لخدمة من يتواصل العمل لتفكيك الفدرالية؟؟

أحمد حامد قادر
brwa962@gmail.com

2016 / 11 / 21

لخدمة من يتواصل العمل لتفكيك الفدرالية؟؟
بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية. وجهت حكومة (صدام) كل امكانياتها لضرب الثورة الكردية و تدمير كوردستان بالحديد و نار و السلاح الكيميائى و على أثرها توصلت فصائل الحركة الكردية الى إتفاق بعقد جبهة كردستانية من أجل: 1- توحيد قواها لمجابهة العدو الغاشم. 2- تثبيت هدف الثورة السياسى. فعقدت الجبهة المذكورة في 12/6/1988 في مقر الحزب الشيوعى العراقى بموقع (خواكورك). و تم تبنى شعار الحكم الذاتي الحقيقى كهدف سياسى للثورة. و بعد انتفاضة آذار 991 تبلور شعار المذكورفي صيغة الفدرالية.. و تمت ممارستها فعليا لغاية سقوط نظام البعث. رغم المصاعب و المشاكل و الاصطدامات المؤلمة بين القوتين الرئيستين (حدك و أوك) تم تثبيت الفدرالية لإقليم كوردستان العراق في نظام إدارة الدولة التي أقرت أثناء فترة احتلال أمريكا للعراق. فترة حكم (بريمر) وثبتت فيما بعد في الدستور الدائم. فتشكلت المؤسسات والإدارة بموجب ذلك (المجلس الوطنى و حكومة الإقليم) و سارت المسيرة بشكل مناسب لغاية سنة 2014 حيث أنفجرت الصراعات الحزبية مجددا. بشدة و قوة أكبر بالقياس مع السابق. فأدت الى حدوث أزمة ساسية تضاف الى الازمات الاقتصادية و المالية. و جاءت الحرب مع (داعش) لتزيد في الطين بلة كما يقال. و بظهور حركة التغير (كوران) تفاقمت الخلافات بشأن تعديل الدستور وكيفية إدارة الحكم و تقسيم الغنائم و المكاسب بين الأطراف الثلاث...
وكما أثبتتها الاحداث الجارية فأن الصراعات و الاصطدامات الدموية التي تخلخلتها لم تكن الا صراع من أجل الاستحواذ على السلطة و مصادر الثروة في الإقليم. أي المكاسب الحزبية الضيقة..
فمنذ بداية سنة 2015 و حتى شهر تشرين الأول من تلك السنة عقدت سلسلة من الاجتماعات. وتشكلت عدة لجان مشتركة لايجاد صيغة مناسبة تؤدى الى حل المشاكل القائمة و لكنها جميعا باءت بالفشل و العودة الى الصدامات و حرب الاعلام و تبادل الاتهامات المؤذية التي مازالت تسير نحو التعقيد و التوسع رغم الحرب التي تخوضها قوات (البيشمركه) ضد (داعش) منذ أكثر من سنة. فتعطل عمل المجلس الوطنى الكردستانى و تعثرت مهام حكومة الإقليم و ظلت مسألة رئاسة الإقليم و كذلك تعديل الدستور على حالتهما. ولهذه الأسباب يمر الإقليم بأزمات سياسية وإدارية و قانونية و اقتصادية و مالية لم يسبق لها المثيل منذ 994 !!!
فهناك ادارتان في الواقع, تسير كل في اتجاهها الخاص. ووصلت الأمور بين الأطراف الصراع أن تطالب حركة التغير بفصل محافظة السليمانية عن الإقليم. وجعلها كأية محافظة أخرى في وسط البلاد و جنوبها. وذلك لسبب واحد فقط وهو أن تسيطر الحركة المذكورة ومن يحالفها على الأمور في المحافظة.. اما ما يتعلق بالحقوق القومية للشعب الكردى و بالفدرالية فهى مسائل لا ناقة لهذه الحركة فيها ولا جمل.. فلو كانت حكومة نورى المالكى على دست الحكم في العراق لأستجابت للطلب المذكور حالا. وبدون تردد رغم كونه مخالفا للدستور العراقى. وهكذا وضعوا الفدرالية في مهب الريح الامر الذى ان أدركوا أو لم يدركوا فأن ماهم قادمون على تنفيذه يخدم بكل تأكيد مصالح ومآرب أعداء الشعب الكردى أينما كانوا و يستنكره جميع القوى الوطنية و الديمقراطية في الإقليم على أقل تقدير.
ان هذه المحاولات لغرض تفكيك الفدرالية تذكرنا باقوال بعض قادة الحركة الكردية القدماء الذين أكدوا بأن بعض فئات الشعب الكردى هم و انطلاقا من مصالهم الذاتية و خلال الصراعات و النزاعات الخاصة من جهة و بسبب التدخل الأجنبي في شؤنهم من جهة أخرى. قظوا و يقظون على كل فرصة مؤاتية لتحقيق امنياتهم القومية و حرية بلادهم. فيذكروننا بما نتجت عنها الصراعات و الخلافات بين الأبناء و الاحفاد من الاسر الحاكمة في الدول و الامارات الكردية التي نشأت و تعززت في القرون الثلاثة الماضية. والتي أدت الى سقوطها الواحدة بعد الأخرى والمقصود امارات ( البابانيون, الاردلانيون, والسورانيون...... الخ) وما أشبه اليوم بالبارحة كما يقال.. وأخيرا أعود للمثل العربى الدارج الذى يقول: لاتنه عن خلق وتأتي بمثله عار عليك ان فعلت عظيم.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن