تركيا_ موقف من علاقات حسن الجوار..!(*)

باقر الفضلي
fadli.2012@hotmail.com

2016 / 11 / 11


تركيا_ موقف من علاقات حسن الجوار..!(*)
كنا وقبل عامين من اليوم، قد تناولنا حدث إغتصاب محافظة نينوى وغيرها من المدن العراقية في المنطقة الشمالية من العراق في مقالة سابقة ؛ (العراق : ما المطلوب الآن ..؟؟)، وطرحنا العديد من الأسئلة عن أسباب ودوافع الحدث وموقف القوى السياسية العراقية وحالة الغموض التي إكتنفت تلك الأسباب وأشرنا في متن المقالة الى أن ما حدث في ذلك الحين وقبل عامين، يرقى لمستوى الفضيحة، حيث جاء في النص ما يلي:
"إنه غموض يرقى الى مستوى (الفضيحة)، وحتى الى مستوى الخيانة الوطنية، إن ثبت ذلك..؟؟! فالحدث وتداعياته المأساوية على جميع الأصعدة، إنما يؤكد بما لا يقبل الشك، أن جذوره تذهب بعيداً في عمق " العملية السياسية " نفسها، وبالذات في طبيعة الأسس التي بنيت عليها، حيث وبإختصار، جرى التوافق ومنذ البداية؛ على إختزال الوطن العراقي الى مجرد " مكونات " ذات طابع طائفي _ إثني، الأمر الذي دفع بكافة الأطراف السياسية، التي تحسب نفسها ضمن إطار هذا التقسيم، أن ترضى به، لما يكفل لها حصتها مستقبلاً في الكعكة العراقية، ولا غرابة والحال، إذا ما كتب الدستور و شرعت القوانين، وهي مشبعة بهذه الحقيقة، كتحصيل حاصل أو نتيجة منطقية لما جرى الإتفاق عليه منذ بداية وضع اللبنات الأولى لما جرى الإتفاق عليه ب" العملية السياسية "..!؟(**)

كما وإنه لمن الغرابة بمكان، في بلد بمستوى وحجم العراق، أن تنتهك سيادته أمام أنظار المجتمع الدولي، وحينما ينهض لإستعادة السيادة المغتصبة ، وفقاً لمباديء القانون الدولي، تستنفر قوى معينة، في محاولة منها، التشبث بشتى الحجج والذرائع لتعلن نفسها، وبما تدعيه من حقوق في تلك الأراضي المغتصبة، بإمتلاكها الحق في إنتهاك سيادة العراق تحت ظل تلك الواجهة، في تحد صارخ وغير مستساغ من قبل المجتمع الدولي، ولا القوانين الدولية أوميثاق الأمم المتحدة، فأي حسن للجوار هذا، يسمح بإنتهاك إستقلال وسيادة الجيران، ويقدم على غزو أراضيهم دون سابق إنذار، في وقت إستهجن فيه حتى الإعلام الدولي، ذلك العدوان، ولم يجد له مبرراً مستساغا؛ فقد خلصت مجلة نيويورك بوست الأمريكية في النهاية : [على القول بإن أردوغان يمكن أن يقوض جهود سحق داعش، وهناك مخاطر بأن يفعل هذا بطريقة يمكن أن تشعل فتيل حرب إقليمية جديدة.]]، كما وقد وصفته بالعدوان..!!؟؟(1)

هذا ومن جانبها، أشارت صحيفة الفايننشال تايمز البريطانية، الى أن : ": "أردوغان يخوض في وحل المياه السياسية السورية والعراقية"(2)
وبدوره، إنتقد الإتحاد الأوروبي، الموقف التركي من تدخل قواته في الأراضي العراقية، حيث وصف النائب الإيطالي فيتوريو أنيوليتو قائلاً: إنه "من الصعب التفكير باستمرار مفاوضات انضمام تركيا للإتحاد الأوروبي وهي التي تواصل انتهاك سيادة بلد مجاور وتلجأ إلى خيار السلاح لحل مشاكلها"، على حد وصفه ..!!؟؟"(3)

فأي شكل من العدوان هذا، إن لم يك العدوان بعينه، طبقاً لنصوص ميثاق الأمم المتحدة؛ العدوان الذي، حتى لن يحضى بتأييد ودعم من كان يقف الى جانبه، من دول حلف الناتو أو الإعلام الغربي، على سبيل المثال..!!؟؟

فالعراق حين يدافع عن سيادته، ويخوض حربه الوطنية من أجل ذلك، لا يريد من أحد أن يقوم مقامه، بهذه المهمة الوطنية؛ والعراقيون وحدهم المسؤولون عن تحرير أراضيهم المغتصبة، أما من يريد التدخل في هذه الحرب العراقية الوطنية ضد القوات الغازية وهو نفسه، من سهل مرور تلك القوات الى العراق، فلا بد أن تكون له مصالح خاصة في ذلك التدخل، وهو الأمر نفسه بالنسبة لتركيا، التي تفتش لها عن موقع قدم في هذه المعركة العراقية، ومن هنا يأتي إصرارها على عدم سحب قواتها من الأراضي العراقية، مستغلة من أجل ذلك، طبيعة الظروف التي تتواجد فيها القوات العراقية بإنشغالها في معركة تحرير أراضيها..!؟

أما حقيقة سلمية النوايا العراقية إتجاه الدولة الجارة تركيا، فقد عبرعنها الموقف الواضح للبرلمان العراقي، والسيد حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي لأكثر من مرة في مؤتمراته الصحفية المتتتالية؛ ذلك الموقف الذي تلخص في ضرورة سحب تركيا لقواتها من الأراضي العراقية، تجنباً لأي إشكاليات غير محمودة النتائج، وحفاظاً على علاقات حسن الجوار بين البلدين، فهل ستلتزم الدولة التركية بموقف مثل هذا، ينسجم مع نصوص القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويوطد علاقات حسن الجوار بين الشعبين والبلدين الجارين..؟؟!
باقر الفضلي
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
(*) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=534476
(**) http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=419104
(1) http://www.iraqicp.com/index.php/sections/news/50027-2016-10-31-07-19-43
(2) http://www.bbc.com/arabic/inthepress-37843673
(3) http://www1.adnkronos.com/AKI/Arabic/Politics/?id=1.0.1919752698












https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن