إعصار إسمه ترامب ...

طارق حجي
tarek@tarek-heggy.com

2016 / 11 / 9

فوز دونالد ترامب فى الإنتخابات الرئاسية وهو ما سيجعله الرئيس القادم للولايات المتحدة الأمريكية حدث إستثنائي ، فقد كانت كل مؤسسات الدولة الأمريكية The Establishment و98٪ من الصحف وقنوات التلفزيون الأمريكية ضده بل وإتحدت مع خصومه مؤسسات حديثة ذات تأثير قوي جدا مثل جوجل و فيسبوك ... ويضاف لذلك أن حملة هيلاري كلينتون تكلفت أكثر من ضعف تكلفة حملة ترامب. وقامت دول مثل السعودية وقطر بتمويل حملة هيلاري كلينتون. ورغم "كل ذلك" فقد إنتصر دونالد ترامب. ولاشك أن إنتصار ترامب هو شيء يسعد دولا مثل روسيا والصين ومصر وسوريا ... وتسعد أشخاصا منهم كاتب هذه الكلمات. فأنا أعرف الكثير عن علاقة هيلاري كلينتون بتنظيم الإخوان العالمي وبجماعة الإخوان فى مصر ، وأتذكر إجتماعاتها مع خيري الشاطر ، وأعرف الكثير عن علاقتها بهوما عابدين التى لعبت دورا رئيسا فى التقارب بين هيلاري كلينتون والإخوان ، وأعرف مثل كثيرين موقفها من ثورة 30 يونيه 2013 فى مصر ، وأعرف رغبتها فى تصعيد الصدام بين الولايات المتحدة وروسيا ... وكلها أسباب جعلتنى أتمنى فوز دونالد ترامب. وأضيف : أن مجرد توحد المؤسسات الإعلامية الأمريكية ضد ترامب كان سببا قويا لأميل لجانب ترامب. والذين يقولون أن ترامب لا يفرق عن كلينتون فيما يتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية لا يعرفون الفوارق الكبيرة والعديدة بين الحزب الجمهوري والحزب الديموقراطي ، ولا يعرفون معنى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستكون فى يد : (1) رئيس جمهوري (2) مجلس نواب جمهوري (3) مجلس شيوخ جمهوري. وهو واقع سيجعل الولايات المتحدة أكثر إهتماما ب "الداخل" وأقل إنشغالا ب "الخارج" ... ويقيني أن هيلاري كلينتون (فى حالة فوزها) كانت ستتبع سياسة شديدة العداء لمصر وكانت ستحارب بقوات الأمريكية مع المعارضة فى سوريا وكانت ستصل بالعلاقات الأمريكية/الروسية لحدود المواجهة العسكرية ... وكانت ستسمح ببقاء الأوضاع فى ليبيا كما هى عليه من تمزق وتشرذم وفوضي. وأخيرا ، فإن مجيء رئيس جديد للولايات المتحدة من "خارج المنظومة" ربما (أقول "ربما") يكون بداية إحداث تغيير فى مطبخ السياسات الخارجية الأمريكية والتى كان معظمها فى غاية البشاعة منذ تربعت الولايات المتحدة على عرش العالم مع نهاية الحرب العالمية الثانية فى أغسطس 1945 - طارق حجي.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن