شامل عبد القادر يوزع صكوك براءة الجلادين!!

فاضل عباس البدراوي
almuaser2000@yahoo.com

2016 / 10 / 24

يواظب الصحفي البعثي العريق، شامل عبد القادر، منذ فترة على كتابة سلسلة مقالات في جريدة المشرق، يتناول فيها حوادث وسير شخصيات في حقب زمنية ماضية، والملاحظ انه في معظم كتاباته يسرد السير الذاتية لشخصيات بعثية معروفة، يحاول فيها بطريقة أو أخرى تبييض الوجوه الكالحة لتلك الشخصيات، التي لعبت ادورا اجرامية في تاريخ العراق، فقبل فترة كتب عن جلاد الصحافة والثقافة وعضو القيادة القطرية للبعث الفاشي المدان لطيف نصيف جاسم، طالبا انصافه عبر اضفاء صفة الوداعة والثقافة وغيرها من الصفات (الحميدة)! التي أطلقها عليه!. ومن ثم تناول السيرة الذاتية للجلاد المجرم، ناظم كزار، يكيل له الثناء ويصفه بالحمل الوديع، يحاول اغفال القراء بالاخص الذين لم يعاصروا تلك الفترة التي تبوأ فيها ناظم كزار منصب مدير الأمن العام، لقد كان أختياره لهذا المنصب من قبل الطاغية المقبور شخصيا لمعرفته بالخصال الأجرامية التي يتمتع بها هذا الجلاد، في معرض حديثه عن هذا الجلاد يحاول شامل، بطريقة أو أخرى تبرئة الطاغية صدام من الصفة العنصرية والطائفية التي كان غارقا فيها، عندما يقول (ان صدام لم يطلق عبارة الشروكي على كزار عند اعتقاله فلا ادري هل كل شامل حاضرا اللقاء الذي تم بين كزار وأستاذه في الجريمة صدام؟ عند اعتقال الاول بعد محاولته للانقلاب على سيده وولي نعمته، (بسبب الصراعات التي بدأت بالظهور حول مراكز النفوذ بين اجنحة البعث الفاشي) ومن أين أستقى هذه المعلومة، وهو يدعى انه كان وما زال قوميا؟ اذا كان قوميا فعلا، كيف عين مديرا لتحرير مجلة ألف باء البعثية، في الفترة التي شهدت هجمة قمعية شرسة ضد القوميين ومن ثم الشيوعيين والاكراد وأخيرا الاسلاميين؟ وماذا كانت تحوي المقالات التي يشرف على نشرها او يكتبها شخصيا في تلك المجلة؟ واذا كان قوميا فعلا، ويحاول الان تزييف التاريخ واضفاء الصفات الحسنة على الجلاد ناظم كزار، عليه الأجابة عن الأسئلة التالية: لماذا اعتقل الصحفي القومي المعروف، نقيب الصحفيين العراقيين أيام الحكومات القومية، المرحوم عبد العزيز بركات، بعد الانقلاب الثاني للبعث الفاشي، وعذب حتى الموت على يد الجلاد ناظم كزار؟ وقد تحدث الصحفي والمؤرخ البعثي السابق الاستاذ حسن العلوي، في أحدى لقاءاته على احدى الفضائيات، عن قضية بركات وقال بالحرف الواحد (بعد أنقلاب 17- 30 تموز عينت مديرا عاما للصحافة، جاءتني في أحد الأيام زوجة المرحوم عبد العزيز بركات تسأل عن أسباب أعتقال زوجها وناشدتني بصفتي زميل له في الحقل الصحفي التعرف على مكان اعتقاله، فأتصلت بأبي حرب (وهو لقب ناظم كزار ) مستفسرا منه عن ذلك الموضوع، فكم كان صدمتي وذهولي عندما أجابني، انه انتهى، فلم يبق منه غير شعر رأسه، بسبب اغراقه في حوض من التيزاب، وقد شعرت بالأحراج من أخبار زوجته بهذا الأمر!) ثم اذا كان شامل قوميا حقا، ليصف لنا من كان يشرف على تعذيب وتوجيه الاهانات الى طاهر يحيى، الذي كان رئيسا للوزراء في حقبة حكم القوميين؟ ألم يكن ناظم كزار شخصيا؟ فأين الموضوعية والامانة الصحفية في سرد الحوادث؟ أعتقد ان الهم الاول والاخير للسيد شامل عبد القادر هو تبرئة ساحة جلادي البعث واحد تلو الاخر ولا نستغرب ان يأتي يوم ليس ببعيد لينشر شامل سلسلة مقالات في ذات الصحيفة، يبرئ فيها ساحة صدام وحزبه الفاشي من كل الجرائم التي اقترفت بحق العراقيين بمختلف مشاربهم الفكرية، وقد بدأ الان فعلا بنشر مقال عن أحد أبرز المتأمرين على ثورة تموز المجيدة، وهو صالح مهدي عماش، ويدعي انه احدى الشخصيات الوطنيةّ المثقفة!، وبكل وقاحة يعد دوره التآمري على ثورة تموز المجيدة، عملا وطنيا، حيث يقول بصلافة انه اطاح بحكومة عبد الكريم قاسم والحزب الشيوعي، ولا ندري هل كان الحزب الشيوعي مشاركا في الحكم في تلك الفترة؟ وهل ان حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم الوطنية كانت تستحق الاسقاط، حتى يقوم شامل بتمجيد دور صالح عماش في ذلك الانقلاب الاسود الذي دبر بدعم وتوجيه من دوائر المخابرات الامريكية (حسب وصف أبرز قادته علي صالح السعدي الذي قال بالحرف الواحد، جئنا بقطار أمريكي) وبعد ان كتب العديد من قيادات البعث عن ثورة الردة تلك، ادانوا فيها الانقلاب والممارسات الهمجية التي مورست بحق انصار قاسم والشيوعيين والديمقراطيين في دهاليز قصر النهاية ومحكمة الشعب والنادي الاولومبي وغيرها من مقرات الحرس القومي سيئ الصيت، وحاولوا القاء اللوم بعضهم على البعض الآخر، ولا نستغرب من شامل ان يلصق كل تلك الممارسات الهمجية من قبل رفاقه في البعث الفاشي بعد انقلابي البعث الاول والثاني (للشيوعيين) كما يحاول الان، وانا لست هنا بصدد الدفاع عن الشيوعيين، فتاريخهم في سوح النضال الوطني، وتضحياتهم الجسام ضد الاستعمار والرجعية والانظمة الدكتاتورية ومن أجل قضايا الشعب والوطن طيلة عقود من الزمن، واياديهم البيضاء هي التي تشهد لهم، ولغيرهم من القوى الديمقراطية، وان حقده على الشيوعيين وسائر الديمقراطيين وعلى ثورة 14 تموز وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم، وحتى على زملائه القوميين، وهو يزعم انه واحد منهم، نابع من خلفيته وثقافته البعثية، فليس غريبا على أمثال هؤلاء ان يحاولوا تشويه التاريخ وتزييف الحقائق، لكن الصفحات الحقيقية لتاريخ العراق السياسي لن تحجب، مثلما لاتحجب شمس الحقيقة بغربال، مهما حاول الموتورون ومزيفوا التاريخ من ذلك.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن