِدُ حُجَجِ بَيِّنَاتِكَ، وَإِنَّكَ أَنْتَ اللهُ الَّذِي لَمْ تَتَنَاهَ فِي الْعُقُولِ، فَتَكُونَ في مَهَبِّ فِكْرِهَا مُكَيَّفاً، وَلاَ فِي رَوِيَّاتِ خَوَاطِرِهَا مَحْدُوداً مُصَرَّفاً- إلى أن قال سلام الله عليه - فَمَا دَلَّكَ الْقُرْآنُ عَلَيْهِ مِنْ صِفَتِهِ فَائْتَمَّ بِهِ وَاسْتَضِىءْ بِنُورِ هِدَايَتِهِ، وَمَا كَلَّفَكَ الشَّيْطَانُ عِلْمَهُ مِمَّا لَيْسَ فِي الْكِتَابِ عَلَيْكَ فَرْضُهُ، وَلاَ فِي سُنَّةِ النَّبِيِّ(صلى الله عليه وآله) وَأَئِمَّةِ الْهُدَى أَثَرُهُ، فَكِلْ عِلْمَهُ إِلَى اللهِ سُبْحَانَهُ، فَإِنَّ ذلِكَ مُنْتَهَى حَقِّ اللهِ عَلَيْكَ)
ومن هنا نعرف أن الأئمة "عليهم السلام " هم الإرث الطيب للرسول "صلى الله عليهِ والهِ وسلم" في توحيد الله ,فما ضل من أخذ التوحيد من اهله عن الراسخون في العلم ، فهؤلاء هم ترجمان القرآن سلام الله عليهم و من يؤخذ عنهم التفسير لأنهم هم النبع الصافي الأصيل لدين خاتم الانبياء محمد بن عبدالله صلوات الله و سلامه عليه و آله و هم ورثته في علمه و هم حجج الله على خلقه من بعده، الإ أننا نجد من بعض ممن إدعوا إنتمائهم لدين محمد"صلى الله عليهِ والهِ وسلم" أمثال التيمية والذين ساروا بعكس ما جاء بهِ الرسول وعدم إتخاذهم توحيد الله من ذلك النبع الصافي , وبذلك تجدهم قد إبتعدوا كل البعد عن توحيد الله وهذا ما أكده وأشار اليهِ المحقق الكبير والمرجع العراقي السيد الصرخي الحسني "أدام الله فيض علمه" في المحاضرة الثالثة من بحث ( وقفات مع ... توحيد التيمية الجسمي الاسطوري) بحوث : تحليل موضوعي في العقائد والتاريخ الاسلامي بتاريخ 25 - 11- 2016 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (بيان تلبيس الجهمية: [1/ 325-328]):{ وحكوا عن طائفة من المعتزِلة وغيرهم إنكار رؤية الله، والنقل بذلك متواتر عمَّن رأى ربه في المنام , ولكن لعلهم قالوا لا يجوز أن يعتقد أنه رأى ربه في المنام، فيكونون قد جعلوا مثل هذا من أضغاث الأحلام }.
وعلق السيد الصرخي حول هذا القول لابن تيمية :
(يعني الذي يرى ربه في المنام اعتبروا هذا من أضغاث الأحلام، من؟ المعتزلة، ومن؟ طبعًا لم يذكر الشيعة هنا، أيضًا الشيعة الإمامية، الشيعة وعموم الشيعة أيضًا يقولون بهذا القول، بعدم إمكان رؤية الله سبحانه وتعالى، لا في الواقع، لا في المنام، لا في اليقظة، لا في المعراج، لا في الآخرة، لا في الدنيا، لكن هو يحاول أن لا يأتي بالشيعة هنا ولا يناقش الشيعة هنا ولا يجعل الشيعة كمحور للنقاش الرئيس هنا، يذكر في مقامات هنا وهناك، يقفز وينط هنا وينط هناك ويذكر الشيعة، يذكر أتباع أهل البيت عليهم الصلاة والسلام؛ لأن ذكر الشيعة سيجعل المقابل يبحث عما عند الشيعة، وعندما يبحث عما عند الشيعة يجد أقوال أهل البيت، يجد أقوال أمير المؤمنين سلام الله عليه، يجد أئمة التوحيد، قادة التوحيد، رموز التوحيد، أصل التوحيد، يجد أهل البيت، يجد أمير المؤمنين، يجد إمام الموحدين، يجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد تجسد توحيده في أهل البيت سلام الله عليهم، في أئمة أهل البيت سلام الله عليهم، وابن تيمية يناقش هنا الآراء ويناقش المتكلمين، ويناقش الفلاسفة ويناقش الأفكار الأخرى والمذاهب الأخرى الكلامية، ويتهم هذه المذاهب، ويتهم المخالف بالجهمية وغير الجهمية، بالزندقة والارتداد وبالخروج عن الدين وبالضلالة، لا أقول في كل الأقوال، لكن في كثير من الأقوال يوجد مطابقة بل توجد متابعة لهم لما ورد عن أمير المؤمنين وسيد الموحدين عليه الصلاة والسلام، من هنا تعرف عندما يكون المحور الرئيس عند ابن تيمية هو قضية التكفير، قضية التوحيد الجسمي، فماذا يفعل؟ عليه أن ينفي ذكر أهل البيت، حتى ينتفي معهم أصل التوحيد، حقيقة التوحيد، وأساس التوحيد، وأصول التوحيد، ويضع الخطة (ب)؛ الخطة الاحتياط من يصل إلى أهل البيت، عنده الخط الآخر وهو تخريج علي من الصحبة، من الصحابة، من الخلافة، من الإيمان، من الإسلام، إذن عنده عدة خطوط دفاعية، وعدة خطط للهجوم)



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن