مملكة أصدقاء ومستشاري الملك بين الإرهاب والانفصال والاستقلال وتمزق نسيجها

بوجمع خرج
hour_ria@yahoo.fr

2016 / 10 / 11

1- الحدث:
الـBCIJ يعتقل مناصرين لـتنظيم ’داعش’ بمدينتي طانطان وكليميم...شمال الصحراء الغربية المغرب
تحول المشروع الملكي إلى حصان طروادة:
دون شك أن هذا الحدث تعبير سياقي والحالة؛ أن الجهة الوادنونية تعرف انتخابات ليست أفضل من سابقاتها، اللهم أنها تسجل تطبيعا مع تجاوز كرامة المواطم واحترام المؤسسة والأمة في ما هي دولة لها دستور وعرش برمزياته البروتوكول أساسا وفي البرلمان والحكومة والسلطة ... حكامة !
قد أبدو مبالغا إذ أقول أنه لا غرابة في ما وقع ولكن الحقيقة أن الأمر هو عبارة عن ارتكاس وردود أفعال ناتجة عن الحركة السيكو مؤسساتية psycho-institutionnel تشمل السوسيو ثقافية في الجوهر والسوسيو تنموية في المبدأ، ذلك أن بناء المملكة على حساب المواطنين منذ العهد الجديد هو تصور أشبه بالهوليغارشية المالية بشكل كاريكاتوري بحكم ذاتية المرجع الشرهة والقليلة إلى منعدمة الاهتمام المجتمعي بالمعنى الدستوري في أخلاقيات الانتماء.
فكلما تقدم الزمن إلا والتطاول الحكامي يزداد ليمنع المواطنين من حق الاستقلالية وسيادتهم من الأمة في تقرير مصيرهم الوجودي مؤسساتيا ومجتمعيا .... علما أن هذا الحرمان من السيادة الشعبية والوطنية يؤثر على جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإيديولوجية والعسكرية والسياسية لأنه مبرر وجود الدولة والنظام، لذلك لا يمكنه إلا أن إنه يقود إلى تفكيك المؤسسات ومن ثم الإغماء الأكبر.
قد يكون من المفيد التذكير بأن هناك مشروع العهد الجديد القائل بالإدماج والحداثة... ولكن جيد أيضا أن نذكر على انه كان حصان طروادة للمفسدين والخيانة على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية والإيديولوجية والغطرسة الحكامية في مجالاتنا الصحراوية... ولا بأس أن نذكر أن كل العمل تم بمشاركة شكلية للمواطنين وفقط لإعطاء الشرعية من جهة في زخرفة الواجهة الديمقراطية والحقوقية والأممية التنموية، ومن جهة أخرى لمغربة مصطنعة تفقد دوريا ماكياجاتها.
فالمشرفين على مهمة تحقيق المشاريع المعنية غالبيتهم الساحقة هم من ثقافة البصراوية بكل عاداتها الإدارية التي أفرزتهم في الأصل وكثير منهم دخل المنصب من النافذة .... لذلك ليست هناك عملية خارج القوسين البصراويين بما فيه الخوصصة في ليبرالية أكثر من متوحشة ضد مجتمعية وضد وطنية مهيمنة على الإنتاجية في النموذج المغربي الذي لا أكاديمية له مرجعيا بما يعني العبث بالعمومي الذي يسخر لها حكوميا وإداريا سلطويا وتنظيميا أمنيا ...
كل القوى المناهضة فشلت في التصدي لهذا الأمر الذي هو نموذج بناء مغرب الامتيازات والفوارق بما في ذلك من عواقب اقتصادية واجتماعية وخيمة رغم ما بذل من مجهود طيلة 17 سنة في تقمص لغة الإدماج والحداثة، نظرا لأن أبطال مسرحيتها المحتالون وظفوا شعارات أريد بها وضع المواطنين أمام الأمر الواقع المجد لثقافة الفساد بدهائها الخبيث المكر والذي تم فيه التركيز على انشغالات ماكرو اقتصادية على حساب المشاكل الحقيقية للمجتمع.
فحتى المجالس هي أشبه بالمقاولات المخوصصة والتي هي تتاجر لذاتها في مخدرات من نوع آخر تنهك الصحة البدنية والعقلية أساسا للمواطنين تربويا باسم الدولة من داخل المجلس الأعلى للتربية والتكوين وتنمويا باسم الملك من داخل المجلس الاقتصادي الذي كرس الليبرالية العنجهية في تمركز ذاتي دارويني وجهويا ودستوريا باسم الملك من داخل اللجنتين المعنيتين...
فالدستور تم الالتواء عليه كما لو أن خطاب 9 مارس ليس سوى حقنة تخدير وكما لو أن الخطاب الخاص بالجهوية ليس سوى كلاما إنشائيا مدرسيا وكما لو أن خطاب الإصلاح التربوي هو ذاته خارج السياق الكفاياتي ولا علاقة له بالربط المفاهيمي والواقع المجتمعي أي كلاما متحفيا جميلا يعلق على صفحات الجرائد المغربية التي قلت فيها المتحررة والنزيهة...
2- الماكرو اقتصادي لغير المجتعمي:
إن الإنزال القوي للمواقع الاقتصادية الضخمة لا يحمل المجتمعية ولا يعني الإدماجية بل هو تكريس للفوارق والغرق الذاتي ألمصلحي في زمن أصبحت فيه وسائل الاتصال أقوى رقيب وكاشف عن مهارات النصب دستوريا ومؤسساتيا على مجتمع أعزل، علما أن القوات الملكية العسكرية والدركية والأمنية والاستخباراتية هي منحازة مبدئيا ضد المواطنين في خضوعها المطلق التنفيذي المزاجي الحكامة في أسلوب لم يعد يخفى عالميا بدليل أن العالم الغربي تراجع عن المملكة على جميع المستويات، ولعل أهم ما في رسالة هذا التراجع هو أن المملكة أصبحت بدون حسن نية رسميا.
هذا الأمر تولد جرائه إحساس عميق باحتقار الإنسان في قيمته المطلقة والنسبية بحيث حتى الشأن الديني موجه بشكل ديكتاتوري مطلق في لا موضوعية الخطب علاقة بالواقع وقد صارت المساجد سجنا روحيا يفتح من حين لآخر يتنفس فيه الناس روحيا بشكل نمطي خانق وقد وضع كل لنفسه رقابة ذاتية من شدة الرقابة الأمنية التي صارت مضادة لراحة التعبد المبتغاة علما أن الدين لا يقبل من طبيعته الديكتاتورية بحكم وسطيته ورحمته... ولعل الأخطر في الأمر هو أن الأسلوب الديني للدولة يقصي كل الأساليب الأخرى تحت ذريعة وحدة المملكة التي صارت ضد حرية المواطنين الوجدانية وفق المرجعية المالكية ذاتها. فالحسانيون وإن ليسوا انتحاريين من طبعهم لهم أسلوبهم الديني للأسف هو يباد تعسفا، وطبعا هناك أساليب مذهبية أخرى تعتبر إرهابا في اختلافها عن النمطي رغم أنها تبقى نسبية تتوقف على شخصية كل إنسان الذي يفترض تأطيره وليس قمعه دينيا بما يفقد المالكية طيبتها ورحمتها واعتدالها...خاصة وأنها من الصحراء الغربية والموريتانية انطلقت مرابطية إلى المغرب والأندلس.
هي إذن إشكالية إنسان وقبائل وشعوب وأمة ومملكة وجمهورية وإمارة مسلمة....وكينونة إسلامية فوق كل الإيديولوجيات في تساؤلات مجتمعية تطرح في قلب كل مواطن صحراوي ومغربي لا تجد لها أجوبة سوى في حميمية الهامش المراقب أو نضال يقمع أو مقالات لا تنشر صحفيا أو انحراف بشتى أنواعه يحترم في تجارته الحرام الغير الشرعية ...
ومنه فإذا الطبيعة تخضع لمعادلة التوازنات كيميائيا فالإنسان جزء من هذه الطبيعة وتكتله في مجتمعات أو جماعات هي ميزته التي بها قد يصل إلى أكثر من التطرف كرامة.
3- المصير خارج الاحتمالات:
وعموما يكشف النموذج المغربي على أنه عاجز عن لملمة الجراح المجتمعية التي زادها نزيفا بشكل كبير جدا ابتداء من ابن الأسرة أو العائلة في العطالة التي أفقدت المدرسة قيمتها... إلى المقاولة التي بقيت حصرا على تربية المحسوبية الإدارية والزبونية البنكية والتجارية والتصنيعية والصناعية ..في عنصرية ممأسسة حكاميا بما جعل مغرب المقاولات بنواة هوليغارشية أفقدت الحرية الاقتصادية قيمتها دوليا ليس وحسب في الصحراء الغربية، بل وحتى على صعيد المملكة في الهيمنة ومحاصرة المبادرات، وقد انعكست سياسة التقشف على مستوى الشأن العام الذي يشيد البنيات التحتية لاستنزاف ثرواته خوصصة، وهو ما أفقد الوطن سيادته ومن ثم كرامة الأمة... خاصة وأأنها لم تتردد في نقل أموال الشعب إلى خارج المملكة بحثا عن أرقام النمو التي تأكد لا تفيد سوى في استضعاف القيم التي توحد حولها العالم والتي تدعمها ماديا ومعنويا كل من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية... علما أن صندوق النقد الدولي حذر من عواقب هذا السلوك وهذا الأسلوب على لسان السيدة كريستين لا غارد علما أنها عضو من مجموعة السبعين الكبرى دوليا التي تسود و تتحكم في رؤوس الأموال العالمية.
وختاما هذا الأمر كنا حذرنا منه مؤكدين ما سنجدده والذي هو: إن مملكة العهد الجديد في الفريق الملكي عاجزة عن تغيير ذاتها ولن ينفع معه ما سمي تقوية الجبهة الداخلية المفعل حاليا الذي سيعرضها إلى عاصفة صحراوية ذلك أن الإشكالية عميقة جدا لم يتمكن إلى حدود الساعة السيد الهوشي والجنرال السد عروب استأصالهاـ وسيزيدها تعميقا الحكومة الآتية التي لا تعبر سوى عن أقل من 30 % من المواطنين بما سيزيد في الإغماء الوجداني تطرفا... فلا غرابة أن تعرف الايام المقبلة عنوان المقال بشكل مؤسف.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن