شرُّ البلية ما يُضحك

قحطان محمد صالح الهيتي
kahtanalhiti@yahoo.com

2016 / 9 / 7

كنت قد نشرت بتاريخ 2 / 9 / منشورا بعنوان (إحنا وين وعلى وين) حول ما جاء بكتاب مكتب نائب محافظ الانبار للشؤون الفنية ذي العدد/ 1974 في 21 / 8 / 2016 الخاص بتحديث بيانات هوية الناخب.
-
اليوم وجَّهَ السيد محافظ الأنبار كتابا الى نائبه الفني بالعدد/ 4252 في 6 / 9 مبينا له بعدم وجود سند قانوني يجبر الموظف على ذلك وكما يأتي:
-
1. لا يوجد سند قانوني يجبر الموظف على تحديث البيانات الخاصة بالانتخابات والموظف مخير في هذا المجال.
2. لا يوجد سند قانوني بإيقاف رواتب الموظفين الا بموجب قرار قضائي او سند قانوني يجيز ذلك؟
عليه تقرر الغاء كتابكم المشار اليه أعلاه.
-
حسنا فعل السيد المحافظ بإلغاء كتاب نائبه (البلية) ولو أن قراره جاء متأخرا خمسة عشر يوما (21 / 8 – 6 / 9)، وبعد أن كتبنا عن الموضوع. ولكن (المُضحك) في الأمرهو الجهل المُطبق في العمل الإداري؛ فلقد كان حَرياً على المحافظ عدم توجيه مثل هذا الكتاب الى مكتب نائبه، بل إصدار أمر إداري بإلغاء كتاب نائبه لأنه هو الرئيس الأعلى، وأن يصدر الكتاب عن (مكتبه) لا عن قسم الموارد البشرية.
-
ومن المُضحك في كتاب المحافظ هو أنه حصر الأمر بعدم جواز إجبار (الموظف) على تحديث بيانات هوية الناخب، وعدم جواز قطع راتبه، فلم يقل (عدم إجبار المواطن)، وهو بهذا الأسلوب أجاز إجبار المواطنين من غير الموظفين على تحديث بياناتهم، فضلا عن أنه يدل على جهله بما ورد بالدستور والقانون.
-
ومن المُضحك ومن خلال المقارنة بين الكتابين هو أختلاف الجهات الرسمية التي أعطيت لها نسخة من كتاب الإلغاء عن الجهات التي سبق وأعطيت لها نسخة من الكتاب المُلغى وهذا من بديهيات العمل الإداري لتكون تلك الجهات على بينة من امر الإلغاء.
-
وفي الكتابين تختلف الجهات الرسمية من حيث الأسبقية في الهرم التنظيمي، ففي كتاب (النائب) تتقدم المحافظة على مجلس المحافظة، بينما في كتاب المحافظ يسبق المجلس المحافظة.
-
وفي كتاب مكتب النائب نسخة منه الى الحشد- ولا ندري ما علاقة الحشد بالموضوع- في حين ان كتاب المحافظ أشار الى نسخة منه الى عمليات الانبار. كما أعطى مكتب النائب نسخة من كتابه الى مكتب مفوضية الانتخابات في المحافظة -وهذا امر مهم- في حين لم يُعطِ كتاب المحافظة نسخة منه الى مكتب المفوضية.
-
وأخيرا أقول لا بد من أن يدخل المسؤولون والإداريون دورات في التطوير الإداري ليتعلموا أسلوب تحرير الكتب الرسمية وأن لا يجعلونا نضحك على ما يكتبون؛ فشرُ البلية ما يضحك.



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن