سرقة الأصل / الرئيس نموذجاً

جوان زورو
ciwanzoro1998@gmail.com

2016 / 9 / 2

سرقة الأصل / الرئيس نموذجاً
جوان زورو
لم أتعجبْ إطلاقاً من الرئيس أردوغان وهو يجرُّ بلاده إلى المستنقع السوري، بل على العكس .. وتوقعتْ حدوثه أيضاً.. ولعدة أسباب سأختصر في ذِكْره، قبل مُدَّة.. عندما عبرتْ " قوات سوريا الديمقراطية" إلى غربي الفرات، جعل الرئيس التركي وقتها في حالة هذيان لا مثيل لها، وكان عليه في البداية مراجعة حساباته بشأن الموقف من دمشق للحدّ من التوسع الكُرد، ولكي يتحقق ذلك عليه أن ينحني برأسه للروس، ويرغي أمام عدوه التاريخي لجهة الدين (سنة/شيعة) إلّا وهي إيران، حتى يفتحا له التواصل المباشر مع الرئيس الأسد، ويفكر جدياً لأول مرّة بإعادة المياه إلى حيث مجاريها مع الحكومة السورية. فعلاً جرى كل هذه الإهانات الدبلوماسية لتركيا كسباق مئة متر، وتمَّ الاتفاق وسرعان ما دخل حَيَّز التنفيذ، أنقرة بدورها طلبتْ من دمشق ضمان على تنفيذ الاتفاق، وكانت مهاجمة الحكومة السورية لـ قوات الأمن الكُردية في محافظة الحسكة ضربة البداية وما على أكراد سوريا إلّا أن يجدوا مساحة كبيرة لتتسع لمقابرهم الجماعيّة ويجهزوا توابيت مناسبة على مقاسهم، ونصّ الاتفاق المذكور الذي تمَّ بين أنقرة و حكومة دمشق لم يضع الاتحاد الديمقراطي لوحده فقط على قائمة الإرهاب والتصفيّة حسب وجهة النظر التركيّة بل شمل كلّ كُرد سوريا، وبتزامن مع أحداث الحسكة كانت منبج قد تنفست الهواء العليل وخلعت الملابس السوداء، وسرعان ما أعلنتْ "سوريا الديمقراطية" المجلس العسكريّ لمدينة الباب.
أنقرة تعلم جيداً بأن وصول قوات سوريا الديمقراطية إلى الباب ستجعل المسافة إلى عفرين "تنزه على طريق سياحيّ". هذه الأسباب كافية لتجعل أردوغان يصاب "بالجلطة" وبالحديث عن جرابلس فقد كان الرئيس في قمّة ارتياحه النفسي بتواجد داعش فيها، وسقوطها يعني إغلاق الحدود بشكل نهائي بين (داعش وتركيا).. وسرعان ما امرَّ قيادات جيشه بالتوغل فيها مع بضعة فصائل من المعارضة، وانسحبتْ داعش منها في صفقة (استلام وتسليم) ليتراجع الأخير جنوباً إلى مدينة الباب، وليعود داعش بلباس الجيش الحرّ وبذقون جديدة وواضحة الفرق بين خد أردوغان وحنك أردوغان.. وكلّ هذا حصل خلال ساعة واحدة فقط. وليعلن عن سيطرة الثوار عليها.
سياسياً، أعلنتْ تركيا رسمياً بنيتها في ازاحة داعش (شكلياً) والأكراد (مضموناً) وهذه كانت ضربة استباقية تركية على الموقف الإمريكي، كيف يحارب الكُرد داعش وهم إرهابيون حسب وجهة نظر أردوغان، تناقض هنا في أشده ؟! ونصحت إمريكا الكُرد بالإنسحاب فوراً إلى شرقي الفرات، ثم أعلنتْ واشنطن الهدنة بين "سوريا الديمقراطية" و"تركيا" لحفظاً لماء وجهها أمام كلام أردوغان، ليخرج رئيس وزراء تركيا ويفاجئ الجميع بعدم الاتفاق على الهدنة. وليكون الباب موارباً له أمام حلب (أكبر أطماعه). سلطان زمانه يريد ضرب عصفورين وأكثر بحجر واحد فقط.. وأول عصفور كان منع الكُرد من التوسع وثانيهم.. فتح الباب امام حلب. وسلطانه أجداده معروفين بسرقة السوريين ولم يسلم من سرقته حتى عوائل سوريّة العريقة وعربات وحوزييها وكل الصناعات اليدويّة السوريّة والحرف مع معلميها، فما بالك بالأثار والمصانع وقطع غيار للبشر كما للأشياء!...



https://www.ahewar.org/
الحوار المتمدن